استغل ثلاثة نشطاء سوريين وقوفاً عابراً مع الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال لقاء انتخابي كان يجريه (في 27 يونيو/ حزيران) في ولاية ميريلاند الأميركية قرب العاصمة واشنطن، لـ"تنشيط ذاكرته" حيال الملف السوري، ومطالبته بإيلاء اهتمام أكبر بالقضية السورية، ولا سيما لجهة محاسبة رئيس النظام السوري بشار الأسد، والتذكير بجرائمه التي ارتكبها بحق الشعب السوري.
وطرح النشطاء الثلاثة، محمد بكر غبيس وزوجته آلاء تللو، وجورج سطيفو، الذين يُعتبرون من الفاعلين وسط الجالية السورية في الولايات المتحدة، بعض الإشكاليات مع الرئيس الأميركي. وعبّرت تللو، في حديث لـ"العربي الجديد"، وهي اختصاصية ومعالجة نفسية تعمل في مدينة بوسطن، عن اعتقادها بأن الحديث كان "ناجحاً جداً على أكثر من مستوى". وأضافت أنه "خطوة جادة وله أثر عميق على المدى البعيد في مناصرة الشعب السوري، إضافة إلى العمل المتواصل والمستمر".
على الأسد أن يرحل
وكانت وسائل إعلام أميركية قد تطرقت إلى الحديث، ونقلت عن تللو قولها للرئيس الأميركي إنه "يجب على الأسد أن يرحل". وعما إذا كان بايدن قد تحدّث عن أدوات للتعامل مع هذه الجزئية، بما أنه أومأ بموافقته، علّقت تللو على ذلك، لـ"العربي الجديد"، بالقول إن "الرئيس جو بايدن بعد سماعه منّا، قال إنه سيبذل أقصى جهده للمساعدة، لكنه لم يتحدث عن الأدوات".
آلاء تللو: قال بايدن إنه سيبذل أقصى جهده للمساعدة
ولا تعتبر تللو موافقة بايدن الكلامية على وجوب رحيل الأسد "وعوداً مطلقة"، غير أنها أشارت إلى أنهم (النشطاء) استطاعوا "معرفة بعض آراء الرئيس الأميركي بما يخص القضية السورية".
من جهته أوضح غبيس لـ"العربي الجديد"، وهو طبيب سوري أميركي يعمل في جامعة هارفرد الأميركية، ويرأس منظمة "مواطنون لأجل أميركا آمنة" (منظمة سورية – أميركية)، ما دار مع بايدن حول رحيل الأسد بالقول إن "الرئيس بايدن لم يقل إن على الأسد أن يرحل، لكن جوابه لنا عن سؤال يتعلق بحجم جرائم الأسد ومئات الآلاف من المعتقلين وحجم معاناة السوريين، بأنه لا يمكن لهذا الإجرام أن يستمر، وعلى الأسد أن يرحل، فأجاب: (أوافق)". ولفت غبيس إلى أن بايدن لم يضف أي تعليق آخر.
بايدن يتفاعل في السياسة الخارجية
ولفت غبيس إلى أن بايدن "كان في صحة ممتازة عند اللقاء، وتفاعله تفاعل حذق في السياسة الخارجية، وعلّق على عدة مواضيع بالسياسة الخارجية تجاه الصين وأميركا الجنوبية والتحالف الجديد مع الهند وأستراليا وغيرها من البلدان".
محمد بكر غبيس: كان هدفنا معرفة رأي بايدن بتجرّد
وأضاف أن بايدن تحدّث عن رؤيته لولايته الرئاسية الثانية وخططه التي يفكر بوضعها بشأن عدة قضايا تخص الناخب والمواطن الأميركي. وأوضح أنه "كان هدفنا معرفة رأيه بتجرّد لكونه لم يذكر سورية في تصريحات رسمية منذ زمن طويل، وشعرنا بأهمية مشاركة بعض من هذه الآراء مع السوريين الأميركيين والسوريين المكلومين لسنوات طويلة من البؤس والشقاء".
المطالبة بحماية إدلب
وقد طالب كلّ من غبيس وزميله سطيفو، الرئيس الأميركي بتوفير حماية لإدلب ومحيطها، شمال غربي سورية، لا سيما أن النظام يجدّد على الدوام رغبته في الاستيلاء عليها، ما يعني مزيداً من المجاز وعمليات التهجير والانتهاكات. وأشار غبيس إلى أنهما طالبا "بحماية إدلب كناية عن الشمال الغربي المحرّر، لأنه بسبب استمرار الهجمات من قبل سلاح الجو الروسي والنظام، هناك خمسة ملايين من المهجرين يتعرضون لخطر التهجير الإضافي بشكل مستمر ويجعل ظروف الحرب والفصائلية وعدم الاستقرار تستمر إلى ما لا نهاية".
وعن جواب الرئيس حول هذا المطلب لفت غبيس إلى أن بايدن "قال لا يمكن أن أرسل جنود أميركيين إلى هناك، لكن نحن نساعد السوريين وسأعمل ما بوسعي لأساعدهم".
وتنشط في الولايات المتحدة جماعات ضغط سورية، ساهمت في دفع الإدارات الأميركية المتعاقبة، ولا سيما منذ بدء الحراك والحرب في سورية، إلى محاصرة النظام السوري من خلال العقوبات، بالإضافة إلى توفير خط داعم للمعارضة السورية.