ماذا وراء توالي زيارات وفود من الكونغرس الأميركي للمغرب؟

15 مارس 2023
التقى الوفد الأميركي خلال الزيارة رئيس الحكومة عزيز أخنوش (تويتر)
+ الخط -

طرحت زيارات وفود برلمانية من مجلسي الكونغرس الأميركي إلى العاصمة المغربية الرباط، في الآونة الأخيرة، عدة تساؤلات حول هدف تلك الزيارات ودوافعها، خصوصاً مع الزيارة الأخيرة التي بدأت، أمس الثلاثاء، والتقى فيها الوفد الأميركي برئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش.

وبدأ الوفد الذي يضم عددا من أعضاء الكونغريس الأميركي زيارة عمل إلى العاصمة الرباط، والتقوا خلال الزيارة برئيس الحكومة عزيز أخنوش، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، بالإضافة إلى رئيس مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي) رشيد الطالبي العلمي.

ويضم الوفد الأميركي الذي يزور المغرب ثلاثة نواب عن الحزب الديمقراطي، هم أدريانو إسبايلات، الذي يشغل مهمة نائب رئيس التجمع اللاتيني بالكونغرس الأميركي، والنائبة سيلفيا غارسيا، والنائب سالود كارباخال.

وكان من اللافت خلال المباحثات التي جمعت رئيس الحكومة المغربية بالوفد الأميركي الأخير، إشادة الوفد بقوة الشراكة المغربية الأميركية، خاصة على مستوى القضايا الأمنية والاقتصادية والعسكرية، والتنويه بالعلاقات الممتازة التي تجمع الرباط بواشنطن.

كما أعرب الوفد، في تصريحات للصحافة، عقب لقائه رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، عن أملهم في تعزيز هذه الشراكة مستقبلاً، مشيدين بـ"دور المغرب الريادي في تعزيز الاستقرار بمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط".

وتأتي زيارة وفد الكونغرس، بعد أسابيع من الزيارة التي قام بها إلى العاصمة المغربية وفد من مجلس الشيوخ الأميركي، في 13 يناير/ كانون الثاني الماضي، الذي يتكون من أعضاء عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري، حيث التقى الوفد برئيس الحكومة ووزير الخارجية، وضم الوفد برلمانيين يُعدون جزءاً من كتلة "اتفاقات أبراهام"، وهي مجموعة تشكلت لدعم وتوسيع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل التي وقعت في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وقال رئيس الوفد السيناتور جيمس لانكفورد، إنّ الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع المغرب والدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، معبراً عن أمله في الوصول إلى تكامل إقليمي غير مسبوق فيما بينها.

واعتبر أنّ المغرب "شريك مهم وقوة متكاملة" في منطقة شمال أفريقيا، مبدياً تطلعه إلى توسيع نطاق هذه العلاقات، لتشمل جوانب الاقتصاد والأمن القومي والشراكات الاستراتيجية.

وتعليقاً على توالي زيارات أعضاء في مجلسي الكونغرس الأميركي، اعتبر الباحث في تاريخ العلاقات الدولية بوبكر أونغير، في حديث مع "العربي الجديد "، أنّ الأمر يعود إلى عاملين أساسيين على الأقل، أولهما رهان الولايات المتحدة الأميركية على المغرب من أجل تكوين تحالف جيو استراتيجي يتعلق بالحد من التغلغل الصيني في القارة الأفريقية، وهو هدف مشترك بين المغرب والولايات المتحدة الأميركية. أما العامل الثاني فيتجلى، بحسب أونغير، في تطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية بين المغرب والولايات المتحدة، والمنتظر أن تتطور أكثر في السنوات المقبلة لتصبح ذات بعد عسكري وأمني.

ولفت إلى أنّه فضلاً عن العاملين السابقين، فقد "كان للخطوة الأميركية التاريخية المتمثلة في اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية للمملكة، الأثر الكبير في إشاعة الدفء في العلاقات بين البلدين".

وبالتزامن مع زيارات البرلمانيين الأميركيين، شهد المغرب، في الأسابيع الأخيرة، توالي زيارات مسؤولين عسكريين وأمنيين أميركيين، من أبرزهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارك ميلي، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي كريستوفر راي.

وتعتبر واشنطن الرباط "شريكاً وحليفاً كبيراً"، في حين يوصف قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020، بأنه أبرز تطور في العلاقات بين البلدين.

المساهمون