ماكرون يستضيف مؤتمراً دولياً حول لبنان في ذكرى انفجار مرفأ بيروت

16 يوليو 2021
يعيش اللبنانيون أزمة اقتصادية غير مسبوقة (حسين بيضون)
+ الخط -

سيستضيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤتمراً دولياً جديداً حول لبنان، الشهر المقبل، في الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت، لمساعدة اللبنانيين الغارقين في أزمة اقتصادية غير مسبوقة، كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الجمعة.

ويأتي هذا الإعلان بعد اعتذار سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة، أمس الخميس. وقالت الوزارة في بيان، إن ماكرون سينظم المؤتمر في الرابع من أغسطس/ آب بالتعاون مع الأمم المتحدة "استجابة لحاجات اللبنانيين الذين يتدهور وضعهم كل يوم".

ودخلت فرنسا "الخائبة" من جديد على خطّ الضغط على المسؤولين اللبنانيين، ودعت اليوم، في بيانٍ، إلى الشروع الفوري في الاستشارات النيابية لتعيين رئيس وزراء جديد في أقرب وقتٍ ممكن.

وقالت وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية إن "التطور الخطير الذي حصل مع اعتذار الحريري، يؤكد المأزق السياسي الذي عمد فيه القادة اللبنانيون، وبشكلٍ مقصودٍ، إلى إعاقة البلاد لأشهرٍ، حتى وهي تغرق في أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة".

وأكد مصدرٌ دبلوماسي فرنسي لـ"العربي الجديد"، أنّ "فرنسا مستمرّة في دعم الشعب اللبناني، ولن تتخلى عنه، في وقتٍ لا يأبه المسؤولون إلى حاله، لا بل يزيدون من معاناته بسبب أنانياتهم ومصالحهم الخاصة"، مشدداً على أن "المبادرة الفرنسية لا مهلة زمنية لها، وهي غير مرتبطة بشخص الرئيس الحريري، بل عنوانها الأكبر تشكيل حكومة إصلاحية إنقاذية تتمتع بالاستقلالية والشفافية وتحظى بالثقة المطلوبة لضخ الدعم اللازم، بغض النظر عن اسم الرئيس".

وأشار المصدر إلى أنّ "العقوبات الفرنسية ستبدأ ترجمتها ميدانياً في وقتٍ قريبٍ، كذلك الأوروبية، إذ إن المسؤولين عن التعطيل سيحاسبون، وعليهم أن يعوا جيداً حجم الكارثة التي أدخلوا بها البلد وشعبه"، مؤكداً أنّ "العنوانين العريضين المطلوب تنفيذهما هما تشكيل حكومة سريعاً، وإجراء الانتخابات النيابية التي يعوّل عليها الخارج كاستحقاق ديمقراطي من شأنه أن يصنع التغيير الذي يطالب به اللبنانيون منذ انتفاضة 17 أكتوبر".

من جهته، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، الجمعة، أن "لبنان سيتمكن من تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها حالياً على مختلف المستويات، لأن الأحداث أثبتت أن إرادة الحياة عند اللبنانيين مكّنتهم دائماً من التغلب على صعوبات كثيرة في الماضي".
وشدد أمام زوّاره في قصر بعبدا الجمهوري على أنّ "لا شيء يجب أن يحبط اللبنانيين على رغم قساوة ما يتعرضون له"، واعداً "ببذل كل الجهود للخروج من الأزمات المتلاحقة التي يعانون منها"، بحسب ما جاء في بيان الرئاسة اللبنانية.

وعاد الهدوء الحذر إلى الشارع اللبناني، اليوم، بعد أحداث أمنية سُجُلت مساء أمس بالتزامن مع اعتذار الحريري، حيث عمد مناصروه إلى قطع عددٍ من الطرقات في مناطق لبنانية محسوبة على "تيار المستقبل"، كما شهدت الطريق الجديدة في بيروت اشتباكات بين المحتجين والجيش اللبناني سقط خلالها عدد من الجرحى، في حين عمدت مجموعة من الشبان إلى الاعتداء على بعض المطاعم والمقاهي في العاصمة وإجبارها على الإقفال بالقوّة.

كذلك، يستمرّ سعر صرف الدولار بتسجيل أرقامٍ غير مسبوقة تخطت عتبة 22 ألف ليرة لبنانية، ما دفع الكثير من المحال التجارية والأسواق إلى إقفال أبوابها احتجاجاً على الوضع القائم الذي يزيد من صعوبات تحديد أسعار البضائع، والذي يؤثر أصلاً على القدرة الشرائية للزبائن التي انعدمت بعدما خسرت العملة الوطنية أكثر من 95 بالمائة من قيمتها، وسط غلاء فاحش ومتفلت لا رقابة عليه.

 
المساهمون