ليبيا: حفتر يطلق عملية عسكرية في الجنوب .. ونشاط دولي بملف "المرتزقة الأجنبية" قبل قمة برلين

18 يونيو 2021
اتفاق دولي على خروج المرتزقة من ليبيا(Getty)
+ الخط -

أعلنت قيادة مليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ليل أمس الخميس، عن إطلاق عملية عسكرية في الجنوب الليبي لـ"تعقب المتطرفين وطرد عصابات المرتزقة الأفارقة"، بحسب وصفه، وهو ما تزامن مع ما يشهده الملف الليبي من حراك ونشاط إقليمي ودولي متزايد، طغى فيه الحديث على ملف مقاتلي المرتزقة والقوات الأجنبية على الملفات الأخرى، وذلك قبل أيام من انعقاد قمة برلين في نسختها الثانية، المقرر عقدها في 23 من هذا الشهر.

ويرى الباحث الليبي في الشأن السياسي بلقاسم كشادة، أن توقيت إعلان قيادة حفتر عن العملية العسكرية واستهدافها للمرتزقة يأتي في إطار استباق أي اتهام دولي له بجلبهم ونشرهم في الجنوب خصوصاً وأن غالبية تلك الفصائل خرجت عن سيطرته.

من جهة أخرى، شهد الملف الليبي خلال الأسبوع الحالي تزايدا في الحراك والنشاط الدبلوماسي فبعد أن شارك وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، في اجتماع ثلاثي ضم نظيريه الإيطالي لورينزو غويريني، والبريطاني بين والاس في جزيرة كريت الجمعة الماضية، سافر إلى طرابلس قبل أن يلتحق به وفد تركي ضم وزير الخارجية، مولود جاووش أوغلو، السبت الماضي. 

ورغم مناقشة الوفد التركي مع مسؤولي الحكومة سبل تفعيل الاتفاقات الثنائية غير أن اللافت هو زيارة آكار لفرقاطة تركية تعمل قبالة السواحل الليبية ورفضه بأن تقارن القوات التركية التي جاءت بطريق شرعي بغيرها من القوات غير الشرعية، على حد وصفه.

كما حضر الملف الليبي في أجندة قمة زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الإثنين الماضي في بروكسل، التي ناقشت خارطة طريق الحلف لمواجهة التهديدات الصينية والروسية.
وسربت صحيفة "بوليتيكو"، مضمون خطة فرنسية ناقشها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيسين الأميركي جو بايدن والتركي رجب طيب أردوغان، لإخراج المقاتلين الأجانب من ليبيا. 
 وفي ختام الأسبوع الجاري وصل إلى طرابلس رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، للقاء رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، قبل أن يلتقي اللواء المتقاعد خليفة حفتر في بنغازي.
وتزامن ذلك مع إعلان للخارجية الأميركية عن اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش، أكد خلاله على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بما في ذلك الانسحاب الفوري لجميع القوات الأجنبية من ليبيا. 
وكل هذه اللقاءات والزيارات تعكس تنسيقاً للمواقف الإقليمية والدولية في الملف الليبي خصوصاً التقاربات الجديدة بين أنقرة وباريس وبين القاهرة والدوحة التي سيكون لها أثر إيجابي على نجاح قمة برلين، وفقاً لقراءة الباحث الليبي في الشأن السياسي بلقاسم كشادة. 
ورغم أهمية كل تلك الاتصالات إلا أن كشادة يرى أن أهمها الزيارة المصرية وقبلها الزيارة التركية كون الدولتين أهم متنافسين في الملف الليبي، لافتاً إلى أن الوفدين بثقلهما السياسي والأمني يعكس لقاؤهما وجود تفاهمات وشيكة متسقة مع الموقف الدولي بشأن دعم الحل السياسي وتقويض الخيارات العسكرية. 
ووفقاً لرأي كشادة، في حديثه لـ"العربي الجديد"، فإن زيارة عباس كامل لها دلالاتها المهمة فـ"علاوة على كونها تسبق قمة برلين فإن بدايتها من طرابلس تعني أن القاهرة تؤكد أنها داعمة للحل السلمي وأنها لم تعد تقف من طراف بعينه في ليبيا".
كما لفت إلى "أن لقاء عباس بالمنفي، الذي يحمل صفة القائد الأعلى للقوات المسلحة، له دلالة أخرى على تغير موقف القاهرة من حفتر وقيادته العسكرية". 
وعن لقاء عباس بحفتر في بنغازي، رأى كشادة أن "حث عباس حفتر على تأمين الانتخابات ودعمها رسالة ضمنية تقول إن من أراد الوصول إلى السلطة فيتوجب عليه أن يمر إليها من خلال الانتخابات وليس السلاح". 

تقارير عربية
التحديثات الحية

وحول الزيارة التركية لطرابلس، يوضح كشادة أن الموقف التركي لا يشكل إزعاجاً كبيراً للعواصم الغربية، قائلاً إن "انخراط أنقرة في مشاورات كثيفة مع عواصم أوروبية وإقليمية في الملف الليبي يشير إلى قبولها لرؤية دولية لملف المرتزقة الأجانب لكن المزعج بالنسبة لتلك العواصم هو الوجود الروسي في ليبيا حيث تسعى لعزلها". 
 من جانبها، تصر الحكومة الليبية على ضرورة إجلاء القوات الأجنبية والمرتزقة، إذ كشفت مصادر حكومية من طرابلس النقاب عن عزم الحكومة على تقديم رؤية خاصة بها خلال قمة برلين تشدد خلالها على أن إخراج المرتزقة أهم ركائز دعم الحل السياسي في البلاد، وأن الدفع بالعملية السياسية رهين لحد الأطراف المتدخلة في الشأن الليبية من تأثيراتها على استمرار انقسام مواقف الأطراف المحلية. 

ولدعم هذا التوجه أكدت المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، أن ليبيا ستقدم، خلال القمة، آراء خبراء اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 وخبراء أمميين بشأن استحالة تنفيذ كامل بنود الاتفاق العسكري الليبي دون إجلاء المقاتلين الأجانب من البلاد، بل وأن اجلاءهم من أهم شروط توفر بيئة مناسبة للانتخابات وقبول الأطراف الليبية بنتائجها. 

دلالات
المساهمون