مؤتمر "العدالة والتنمية" المغربي يفتح الطريق لعودة بنكيران بإسقاط مقترح الأمانة العامة

30 أكتوبر 2021
الأمين العام السابق للعدالة والتنمية عبد الإله بنكيران (فاضل سنة/فرانس برس)
+ الخط -

صادق المؤتمر الوطني الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية، المنعقد اليوم السبت في مدينة بوزنيقة القريبة من العاصمة الرباط، على إسقاط مشروع قرار تأجيل المؤتمر الوطني العادي التاسع مدة سنة كاملة، وهو المقترح الذي تقدمت به الأمانة العامة المستقلية عقب نتائج انتخابات 8 سبتمبر/أيلول، واشترط الأمين العام السابق للحزب عبد الإله بنكيران إسقاطه للقبول بالعودة إلى قيادة الحزب.
ولم يحظ المشروع الذي قدمته الأمانة العامة للحزب بتأييد غالبية أعضاء المؤتمر الوطني الاستثنائي، حيث صوت لصالح رفضه 901 مؤتمر، مقابل 374، من أصل 1275 مصوتاً. وكانت الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية" قد اقترحت تأجيل المؤتمر الوطني العادي للحزب مدة سنة كاملة، وحسمه المجلس الوطني، قبل أن يرفعه للمؤتمر الوطني، الذي عقد اليوم وشهد غياب الأمين العام السابق للحزب عبد الإله بنكيران.
ومن شأن إسقاط مقترح الأمانة العامة للحزب أن يفتح الطريق لعودة بنكيران، الذي أعلن أنه مستعد لتحمل مسؤولية قيادة الحزب في حال رفض المؤتمر الوطني الاستثنائي تحديد ولاية الأمانة العامة المقبلة.
وكان الحزب قد مني بهزيمة قاسية في الانتخابات التشريعية الأخيرة، بعد خسارته أكثر من 110 مقاعد برلمانية.

وفي وقت سابق، دعا الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" المغربي المستقيل سعد الدين العثماني مناضلي حزبه إلى الحرص على وحدة الصف وتماسكه. وقال في افتتاح المؤتمر الاستثنائي، الذي دعت إليه الأمانة العامة للحزب، إن على جميع الأعضاء من النساء والرجال أن "يحرصوا على وحدة الصف وتماسكه"، و"استيعاب ما حدث واستخلاص الدروس منه، لكي نستأنف مسارنا النضالي بعزم وإصرار ووعي وإبصار".

وفي خطابه الوداعي، بدا لافتاً حرص زعيم الحزب الإسلامي على بعث رسائل إلى من يهمه الأمر، بالتأكيد أن ثقة الحزب في الوطن لن تتغير، قائلاً: "لن نفسح لخصومه المجال للإضرار به والمس بمصالحه، كما لن نفسح لهم المجال لأن يستغلوا بأي شكل من الأشكال اختلاف وجهات نظرنا وانتقاداتنا لبعض السياسات الخاطئة أو بعض الممارسات المضرة بالاختيار الديمقراطي".

تشكيك في نتائج انتخابات المغرب 2021

من جهة أخرى، اعتبر العثماني أن المؤتمر الاستثنائي يعقد في ظروف استثنائية، وفي ظل شروط غير عادية، أولها وجود سياق دولي مضطرب عنوانه الأبرز تراجع الاهتمام بالديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، وثانيها، سياق إقليمي عنوانه الأبرز إقفال قوس الحراك الديمقراطي ومحاصرة القوى التي تمخضت عنه، والعمل من أجل عرقلة وتفكيك التجارب الانتقالية بالمنطقة. كما ينعقد المؤتمر في "سياق سياسي وطني عنوانه الأبرز ما أفرزته العملية الانتخابية من نتائج غير منطقية وغير معقولة، ولا تعكس حقيقة الخريطة السياسية والإرادة الحرة للناخبين، وتشكل إضراراً بتجربتنا الديمقراطية وبما راكمته بلادنا من مكتسبات في هذا المجال".

وعاد العثماني في كلمته إلى زلزال الثامن من سبتمبر/ أيلول الماضي، وقال: "رغم مرور كل هذه المدة على إعلان نتائج استحقاقات الثامن من سبتمبر، إلا أن تلك النتائج ما زالت نتائج غير مفهومة وغير منطقية"..

من جهته، اعتبر رئيس المؤتمر الوطني الاستثنائي جامع المعتصم أن نتائج انتخابات الثامن من سبتمبر/ أيلول الماضي "صدمة قوية ورجة شديدة تتطلب درجة عالية من الكياسة والفطنة لاستخلاص العبر واستلهام الدروس سياسياً وتنظيمياً وأخلاقياً، من أجل المعالجة الجماعية والإيجابية بمنطق الضربة التي لا تقتلك تقويك".