تستعد حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، لاستضافة الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، غداً الأحد في العاصمة طرابلس، وسط تلويح أربع دول بخفض تمثيلها في الاجتماع، بينما لا يزال موقف مصر غير واضح لجهة المشاركة أو خفض التمثيل.
ويعدّ الاجتماع الوزاري العربي المرتقب، غداً الأحد، اجتماعاً تمهيدياً للاجتماع الوزاري العربي العادي المقرر في القاهرة الشهر المقبل.
وفيما لم توضّح وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، حتى الآن، أي ترتيبات تخص الاجتماع، أعلنت الحكومة عن "إجازة رسمية للجهات العامة وما في حكمها الواقعة داخل نطاق طرابلس الكبرى بمناسبة انعقاد المؤتمر التحضيري لوزراء الخارجية العرب".
وأوضح قرار الحكومة أن الهدف من الإجازة "تجنب الازدحام وعرقلة حركة السير" للوفود المشاركة.
وفي السياق، عقدت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية اجتماعاً موسعاً لبحث الاستعدادات الخاصة بتأمين الاجتماع الوزاري "وخطط الحماية" الخاصة بالاجتماع.
ووفقاً لبيان الوزارة فقد تشكلت "غرفة أمنية" لبحث الآليات المناسبة لـ"إنجاح هذا الحدث الهام".
في المقابل، عبرت وزارة الخارجية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا عن استغرابها من استضافة حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية لاجتماع وزراء الخارجية العرب في طرابلس.
واعتبرت وزارة خارجية حكومة باشاغا، في بيان، أمس الجمعة، أن "الاجتماع يأتي مخالفاً لصدور مقرر داخلي في الدورة 158 للجامعة ينص على تكليف الأمانة العامة بإعداد دراسة قانونية حول صلاحية ترؤس الجلسة المشار إليها".
وأوضحت الوزارة أنه تم تكليف مجلس الجامعة على مستوى المندوبين باتخاذ القرار المناسب، داعية جامعة الدول العربية ووزراء الخارجية العرب لـ"انتظار الرأي القانوني في شكله النهائي والأخذ بالاعتبار شرعية الحكومة الليبية"، في إشارة إلى حكومة باشاغا المكلفة من مجلس النواب.
وفيما لم تتحدد الملفات المطروحة على طاولة نقاش الوزراء العرب، كشف مصدر دبلوماسي من وزارة الخارجية بطرابلس أن ملفي الأزمة الليبية والقضية الفلسطينية وتداعيات ملف الحرب الأوكرانية على الساحة العربية، من الملفات الأساسية في الاجتماع.
وأشار المصدر، الذي تحدث شرط عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إلى مساع حثيثة من قبل حكومة الوحدة الوطنية تجريها لإثناء بعض الدول العربية عن عزمها خفض تمثيلها الوزاري في الاجتماع.
وفيما لم يفصح الدبلوماسي عن أسماء تلك الدول، أشار إلى أنها "أربع دول حتى الآن، من الممكن أن تخفض ثلاث منها تمثيلها في الاجتماع"، مبيناً في الوقت ذاته أن موقف مصر لا يزال غير واضح بين مقاطعة الاجتماع أو خفض التمثيل.
ولا تعترف القاهرة بشرعية حكومة الوحدة الوطنية، وسبق أن غادر وزير الخارجية المصري، سامح شكري، اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب في القاهرة في سبتمبر/أيلول الماضي احتجاجاً على ترؤس وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، نجلاء المنقوش، للاجتماع.