مايا ساندو المؤيدة لأوروبا تفوز بالانتخابات الرئاسية في مولدافيا

16 نوفمبر 2020
دعت ساندو مواطنيها إلى توخّي "أقصى درجات اليقظة" لمواجهة تزوير محتمل( Getty)
+ الخط -

فازت رئيسة الوزراء السابقة المؤيّدة لأوروبا مايا ساندو بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسيّة الأحد في مولدافيا، متقدّمةً بفارق كبير على الرئيس المنتهية ولايته إيغور دودون الموالي لروسيا.

وبعد احتساب جميع الأصوات، فازت ساندو بــ57,75 في المئة من الأصوات في مقابل 42,25 في المئة لدودون، الذي استهدفته اتهامات بالفساد خلال فترة ولايته التي استمرّت أربع سنوات، وذلك بحسب الأرقام التي نشرتها لجنة الانتخابات المركزيّة على موقعها الإلكتروني.

وأدلى الناخبون في مولدافيا بأصواتهم، الأحد، في الدورة الثانية من الانتخابات التي تنافس فيها دودون، الداعي إلى "الاستقرار"، وساندو التي تعهّدت بمكافحة الفساد بلا هوادة.

وتعيش مولدافيا، الجمهوريّة السوفياتيّة السابقة الناطقة بالرومانيّة والتي تقع فيها ترانسدنيستريا، المنطقة الانفصاليّة على الحدود مع أوكرانيا ويسيطر عليها موالون لروسيا، منذ سنوات بين الطموحات الأوروبية والتقارب مع موسكو.

وكانت ساندو، وهي خبيرة اقتصاديّة تبلغ 48 عامًا وعملت لدى البنك الدولي، قد حقّقت مفاجأةً بفوزها في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة، التي جرت في الأوّل من تشرين الثاني/نوفمبر، بحصولها على 36,16% من الأصوات مقابل 32,61% لدودون، بفضل الدعم غير المسبوق من الناخبين في الخارج.

وقالت، بعدما أدلت بصوتها في العاصمة شيزيناو، للناخبين "اليوم لديكم القدرة على معاقبة الذين نهبوكم، والذين أوصلوكم إلى البؤس وأجبروكم على مغادرة منازلكم"، في إشارة واضحة إلى منافسها الذي استُهدف بتهم فساد.

كما دعت ساندو، رئيسة حزب العمل والتضامن (يمين وسط)، مواطنيها إلى توخّي "أقصى درجات اليقظة" لمواجهة تزوير محتمل.

من جهته، أقر دودون بهزيمته أمام منافسته مايا ساندو، وقال للصحافيين بعد اقتراع الأحد بينما هنّأ منافسته "أظهرت النتائج الأولية فوز مايا ساندو". كذلك، أشار إلى أن فريق حملته سجّل "عددا غير مسبوق من الانتهاكات"، لكنه طلب من أنصاره عدم الخروج إلى الشوارع، مضيفا "لا نريد أن يتزعزع الاستقرار".

وفي وقت سابق، ذكر دودون (45 عامًا) إنّه "صوّت للسلام" و"العدالة الاجتماعيّة" و"القيم المسيحيّة". وأضاف "يجب أن نحافظ على علاقات جيّدة مع الاتّحاد الأوروبي وروسيا".

وفي الأيّام الأخيرة، قدّم دودون نفسه على أنّه ضامن لـ"الاستقرار"، داعيًا أنصاره إلى التظاهر الاثنين "لحماية فوزنا". وقد ضاعف تصريحاته التي هاجم فيها معسكر منافسته، "العصابة" التي "تجاوزت الحدود" وتستحقّ "لكمة في الوجه".

ويعدّ هذا البلد الصغير، الذي يبلغ عدد سكّانه 3,5 ملايين نسمة، أحد أفقر دول أوروبا. ويقدّر عدد الذين هاجروا هربًا من الفقر بنحو 40% من السكّان.

وشهدت مولدافيا، التي تقع بين رومانيا العضو في الاتّحاد الأوروبي وأوكرانيا، أزمات سياسيّة في السنوات الأخيرة، وعمليّة احتيال مصرفي واسعة في عام 2015 تتعلّق بنحو مليار دولار، أي ما يعادل 15 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي للبلاد.

وحصلت ساندو على دعم بوخارست، التي تربطها علاقات تاريخية قوية بمولدافيا. وتدعم موسكو علنًا دودون عبر اتهامها الغرب بالتدخل والتخطيط لـ"سيناريو ثوري" في مولدافيا.

رغم ذلك، هنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ساندو على فوزها، قائلا في بيان نشره الكرملين على موقعه الإلكتروني "أتوقع أن يسهّل عملك رئيسةً التطوير البنّاء للعلاقات بين بلدينا".

وأشار محللون في وقت سابق إلى أن فوز ساندو شكّل ضربة للكرملين الذي كان يأمل بفوز دودون بولاية جديدة.

ورأى محللون في وقت سابق أن فوز دودون قد يثير تظاهرات يقوم بها أنصار ساندو. وأغلقت مراكز التصويت أبوابها الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش. وتجاوزت نسبة المشاركة حتى الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش 50 بالمئة مقابل 43 بالمئة خلال الدورة الأولى.

 

(فرانس برس)

المساهمون