مشاركون بمؤتمر بالأردن: الردود الشعبية في مونديال قطر أصدق رد على التطبيع

10 ديسمبر 2022
المتدخلون يجمعون على ضرورة رفض التطبيع (العربي الجديد)
+ الخط -

أكد المشاركون في "المؤتمر الوطني والعربي السادس لمجابهة التطبيع" مع الاحتلال الإسرائيلي أن الشعوب العربية أعلنت موقفها بكل وضوح من التطبيع، خلال فعاليات كأس العالم لكرة القدم بقطر، من خلال الشعارات والأعلام التي رُفعت والمواقف المعبر عنها بشكل صريح، مشددين على أن التطبيع فقط مع الأنظمة وليس مع الشعوب.

وشدد المشاركون خلال فعاليات المؤتمر التي عقدت في العاصمة الأردنية عمّان بتنظيم من اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع في النقابات المهنية، اليوم السبت، على رفض اتفاقيات التطبيع كافة التي عقدتها بعض الأنظمة العربية مع دولة الاحتلال، مطالبين باستمرار مقاومة التطبيع سياسيا واقتصاديا وثقافيا.

وقال رئيس "اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع"، أحمد العرموطي، إن "جميع الاتفاقيات الموقعة مع دولة الاحتلال باطلة وغير شرعية وغير دستورية وهي لا تمثل إلا من وقعها"، مضيفا أن "القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية وليس الفلسطينيين وحدهم".

وتابع قائلا "وها هو مونديال قطر شكل استفتاء شعبيا تجاه القضية الفلسطينية والتطبيع مع الاحتلال، وبالرغم من مرور عشرات السنوات على بعض الاتفاقيات المعقودة معه فإن الشعوب ما زالت ترفض التعامل مع هذا الاحتلال".

وأوضح العرموطي "أردنياً فإن القضية الفلسطينية قضية وطنية بامتياز، ودولة الاحتلال عدونا الأول"، داعياً إلى "ضرورة مقاومة دولة الاحتلال بكل الوسائل، مع حماية الأردن سياسيا واقتصاديا في مختلف المجالات".

ووفق المتحدث ذاته فإن "الاحتلال يهدد بإقامة الوطن البديل لفلسطين على أرض الأردن، وهذا اعتداء على حرية الأردن وسيادته ويجب مقاومته والوقوف بوجهه"، مطالبا بإلغاء اتفاقية وادي عربية بين الأردن والاحتلال وجميع الاتفاقيات الأخرى، وإغلاق سفارة دولة الاحتلال في عمان وإغلاق السفارة الأردنية في الأراضي المحتلة.

سمارة: "واجب على الجميع"

بدوره قال، نقيب المهندسين الأردنيين، ورئيس اتحاد المهندسين العرب، أحمد سمارة الزعبي، إن "النقابات المهنية العربية تقف اليوم في طليعة المؤسسات المدنية والشعبية العربية في مواجهة الاحتلال، ويتصدر نضال هذه النقابات ملف مقاومة التطبيع مع العدو، والسعي لعزله عربيا ودوليا، وتعرية جرائمه وعدوانه ضد الشعب العربي الفلسطيني".

وأضاف أن "مقاومة التطبيع مع العدو ليست فرض كفاية على الشعوب العربية، بل هي واجبة على الجميع"، معتبرا أن "الحكومات العربية التي استمرت بإقامة علاقات وتوقيع اتفاقيات مع العدو قد خالفت بذلك الضمير العربي، وانساقت وراء أوهام مع عدو غاصب، يسعى للتوسع والسيطرة على كل أنحاء الوطن العربي".

ودعا مختلف القوى النقابية والسياسية والحزبية والشعبية العربية، إلى تكثيف الجهود وعدم التراخي في ملف مقاومة التطبيع والتصدي لمقترفيه ونبذهم، والعمل على توسيع حركة المقاطعة الدولية للعدو ومؤسساته.

ذياب: "تجسيد عقيدة نتنياهو"

وفي كلمة لائتلاف الأحزاب القومية واليسارية، قال أمين عام حزب "الوحدة الشعبية"، سعيد ذياب، إن "مجمل التحولات التي يشهدها الكيان المحتل والمتمثلة بانزياحات مجتمعية نحو اليمين الديني والقومي، وتطبيع عربي ما هي إلا تجسيد لعقيدة بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف) القائمة على مبدأ القوة، لدفع العرب والفلسطينيين إلى فقدان الأمل بالانتصار وبالتالي دفعهم الى الاستسلام".

وأشار إلى أن "نتنياهو يرى أنه في ظل واقع عربي منهار وواقع فلسطيني محاصر ومنقسم على ذاته يغدو التطبيع أهم من أي وقت مضى، وهو الأكثر ملاءمة للإجهاز كليا على القضية الفلسطينية، وقتل الأمل بالانتصار على الصهيونية".

ملحق فلسطين
التحديثات الحية

وقال إن "الأنظمة العربية التي أقدمت على التطبيع، ومن أجل تمرير سياساتها، لجأت إلى ممارسة القمع على شعوبها، ومارست أقصى درجات التضليل والخداع لتبرير خيانتها للشعب الفلسطيني وشعوبها، من خلال ادعائها أن التطبيع مفتاح السلام، وهو الذي يمنحها القدرة على الضغط على إسرائيل".

ووصف ذياب استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومواقف الشعوب العربية من التطبيع بأنها "إعلان فشل لنتنياهو والأنظمة العربية المطبعة بتغير معطيات الواقع الشعبي العربي".

رفع وتيرة المقاومة

بدوره، وصف نقيب الأطباء الأردنيين، نائب رئيس المجلس الأعلى للأطباء العرب، زياد الزعبي، المقاومة والعمليات الأخيرة في الضفة الغربية بأنها "الردّ الأوضح والأصدق على الأنظمة العربية التي سارعت إلى التطبيع مع دولة الاحتلال"، مذكرا بأنه كلما وقعت اتفاقية مع دولة الاحتلال كان الرد فلسطينياً برفع وتيرة المقاومة ضد الاحتلال.

وأشار إلى أن الردود الشعبية في مونديال قطر 2022 تجاه الاحتلال هي "أفضل وأصدق ردّ شعبي على التطبيع، خصوصاً ردات الفعل غير المنظمة وغير الموجهة، بل ردات الفعل الشعبية النابعة من الوجدان العربي".

وحذر الزعبي من التطبيع من المدخل الثقافي، عبر الحديث عن ثقافة التسامح ومحاولة تناسى حقوق فلسطين، ومبادرة بعض الدول المطبعة بتغيير المناهج الدراسية والتأثير على ثقافة الأجيال المقبلة، محملا الآباء والأمهات مسؤولية حفاظهم على تنشئة الأبناء على قيم العدل، واسترداد الحقوق، ومقاومة الظلم والاحتلال.

أما الكاتب الأردني، لبيب قمحاوي، فرأى أن توقيع اتفاقيات التطبيع ومحاولة فرض التطبيع، ليس محاولة لإلغاء فلسطين من الذاكرة العربية فقط، بل محاولة لإعادة تشكيلها بما يخدم دولة الاحتلال، وأن مقاومة التطبيع فعل نضالي يجب دعمه.

وبحسب قمحاوي، فإن "التطبيع أخطر من السلام؛ فالسلام معاهدة أما التطبيع فهو إعادة تشكيل ثقافة حياة".