مؤشرات إسرائيلية لتأجيل اجتياح رفح إلى ما بعد الفطر

27 مارس 2024
في أحد مخيمات مدينة رفح، الخميس الماضي (جهاد الشرافي/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- القاهرة تلقت معلومات عن إمكانية تأجيل إسرائيل لاجتياح رفح حتى ما بعد عيد الفطر، مع وجود تواصل أمني بين مصر وإسرائيل وتأكيدات بأن أي عملية عسكرية ستكون محددة الأهداف.
- وزير الخارجية المصري والأميركي أعربا عن رفضهما لأي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، محذرين من الكارثة الإنسانية المحتملة، فيما أشار نتنياهو إلى استعداد الجيش لكن مع الحاجة لبعض الوقت.
- بدأت إسرائيل تظهر بوادر تراجع عن الاجتياح بسبب التحذيرات الدولية ونقص في الذخيرة، مع تأثير الضغوط الأميركية على تكييف موقفها، رغم الأهداف المشتركة مع الولايات المتحدة في الحرب على غزة.

قال مصدر مصري خاص، لـ"العربي الجديد"، إن القاهرة تلقت معلومات عن نية الاحتلال الإسرائيلي تأجيل اجتياح رفح الفلسطينية إلى ما بعد عيد الفطر (المتوقع في الأسبوع الثاني من إبريل/ نيسان المقبل). وأضاف أنه "على الرغم من عدم تحديد حكومة الاحتلال موعد عملية رفح العسكرية المرتقبة، إلا أن الجانب المصري تلقى رسائل بأنها لن تحصل قبل انتهاء شهر رمضان وعيد الفطر".

ولفت المصدر إلى أن "الاتصال الأمني بين الجانبين المصري والإسرائيلي، متواصل بشكل شبه يومي، لكن الطرف الإسرائيلي يرفض الكشف عن نياته الحقيقية في ما يخصّ عملية رفح"، مضيفاً أن "القاهرة حصلت على طمأنات بأنه في حال تنفيذ عملية عسكرية في رفح، فإنها ستكون محددة الأهداف".

وقال المصدر إن "الجانب المصري، يعلم أنه لن يكون هناك وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، لأن إسرائيل لن تقبل بقرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف إطلاق النار، حتى لا تقوم حركة "حماس" بتحسين أوضاعها الميدانية، وإحلال قواتها وكسب الوقت والتقاط الأنفاس". وتابع: "ستؤجل إسرائيل عملية اجتياح مدينة رفح في الوقت الحالي، خصوصاً تحت الضغط الدولي عليها في هذا السياق".

رفض وتحذير من اجتياح رفح

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، قد أكد لنظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك، أمس الأول الاثنين في القاهرة، "رفض مصر القاطع وتحذيرها غير القابل للتأويل أو الشك، من أية عملية عسكرية إسرائيلية في رفح الفلسطينية، لما تنطوي عليه من كارثة إنسانية ستخرج عن السيطرة، وتعقيدات غير مسبوقة".

طلال عوكل: الإدارة الأميركية لا ترى سبيلاً غير التوصل إلى صفقة

من جهته حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت خلال اجتماع في واشنطن أمس الأول، من مخاطر اجتياح رفح، مجدّداً تأكيد رفض الولايات المتحدة لمثل عملية عسكرية واسعة النطاق كهذه. يأتي ذلك بعد أيام من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء الماضي، أن الجيش يستعد للعملية العسكرية البرية في مدينة رفح، لكنه لفت إلى أن "ذلك سيستغرق بعض الوقت".

بوادر تراجع إسرائيلي عن عملية رفح

وتعليقاً على ذلك، يقول المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير رخا أحمد حسن، في تصريح لـ"العربي الجديد": "أعتقد أنه رغم والمسؤولين الإسرائيليين الآخرين عن ضرورة اجتياح رفح وأهميته، فإنه إزاء التحذيرات الأميركية والمصرية والأوروبية، بدأت بوادر التراجع الإسرائيلي عن القيام بعملية الاجتياح الآن".

ويلفت إلى أن "التسريبات الإسرائيلية الجديدة التي ظهرت، تشير إلى أن جيش الاحتلال لم تعد لديه ذخيرة كافية لتنفيذ عملية اجتياح رفح، وأنه يتعين عليه تجهيز إمدادات الذخيرة قبل الاجتياح". ويوضح أن "هذا السبب يمكن أن يكون حقيقياً، أو مجرد إنقاذ لماء الوجه وإظهار أن التراجع عن اجتياح رفح الآن ليس بسبب الضغوط الأميركية والدولية، بل لأسباب عسكرية لوجستية".

بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، طلال عوكل، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "عملية رفح مؤجلة، والتهديد الإسرائيلي جزء من المفاوضات للضغط على المقاومة التي تتمسك بموقفها على الرغم من شدة الضغوط". ويضيف: "لذلك، ليس أمام الولايات المتحدة إلا أن تضغط أكثر لتكييف الموقف الإسرائيلي".

ويعتبر عوكل أن "الإدارة الأميركية لا ترى سبيلاً غير التوصل إلى صفقة، وإلا فإن انفجار الوضع ونقل الحرب إلى رفح، سيضاعف احتمالات توسع الحرب، ويزيد أوضاع الإدارة سوءاً، سواء داخلياً أو خارجياً، بما ينطوي على تهديد أكبر للمصالح الأميركية في المنطقة، ويضع الولايات المتحدة في موقع الطرف الوحيد الذي يدعم استمرار الحرب بعد التغيرات الملحوظة في مواقف الدول الغربية".

توافق أميركي إسرائيلي على عملية رفح

من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، يوسف الشرقاوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بشكل عام، خلافات ما بين حلفاء"، موضحاً أن "أميركا ستزود إسرائيل بكل احتياجاتها الأساسية، وما يلزمها أيضاً من السلاح التقليدي والمتطور، خصوصاً القنابل الذكية وطائرات أف 35 وأف 15".

يوسف الشرقاوي: الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل خلافات ما بين حلفاء

ويضيف أن "أميركا يمكن أن تمنع شكلياً تزويد طائرات أباتشي بالقذائف الموجهة الدقيقة والحرارية، ولكنها ستستمر بتزويد إسرائيل بذخائر القبة الحديدية"، لافتاً إلى أن "الإدارة الأميركية أقرت مساعدة عسكرية لإسرائيل، وهناك مساعدات تقدم من دون علم الكونغرس".

ويتابع: "الإدارة الأميركية لا تناقش مع نتنياهو عملية اجتياح رفح، بل تناقش شكل هذا الاجتياح، وشكل المعركة، لأن أهداف الحرب على غزة أميركية ـ إسرائيلية مشتركة، وهي القضاء على حماس، وعدم عودتها لحكم غزة".

ويشير الشرقاوي إلى أن "حديث نتنياهو كان واضحاً أمام بلينكن"، إذ قال إن "عملية رفح ستتم بدعمكم أو من دونه، وردّ بلينكن بأن العملية ستجعل إسرائيل دولة معزولة، وهذا الرد لم يقنع نتنياهو".

ويرى أنه "سواء أقدم نتنياهو على اجتياح رفح أو لم يقدم، لن توقف أميركا تزويده بالسلاح"، لافتاً إلى أن غالانت، "حمل معه (إلى واشنطن) لائحة لا بأس بها من مستلزمات إسرائيل التسليحية، سواء لمواصلة معركته في غزة أو على الجبهة الشمالية".

وبشأن اجتياح رفح، يعتبر الشرقاوي أن "نتنياهو مطمئن لموقف مصر في حال إقدامه على اجتياح رفح واحتلال معبرها، وبهذا سيجبرها على ترتيبات على محور فيلادلفيا (محور صلاح الدين، على الحدود بين قطاع غزة ومصر)، تلبي احتياجات إسرائيل الأمنية من وجهة نظره".

المساهمون