نشرت قناة روسية يوم أمس الثلاثاء صوراً أظهرت عربات عسكرية روسية في مرفأ اللاذقية، شمال غربيّ سورية، الذي تعرّض لغارات جوية إسرائيلية مرتين الشهر الماضي.
وقالت قناة Rusvesna التي تنشر عمليات الجيش الروسي إن "مجموعات خاصة من الجيشين السوري والروسي، وصلت إلى مرفأ اللاذقية استعداداً لصد هجمات مرتقبة من العدو"، دون أن تحدده.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في قاعدة حميميم بمرفأ اللاذقية، أوليغ جورافليف، قوله إن قيادة القاعدة الروسية في حميميم نظمت دوريات على مدار الساعة في ميناء اللاذقية للتعامل مع "الهجمات الإرهابية".
وأضاف أن هذه القافلة سُيِّرت بناءً على طلب من النظام السوري، حيث نظمت قيادة القاعدة الجوية الروسية في حميميم دوريات على مدار الساعة في ميناء اللاذقية والأراضي المجاورة، مستخدمة مدرعات "باترول" و"تيغر"، رافقتها طائرات دون طيار تابعة لقوات الفضاء الروسية.
وزعم أنه بحسب معطيات أجهزة النظام الأمنية، فإن مجموعات "تخريبية وإرهابية" من وحدات "مسلحة متطرفة" من منطقة خفض التصعيد في إدلب تخطط لهجمات "إرهابية" في موانئ طرطوس واللاذقية بالساحل السوري.
"تأمين وحماية المرفأ"
من جانب آخر، نقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، اليوم الأربعاء، عن مصادر (لم تسمّها) قولها إن وجود جنود روس من الشرطة العسكرية في مرفأ اللاذقية جاء ضمن دوريات مشتركة مع الجانب السوري، وتحمل هذه الدوريات عدة رسائل، أولها "تأمين المرفأ وحمايته، وردع تجدد الاعتداء عليه، وإيصال رسالة واضحة إلى إسرائيل بأن أي اعتداء جديد على مرفأ اللاذقية سيكون بمثابة استهداف واعتداء على الجنود الروس".
ولم تظهر الصور التي نشرتها القناة الروسية أي وجود لقوات النظام ضمن الدورية التي قيل إنها مشتركة، وهو الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات عن أسباب الانتشار الروسي في المرفأ.
وفي هذا الصدد قال المقدم المنشق عن قوات النظام السوري والمحلل العسكري تيسير درويش، في حديث لـ"العربي الجديد" إن "تسيير الشرطة العسكرية الروسية دورية في ميناء اللاذقية، إجراء يرمي إلى نشر نقاط مراقبة في الميناء، بعد تعرضه لجولتي قصف من إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، قيل إنها استهدفت حاويات سلاح إيراني".
وأضاف أن "ظهور القوات الروسية في المرفأ مرتبط أيضاً بالتصريحات الروسية الأخيرة القادمة من القرم عن أهمية مرفأ اللاذقية، كما أن هذه الصور موجهة أيضاً لإسرائيل، وتبعث برسالة مفادها أن المرفأ سيكون تحت مراقبتنا".
ويرى درويش أن "روسيا تتجه بالفعل للسيطرة بشكل كامل على مرفأ اللاذقية بعد أن استولت على مرفأ طرطوس، وستكون حجتها حمايته من الضربات الإسرائيلية".
وتعرّض مرفأ اللاذقية في 28 من ديسمبر/كانون الأول الماضي لقصف جوي إسرائيلي استهدف ساحة الحاويات، ما سبّب أضراراً مادية كبيرة واندلاع حرائق، كما استهدفت المرفأ ذاته للمرة الأولى في 7 ديسمبر.