لودريان ينهي جولته في بيروت: لا تقدم رئاسياً وتشاؤم داخلي بقرب الحلّ

30 مايو 2024
لودريان بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية في بيروت، 28 مايو 2024 (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جان إيف لودريان، الموفد الرئاسي الفرنسي، غادر بيروت دون تحقيق تقدم في الملف الرئاسي اللبناني، مؤكدًا على ضرورة التشاور بين الكتل النيابية دون تحديد موعد لعودته أو الإشارة إلى حوار لبناني - لبناني في فرنسا.
- السفارة الفرنسية تشير إلى أن لودريان لاحظ إيجابية من القوى السياسية نحو انتخاب رئيس بسرعة، لكن دون حمل مبادرة محددة أو فرض فيتو على أي مرشح، معتبرًا الاستحقاق الرئاسي شأنًا داخليًا لبنانيًا.
- خلال زيارته التي استمرت يومين، التقى لودريان بمختلف القوى السياسية والبطريرك الماروني باستثناء جبران باسيل، مؤكدًا أن العقوبات الفرنسية أو الأوروبية ليست الحل للضغط على الأطراف المعرقلة لانتخاب رئيس.

غادر الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بيروت، من دون أن يحرز أي تقدّم في الملف الرئاسي، أو ينجح في تقريب المسافات بين القوى الفاعلة في لبنان، على الرغم من التحذير الذي تلقّته من تداعيات المماطلة في انتخاب رئيس، وإعادة تكوين السلطة، على النظام وواقع البلاد السياسي. وتؤكد الأوساط السياسية في لبنان أنّ لودريان، الذي لم يحدّد موعداً جديداً للعودة إلى لبنان، بدّل فكرته بالحوار أو طريقة مقاربته له، ولم يأتِ على ذكر عقد حوار لبناني - لبناني في فرنسا، بل شدد على ضرورة التشاور، بغض النظر عن التسميات، إذ ترى باريس حاجة في قيام مشاورات بين الكتل النيابية للخروج بتوافق لحلّ الأزمة الرئاسية.

وفي الإطار، يشدد مصدرٌ دبلوماسيّ في السفارة الفرنسية في بيروت لـ"العربي الجديد"، على أنّ "لودريان لمس إيجابية عند القوى السياسية لضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقتٍ ممكنٍ، لكن هناك عراقيل لا تزال تحول دون إتمام ذلك، من هنا دعا إلى ضرورة وضع الخلافات جانباً، والتشاور، وقيام المسؤولين بمسؤوليتهم تجاه البلد والشعب لإنهاء الشغور".

ويؤكد المصدر أنّ "لودريان لم يحمل معه أي مبادرة، أو يدخل في لعبة الأسماء، ولا يضع أي فيتو على مرشح معين، فهذا الاستحقاق داخلي لبناني، وفرنسا مع شركائها في اللجنة الخماسية، أي قطر، السعودية، الولايات المتحدة الأميركية، ومصر، تبذل جهوداً للمساعدة، وستستمرّ مع شركائها  في تقديم الدعم بهذا الصدد، ولكن على المسؤولين أن يضعوا مصلحة البلد أولوية، وأن يتشاوروا للاتفاق على مرشح أو أكثر من مرشح يذهبون بهم إلى الجلسة النيابية لانتخاب واحدٍ منهم، ليتم بعدها تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات".

بدوره، يقول النائب في كتلة "التنمية والتحرير" (يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري)، قاسم هاشم لـ"العربي الجديد"، إن "جولة لودريان استطلاعية، لا أكثر، وفي إطار محاولة دفع الأمور باتجاه التشاور، وحثّ كلّ الأفرقاء على ضرورة التلاقي للتشاور من أجل الخروج من أزمة الاستحقاق الرئاسي". ويلفت هاشم إلى أنّ "لودريان لم يطرح موضوع إقامة حوار لبناني لبناني في فرنسا، بل شدد على ضرورة التلاقي والتشاور، واعتبر أن اللغة العربية واسعة وهناك أكثر من معنى للحوار، باعتبار أن البعض يستسيغ هذه الكلمة، من هنا حديثه عن أهمية عقد مشاورات ومن ثم الذهاب إلى انتخابات رئاسية".

ويشير هاشم إلى أنّ "رئيس البرلمان كان واضحاً بكلامه أمس بشأن الدعوة، ومن دون شروط مسبقة، للتشاور حول موضوع واحد هو انتخاب رئيسٍ للجمهورية، ومن ثم الانتقال إلى القاعة العامة للمجلس النيابي لانتخاب رئيس بدورات متتالية، ضمن قائمة تضمّ عدداً من المرشّحين حتى تتوّج المبادرة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية".

ويلفت النائب عن كتلة "التنمية والتحرير" إلى أن "لودريان لم يطرح هذه المرة موضوع الخيار الثالث أو الرابع (مرشح ثالث أو رابع)، وبالتالي، لا جديد حمله، إلا محاولة الدفع باتجاه التلاقي". وعما يتردد عن احتمال انتخاب رئيس في شهر يونيو/حزيران في ظل التحذيرات الدولية وتطورات المنطقة، يقول هاشم: "سندخل في شهر يونيو، ولم يحصل أي تطور، علماً أنّ القوى السياسية إذا تفاهمت، يمكنها انتخاب رئيس خلال ساعات".

وعما إذا كان الزائر الفرنسي تحدث عن عقوبات فرنسية أو أوروبية يمكن أن توضع على المعرقلين لانتخاب رئيس، يقول هاشم: "لم يطرح موضوع العقوبات، لكن بكل الأحوال هذا الكلام في غير مكانه سيكون، لأن الموضوع سيادي، واللبنانيون أسياد أنفسهم، ولا يمكن فرض إرادة أي كان من خارج التكوين الوطني".

في المقابل، تؤكد أوساط نيابية معارضة لحزب الله وحلفه السياسي لـ"العربي الجديد"، أنّ "المعارضة ليست هي المعرقلة للاستحقاق، بل هي ترفض خرق الدستور، وتتمسك بموقفها لناحية الدعوة إلى جلسة نيابية يتم من خلالها انتخاب رئيس، وإذا كانت هناك حاجة للتشاور، فيتم ضمن الجلسة"، مشددة على أن "القوى المعارضة متمسّكة بموقفها أيضاً لناحية رفض أي مرشح يمثل حزب الله ومحور الممانعة".

وخلال جولته في لبنان التي استمرّت يومين، التقى لودريان مختلف القوى السياسية، ورؤساء الكتل النيابية، والبطريرك الماروني بشارة الراعي، باستثناء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي التقى اليوم الخميس السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفي ماغرو، الذي وضعه في إطار زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي، وجرى التطرق إلى الملف الرئاسي وسبل تنشيطه من أجل التوصل لانتخاب رئيس.