"لواء التشغيل"... المسؤول عن بنك أهداف إسرائيل في الإقليم

25 ابريل 2016
تتخوّف إسرائيل من التحولات القائمة في الدول العربية(ليا يافيموفيتش/Getty)
+ الخط -
في الوقت الذي استفاض فيه قادة بارزون في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" لإيضاح حجم التحديات الاستراتيجية الإقليمية التي تواجه تل أبيب مستقبلاً، تبيّن أن الجيش الإسرائيلي قد دشّن لواءً خاصاً، تقتضي مهمته تحديد الأهداف التي يتوجب ضربها في كل من سورية، ولبنان، وسيناء (شرق مصر) وغزة، وغيرها من المناطق التي يمكن أن تشكل مصدر تهديد على الأمن الإسرائيلي.

ويدلّ تحقيق نشره موقع "والا" الإخباري، قبل يومين، على أن "اللواء" الذي يطلق عليه اسم "لواء التشغيل" مسؤول عن تصميم بنك الأهداف التي يتوجب ضربها في الإقليم، فضلاً عن أنه مفوّض بتحديد توقيت الاستهداف ووسيلته. وبحسب التحقيق الذي أعدّه المعلق العسكري للموقع، أمير بوحبوط، تبين أن "لواء التشغيل" الذي يترأسه ضابط برتبة عميد، تمت الإشارة إلى الحرف الأول من اسمه "ك"، مسؤول أيضاً عن تحديد أولويات الجهد الحربي الإسرائيلي سواء في الحروب والحملات العسكرية أو في الفترات التي تفصل بينها، بناءً على تقدير مستويات التهديد.

وينقل بوحبوط عن العميد "ك" قوله إنّ "لواء التشغيل هو من يقرر الوقت الذي تتم فيه تصفية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في ملجأه"، مشيراً إلى أن هذا اللواء هو الذي حدد توقيت تنفيذ محاولة تصفية القائد العام لـ"كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محمد الضيف، خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة. ويشير بوحبوط إلى أن "لواء التشغيل" الذي يتبع شعبة الاستخبارات العسكرية مسؤول أيضاً عن التنسيق بين كل من ألوية الصفوة في سلاح المشاة وسلاح الجو من جهة، وبين الأجهزة الاستخبارية المسؤولة عن جمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها.

ويشير بوحبوط إلى أن "لواء التشغيل" يحدد المعلومات الاستخبارية التي يتوجب الحصول عليها لتنفيذ العمليات العسكرية ويطلب من الاستخبارات توفيرها. ويستدل من التحقيق أن سورية، وضمنها مناطق نفوذ حركات المعارضة السورية المسلحة تحظى بتغطية استخبارية على مدار الساعة. ويشير التحقيق ذاته إلى أن سيناء تقع في بؤرة اهتمام "لواء التشغيل"، على اعتبار أن فرص استهداف العمق الإسرائيلي انطلاقاً من سيناء تظل كبيرة، إذ سبق لتنظيم "ولاية سيناء" أن قام باستهداف الجيش الإسرائيلي.

ويكشف التحقيق عن أن "لواء التشغيل" يعدّ المسؤول أيضاً عن طابع ووسائل الحرب النفسية التي يتوجب شنها على "العدو" أثناء الحروب. ويشير هذا التحقيق إلى أنه بناءً على توصيات "اللواء" تم إنزال المناشير على الغزيين في قطاع غزة أثناء الحرب الأخيرة فضلاً عن أن العميد "ك" هو من أمر باختراق بث وسائل الإعلام الفلسطينية لنقل رسائل إسرائيل بشكل مباشر للجمهور الفلسطيني. ويعقد "اللواء" اجتماعات دورية مع كل من قائد وحدة العمليات في هيئة الأركان العامة وقائد العمليات في سلاح الجو للتنسيق في ما بينها.

في سياق متصل، يكشف "لواء الأبحاث" في شعبة الاستخبارات العسكرية عن خارطة التهديدات الإقليمية التي تواجه إسرائيل حالياً، والتي يمكن أن تبرز في المستقبل. وفي مقابلة نشرتها صحيفة "يسرائيل هيوم"، قبل يومين، أجراها معهم المعلق العسكري يوآف ليمور، قدّم أربعة من قادة "لواء الأبحاث" تقديراً استخبارياً أشاروا فيه إلى المخاطر والفرص الاستراتيجية، لا سيما في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسورية، ولبنان. وبحسب التقدير، فإن التحولات التي تعصف بالإقليم تتسم بحالة من "انعدام اليقين"، مما يفاقم الحاجة لرفع درجة الاستعداد والترقب.

ويوضح التقدير أن الإجراءات التي اتخذتها مصر بعد صعود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضد الأنفاق التي تستخدمها حركة "حماس" في تهريب السلاح، جعل الحركة تعتمد بشكل رئيسي، حالياً، على التصنيع المحلي. ويلفت التقدير إلى أن إدراك حركة "حماس" حجم وصعوبة الضائقة التي يعيشها الأهالي في قطاع غزة يجعلها غير راغبة في مواجهة جديدة مع إسرائيل.

ويحذر التقدير من الولوج إلى استنتاجات مضلّلة في أعقاب انخفاض عدد العمليات في الضفة الغربية، إذ إن الأوضاع قد تنفجر من جديد، وعلى نطاق واسع، وغير متوقع. وبحسب التقدير ذاته، تفجرت موجة العمليات في الضفة الغربية نتاج ولادة جيل جديد، "هذا جيل يركل كل شيء؛ يركل السلطة، يركل إسرائيل، ويركل جيل الآباء، ويركل المنظمات. وعليه، فإنه أكثر تعقيداً على الفهم". ووفقاً لهذا التقدير الاستخباري، فإنه من الصعب توقع مآلات الأمور في سورية، على اعتبار أن "الإنجازات" التي حققها الجيش السوري، أخيراً، تمت بفضل التدخل الروسي والإيراني.

ويشير التقدير إلى أنه يتواجد في سورية حالياً 10 آلاف مقاتل من المليشيات، إلى جانب 1500 مقاتل إيراني، و7 آلاف مقاتل من حزب الله. ويلفت التقدير إلى أن حزب الله دفع في الحرب السورية ثمناً باهظاً، إذ قُتل حتى الآن نحو 1.300 من عناصره وجرح 10 آلاف آخرين، مشيراً إلى أن الحركات الجهادية المتواجدة في سورية لا تستهدف إسرائيل، حالياً، بسبب سلّم الأولويات وليس بسبب انعدام الدافع لذلك.