وقع مئات الشخصيات الوطنية والسياسية والأكاديمية والمواطنين المسيحيين، الأحد، على عريضة تدين ما وصفوه بـ"لقاء العار" الذي جمع بين ممثلي بعض الكنائس المسيحية في القدس المحتلة ورئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الخميس الماضي.
وطالب الموقعون على البيان بـ"نبذ كل ممثلي الكنائس المتواطئين الذين شاركوا في هذا اللقاء المشؤوم، وإقصائهم عن الكنائس الفلسطينية والعربية الأصيلة بشكل فوري".
ومن أبرز الموقعين على البيان، السياسية الفلسطينية حنان عشراوي، والدبلوماسي والسفير الفلسطيني عفيف إيميل صافية، وجورج نمر رشاوي، ورانيا إلياس، وهند شريدة، ومازن قمصية، ونادر أبو عمشة، والمئات غيرهم في حصيلة غير نهائية لعدد الموقعين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الشتات.
وقالت الصحافية هند الشريدة، في تصريحات لـ"العربي الجديد": "نحن نعاني من استعمار احتلالي كولونيالي يستهدف كافة مكونات الشعب الفلسطيني، من إسلامي ومسيحيّ على حد سواء؛ ونصرّح بأننا لن نسمح لبعض رؤساء الكنائس (وهم بالمناسبة من إثنيات متنوعة) بالإساءة لنا، شعباً ورعية، خاصة في خضم الإبادة والتطهير العرقي الذي يطاول أبناء شعبنا في القطاع. نحن نستنكر استجابة بعض رؤساء الكنائس للدعوة التي سموها في بيانهم التوضيحي بـ(الروتينية) في مكتب المدعو هرتسوغ قبيل الأعياد المجيدة الملغاة أصلاً بحكم واقع الحال".
وأضافت الشريدة إن "هذه اللقاءات تحقق مساعي الاحتلال الكيدية في تبييض صفحته دولياً، والتمظهر بصورة السمح الحاضن للتنوع الديني، خلافاً لحقيقته الظلامية والحقودة التي تستهدف الكنائس والمساجد على حد سواء. فبينما يحتفل العالم بعيد الميلاد المجيد على وقع ترانيم الميلاد والاحتفالات السنوية المعهودة، تبقى أرض الميلاد حزينة على شهدائها الذين ارتقوا إلى الأمجاد السماوية بفعل العدوان الإسرائيلي الغاشم، فلم ينضب بعد الدم الفلسطيني في غزة، والذي ارتقى على إثره أكثر من عشرين ألف شهيد/ة، معظمهم من الأطفال والنساء، ومن بين هؤلاء المحزونين 25 فلسطينياً مسيحياً، أي ما يعادل 3% من أبناء الطائفة المسيحية الذين قتلوا وهم يحتمون داخل أسوار الكنائس المستهدفة، والتي التجأوا إليها ظناً منهم أنها آمنة، إلا أن لا مكان آمنا في غزة".
وختمت قائلة إنّ "عنجهية الاحتلال لا تفرق حتى في انتهاكها لحرمة الأماكن المقدسة جميعها، وإن اللقاء الذي حصل هو فرصة لتجديد مطالبنا، ومواصلة النضال المسيحي نحو تعريب الكنيسة، واسترجاعها من متوالية الاحتلالات الطارئة عليها".
من جهته، دعا نادر أبو عمشية، وهو ناشط لتعريب الكنيسة من مدينة بيت جالا، وأحد الموقعين على البيان، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى "مقاطعة هؤلاء الأشخاص، وعدم الترحيب بهم في الكنائس، ومقاطعة حضور الصلوات معهم، ومقاطعة التواجد في أي مكان يتواجدون فيه على غرار ما فعل المصلون في أحد مساجد رام الله، يوم الجمعة الماضي، من مقاطعة محمود الهباش، مستشار الرئيس محمود عباس أبو مازن".
وأضاف: "يجب أن نضغط باتجاه دفع رؤساء هذه الطوائف للتراجع عن موقفهم والاعتذار بوضوح عن اللقاء وبشكل علني، لأن بدون ذلك لا يوجد إمكانية للتسامح مع ما فعلوه".
ودعا البيان الموقعين في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى تدوير البيان ليصل إلى التجمعات الرعويّة الفلسطينية والمساندة خارج فلسطين وفي العالم العربي وفي المنافي ودول اللجوء.
وطالب البيان المواطنين الفلسطينيين المسيحيين في كل مكان بالقيام بعدة خطوات، أبرزها "فضح المشاركين ومواقفهم بشكل علني وواضح، ومطالبتهم بالاعتذار من شعبنا ككل، وبالتحديد ذلك الذي يرزح تحت مقصلة الإبادة في قطاع غزة، والتعبير عن الندامة والتوبة".
وحول المطالب أكد البيان "على ضرورة محاسبة المشاركين محاسبة توبيخية مباشرة على ما يرتكبونه من خطايا أمام رعيتهم في كل الكنائس الفلسطينية والعربية، مقاطعة استقبالهم ليلة ذكرى الميلاد المجيد في بيت لحم مدينة مهد المسيح، وفقا للتقويمين الغربي والشرقي".
كما طالب البيان بـ"ضرورة رفع الشعارات التي تدين دورهم المشين وتعلن عدم شرعيتهم على القيادة الروحانية لشعبنا، ومقاطعة استقبالهم حيثما حلوا في الكنائس المحلية في كل مكان في فلسطين". وختم مطالباً بضرورة "التعبير عن موقف المواطنين المسيحيين وصوتهم برفع شعار (أنتم لا تمثلونا)، من خلال وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة ووسائل الإعلام".