"يديعوت أحرونوت": إسرائيل استخدمت الصواريخ في ضربتها الأخيرة غرب دمشق لعدم إحراج بوتين
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن تعمد إسرائيل استخدام صواريخ أرض أرض، في مهاجمة أهدافٍ غرب العاصمة السورية، دمشق، أمس، وتجنّب توظيف طائراتها النفاثة؛ كان هدفه منع إحراج القيادة الروسية وعدم توفير المزيد من الأدلة على عدم فاعلية منظومات الدفاع الجوي التي زودت بها موسكو نظام بشار الأسد.
وفي تقرير نشرته اليوم الأحد، وأعده معلقها العسكري رون بن يشاي، رجّحت الصحيفة أن كلاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت قد بحثا في لقائهما في سوتشي نهاية الأسبوع قبل الماضي مسألة الإحراج الذي تسببه الهجمات الجوية الإسرائيلية لمنظومة الصناعات العسكرية الروسية.
وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أن مبيعات السلاح والمنظومات الدفاعية تعد مصدر الدخل الرئيس لروسيا، مما يبرز مسوغات الإحراج الروسي من مواصلة إسرائيل مهاجمة أهدافها في عمق الأراضي السورية، رغم أن هذه الأهداف يتم تأمينها بمنظومات دفاع جوي متطورة من إنتاج روسي.
وحسب الصحيفة، فإن إسرائيل استخدمت صواريخ قصيرة المدى (70 – 300 كم) بهدف تقليص قدرة الدفاعات الجوية السورية على اعتراضها، فضلاً عن أن استخدام هذه الصواريخ يسبب قدراً أقل من الإحراج للروس.
ولفتت إلى أن إقدام إسرائيل على شن هجوم أمس في ضوء النهار، وليس خلال الليل، جاء بفعل الحاجة الماسة إلى إحباط عملية تهريب سلاح إلى "حزب الله" في لبنان.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حسب التقديرات الإسرائيلية؛ فإن المنطقة الفاصلة بين غرب دمشق والحدود اللبنانية تعد الفضاء الرئيس الذي تتم فيه عمليات تخزين السلاح المعد للتهريب إلى "حزب الله" في لبنان.
ولفت بن يشاي، إلى أن إسرائيل تفضل إحباط عمليات التهريب داخل الأراضي السورية وعدم مهاجمتها في لبنان؛ لعدم منح "حزب الله" المسوغ لشن هجمات صاروخية على العمق الإسرائيلي.
ولم يستبعد بن يشاي أن تكون إسرائيل قد اختارت شن الهجوم بالصواريخ أيضاً بسبب تزويد إيران نظام الأسد بمنظومات دفاع جوي متطورة، بإمكانها الرد على الهجمات التي تنفذها الطائرات الإسرائيلية بشكل أسرع من ردة فعل منظومات الدفاع الجوي الروسية. لافتاً إلى أنه تم استخدام هذه المنظومات رداً على هجمات إسرائيلية سابقة.
في الوقت ذاته، رأى المعلق الإسرائيلي أن استخدام الصواريخ جاء أيضاً لتقليص فرص المس بالطائرات الحربية الأميركية التي حلقت في أجواء المنطقة أمس في الوقت نفسه الذي تم فيه الهجوم؛ من منطلق أن قاذفات الدفاعات الجوية السورية التي تطلق ضد الطائرات الإسرائيلية يمكن أن تصيب الطائرات الأميركية عن طريق الخطأ.
من ناحيته، قال عيران عتسيون، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إن الهجمات التي تشنها إسرائيل في سورية فشلت في إحباط قدرة إيران على التمركز عسكرياً هناك.
وفي سلسلة تغريدات نشرها على حسابه على "تويتر" اليوم، انتقد عتسيون تركيز إسرائيل على الخيار العسكري الفاشل في مواجهة التمركز الإيراني، وتجاهل الاهتمام بالتأثير على الواقع السياسي في سورية، سيما على صعيد مشاريع التسوية التي تطرح لوضع حد للحرب الدائرة هناك.