لوكاشينكو يدعو إلى توثيق التعاون مع روسيا في خضم "الأوقات الصعبة"

19 ديسمبر 2022
خلال لقاء لوكاشنكو وبوتين في مينسك (Getty)
+ الخط -

دعا الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إلى توثيق التعاون العسكري مع روسيا، الاثنين، خلال زيارة نادرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أطلق غزوه لأوكرانيا من أراضي بيلاروسيا المجاورة.

وصل بوتين إلى مينسك برفقة وزيري الدفاع والخارجية، بعد ساعات من إطلاق القوات الروسية سربًا من الطائرات المسيّرة الهجومية على بنى تحتية حيوية في كييف، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 12 منطقة.

وقال لوكاشينكو لنظيره الروسي: "الأوقات الصعبة تتطلب منا الإرادة السياسية والتركيز على تحقيق نتائج في جميع مواضيع جدول الأعمال الثنائي"، وأضاف أن "القضايا الرئيسية في الآونة الأخيرة هي قضايا الدفاع والأمن".

من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي مع لوكاشينكو أن "لا مصلحة" لروسيا في ابتلاع بيلاروسيا. وقال: "لا مصلحة لروسيا في ابتلاع أيّ كان. هذا بكل بساطة لا معنى له".

ويسعى الكرملين منذ سنوات إلى توطيد أسس التكامل مع بيلاروسيا التي تعوّل على موسكو للاستحصال على قروض ونفط بأسعار مخفّضة، غير أن لوكاشينكو ما انفكّ يعارض بشدّة محاولات توحيد البلدين بالرغم من أنه حليف أساسي لروسيا في حربها هذه.

وقبيل زيارة الرئيس الروسي، تنامت التكهّنات حول نيّته الضغط على لوكاشينكو لإرسال قوات إلى أوكرانيا كي تقاتل إلى جانب القوات الروسية التي تكبّدت سلسلة من الانتكاسات خلال نحو عشرة أشهر من القتال.

ونفى الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن يكون بوتين قد خطّط لزيارة بيلاروسيا لإقناع مينسك بالمشاركة في النزاع في أوكرانيا، قائلا إن هذه المزاعم "غبية" و"بلا أساس".

"منفتحتان على الحوار"

وقال لوكاشينكو "روسيا وبيلاروسيا منفتحتان على الحوار مع الدول الأخرى، بما في ذلك الدول الأوروبية. وآمل أن تستمع قريبًا إلى صوت العقل".

وأبلغ بوتين حليفه البيلاروسي بأنه يأمل في تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين خلال الزيارة، وأشاد ببيلاروسيا باعتبارها "حليفنا بالمعنى الحقيقي للكلمة".

وأتت الهجمات بمسيّرات والتي أسفرت عن إصابة ثلاثة أشخاص في ضواحي كييف، في وقت أعلنت فيه روسيا أنها أسقطت أربعة صواريخ أميركية الصنع في سماء منطقة بيلغورود المتاخمة لأوكرانيا. وهذا الإعلان هو الأول من نوعه خلال نحو عشرة أشهر من القتال.

وقالت ناتاليا دوبروفولسكا (68 عاما)، التي تقيم في كييف، لوكالة "فرانس برس": "سمعتُ صفارات الإنذار تصدح في الشارع... وظننت أن الضربة ستكون بمسيّرة. وللمرّة الأولى، شعرت بالخوف".

وأضافت أنها سمعت دويّ عدّة انفجارات قبل انقطاع الكهرباء في مبناها في غرب كييف. وأفاد مسؤولون بأن روسيا شنّت 35 هجوما بمسيّرات على الأراضي الأوكرانية، بما فيها 23 استهدفت كييف.

وقالت الدفاعات الجوية إنها أسقطت 30 مركبة جوية قتالية، بما فيها طائرات "شاهد"، المسيّرة إيرانية الصنع التي استهدفت العاصمة في الأسابيع الأخيرة.

وأكد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، الإثنين، وقوع "انفجارات" في منطقتي سولوميانسكي وشفتشنكيفسكي بالعاصمة، وكشف أن "أضرارا" لحقت بمرافق مهمة للبنى التحتية، لكن بدون ورود تقارير عن وقوع إصابات.

وأعلنت الشركة المشغلة للطاقة في أوكرانيا عن تقنين الكهرباء في العاصمة في أعقاب الهجوم.

الوضع على الحدود "أولوية"

وتعرضت أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في فبراير/ شباط لهجمات جوية متكررة أوقعت قتلى.

وبعد سلسلة من الانتكاسات الميدانية وخسارة أراض في الصيف والخريف، غيّرت موسكو استراتيجياتها وصعدت حملتها الجوية.

لكن وسط انخفاض درجات الحرارة، أغرقت الهجمات الصاروخية وضربات الطائرات المسيرة مدنا في أنحاء أوكرانيا في الظلام، وتسببت في انقطاع إمدادات المياه والتدفئة عن ملايين المواطنين.

وفي رسالة موجّهة عبر الفيديو إلى قادة عدّة بلدان في حلف شمال الأطلسي، حثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء بلده على إمداد قوّاته العسكرية بمزيد من الأسلحة.

وقال أمام الزعماء المجتمعين في ريغا "من الممكن واللازم إحباط العدوان الروسي. وتقضي مهّمتنا الآن بتسريع الوتيرة لبلوغ هذه الغاية".

وأضاف الرئيس الأوكراني في خطاب ألقاه في ساعة متأخّرة من ليل الأحد، أن الكهرباء عادت إلى تسعة ملايين شخص. ويعيش في أوكرانيا 40 مليون شخص تقريبا.

وقبل زيارة بوتين، وصف زيلينسكي الوضع على الحدود مع روسيا وبيلاروسيا بـ"الأولوية الثابتة".

وقال "نحن مستعدّون لكلّ سيناريوهات الدفاع المحتملة"، مضيفا أنه تطرّق إلى الوضع في المناطق الحدودية مع المسؤولين العسكريين.

ويعدّ الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الذي يتولّى السلطة منذ 1994 حليفا قديما للكرملين وسمح للجنود الروس باستخدام أراضي بلده منصّة لإطلاق عملياتهم العسكرية.

مناورات عسكرية

وقبل وصول الرئيس الروسي إلى مينسك، أعلنت موسكو أن قوّاتها العسكرية تجري مناورات عسكرية مع القوات البيلاروسية.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورا لمناورات عسكرية مع القوات البيلاروسية تظهر جنودا يقودون مدرّعات ويتمرّنون على ضربات مدفعية وقنص في ميدان كسته الثلوج.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول، أعلنت بيلاروسيا إنشاء قوّات إقليمية مشتركة مع موسكو انضمّ إليها آلاف المجنّدين الروس، ولم توضح أين تقام المناورات العسكرية ومدّة إجرائها.

وأثار نشر جنود روس في بيلاروسيا مخاوف من أن تنضمّ القوات البيلاروسية إلى العمليات العسكرية في أوكرانيا.

(فرانس برس)

المساهمون