مؤتمر بايدن الأول: صعوبات بأفغانستان وانتقادات للصين وكوريا الشمالية وترشح جديد للرئاسة

25 مارس 2021
بايدن: الولايات المتحدة وحلفاؤها سيحاسبون الصين (جيم واتسون/فرانس برس)
+ الخط -

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الخميس، إنه يعتزم خوض حملة إعادة انتخابه للرئاسة عام 2024، منتقداً الجمهوريين، الذين قال إنهم "يجب أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون العمل معا أو تقسيم البلاد"، مضيفاً أنه سيمضي قدماً في أولوياته و"سيقبل ما سيحدث".

وذكر بايدن، في أول مؤتمر صحافي له منذ تسلّمه الرئاسة، أنّ على مجلس الشيوخ الحد من استخدام مناورة برلمانية تستخدم للتعطيل، وتتطلب 60 صوتاً لدفع معظم التشريعات، مضيفاً أنّ هذا الإجراء يُساء استخدامه، مشيراً إلى أنه عاقد العزم على إنجاز الأمور في الكونغرس، معتبراً أنّ قاعدة التعطيل عقبة يُساء استخدامها "بشكل كبير".

ويريد الديمقراطيون التخلص من القاعدة للمساعدة في دفع أولويات بايدن خشية أن يكون بوسع الجمهوريين، الذين يشغلون نصف المقاعد في المجلس المؤلف من 100 عضو، عرقلة التشريعات.

الصين

وهاجم الرئيس الأميركي، في المؤتمر الصحافي الذي عقد في الصالون الكبير العريق المعروف باسم "إيست روم" (الغرفة الشرقية)، مع عدد محدود من الصحافيين؛ بسبب القيود المرتبطة بوباء كوفيد-19، الصين، التي قال إنها "تريد أن تكون الدولة الأقوى في العالم، وهذا الأمر لن يحدث ما دمت رئيساً للولايات المتحدة".

وذكر بايدن أنّ "الولايات المتحدة وحلفاءها سيحاسبون الصين على الكثير من الأمور لكي تلتزم بالقواعد"، مشيراً إلى أنه سيتواصل مع 27 رئيس دولة لـ"التنسيق بشأن الخطوات المقبلة إزاء بكين".

تقارير دولية
التحديثات الحية

ووصف الرئيس الصيني شي جين بينغ بـ"الحاكم الاستبدادي (..) ليس لديه ذرة ديمقراطية"، لكنه ذكر أنّه "رجل ذكي، وهو يعتقد، مثل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، أن أنظمة الحزب الواحد أكثر فاعلية من الديمقراطية"، مبرزاً أنه أوضح لنظيره الصيني "أننا لا نبحث عن المواجهة مع بكين، رغم أن هناك الكثير من التنافس بين البلدين".

أفغانستان

وبشأن أفغانستان، قال الرئيس الأميركي إنه "من الصعب الوفاء بموعد انسحاب القوات الأميركية في الأول من مايو/ أيار المقبل"، مشدداً: "سيكون من الصعب لأسباب تكتيكية الإيفاء بموعد انسحاب قواتنا من أفغانستان"، لكنه أوضح أنه "لا يتصور بقاء القوات في أفغانستان العام المقبل".

ولم يبق إلا 2500 جندي أميركي في أفغانستان، بعدما كانت واشنطن بدأت تدخلها عقب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

وقال بايدن: "القوات الأميركية ستغادر أفغانستان بشكل منظم، ونعمل على تحديد موعد لذلك (..) لن نبقى في أفغانستان.. سنسحب قواتنا. والسؤال ليس هل سنبقى، وإنما متى سننسحب؟".

وأضاف الرئيس الديمقراطي: "إذا غادرنا، سنفعل ذلك بطريقة آمنة ومنظمة. نحن نجري مناقشات مع حلفائنا وشركائنا حول طريقة المضي قدماً".

يشار إلى أنّ الجنرال الأعلى لقيادة العمليات الخاصة الأميركية قال، للكونغرس اليوم الخميس، إنّ القوات العسكرية الأفغانية بحاجة إلى مساعدة أميركية لمواجهة حركة "طالبان" بنجاح.

كما ردد الجنرال ريتشارد كلارك مقولات القادة العسكريين الآخرين، مشيراً إلى أنه "من الواضح أن "طالبان" لم تحافظ على التزامها بالحد من العنف في أفغانستان، وبدلاً من ذلك اتخذت قرارًا متعمدًا بزيادة الهجمات. كانت تلك الهجمات إلى حد بعيد على الأفغان، ولم تستهدف الولايات المتحدة".

وتضع تصريحات بايدن، في المؤتمر الصحافي اليوم، المدعومة بتقييمات من القادة العسكريين حول الوضع غير المستقر في أفغانستان، الأساس لاتخاذ قرار بشأن وجود القوات الأميركية في البلاد، بعد ما يقرب من عقدين من بدء الحرب هناك.

وأبرمت الولايات المتحدة، في فبراير/ شباط 2020 تحت إدارة دونالد ترامب، اتفاقاً تاريخياً مع حركة "طالبان"، ينص على انسحاب جميع الجنود الأميركيين من أفغانستان بحلول الأول من مايو/ أيار، مقابل ضمانات أمنية وبدء مفاوضات مباشرة بين الحركة والحكومة في كابول.

كوريا الشمالية

وأكد الرئيس الأميركي على إبقاء المجال مفتوحاً أمام الدبلوماسية في التعامل مع كوريا الشمالية "إذا تخلت عن أسلحتها النووية"، لكنه شدد، في المقابل، على أن الولايات المتحدة "سترد بالطريقة المناسبة" إذا صعدت بيونغ يانغ تجاربها الصاروخية.

وأطلقت كوريا الشمالية، الخميس، صاروخين في بحر اليابان، من دون أن يحدّد نوعهما، لكنّ طوكيو أكّدت أنّهما صاروخان بالستيان في تجربة تمثّل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي. ويشكل إطلاق صواريخ كهذه تحدياً كذلك للرئيس الأميركي بايدن.

وقال بايدن، في المؤتمر الصحافي الأول منذ توليه الرئاسة: "نتشاور مع حلفائنا، وأنا مستعد لإنشاء شكل من أشكال الدبلوماسية" مع كوريا الشمالية، لكن "يجب أن تكون مشروطة بالنتيجة النهائية لنزع السلاح النووي".

الهجرة

وتناول بايدن في المؤتمر الصحافي قضية الهجرة التي تضغط على إدارته، مشيراً إلى أنّ "هناك زيادة في أعداد المهاجرين الذين يتوجهون إلى الحدود (مع المكسيك)، وهذا أمر يتكرر بسبب الظروف التي يعانون منها".

وأكد الرئيس الأميركي أنّ بلاده لا تستطيع أن "تترك طفلاً على الحدود حتى يموت من الجوع.. هذا أمر لم تفعله سوى إدارة (دونالد) ترامب".

وأتى مؤتمر بايدت غداة قراره أن يوكل لنائبته كامالا هاريس ملف تدفق آلاف المهاجرين الحساس، بينهم العديد من القصّر، إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

المساهمون