لماذا يأسفون على الديمقراطيين؟

11 نوفمبر 2024
بايدن في ديلاوير، 9 نوفمبر الحالي (تينك شين/فرانس برس)
+ الخط -

يستقبل كثيرون انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة لولاية ثانية بكثير من الخوف والريبة والقلق، وهو أمر مفهوم بالنظر إلى تجربة العالم المريرة مع هذا الرجل. ولكن هذا القلق يخفي نوعاً من الأسف على رحيل الديمقراطيين من الحكم في أميركا، وكأننا ربحنا منهم أي شيء على الإطلاق، كل من اعتلى منهم سدة الحكم، حتى ذلك الفتى الأسمر باراك أوباما، فماذا ربحنا منهم غير الادعاء الديمقراطي؟

تعليقاً على أحداث أمستردام التي جرت بين إسرائيليين ومواطنين من أصول عربية إثر مباراة كرة قدم الأسبوع الماضي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، في منشور على منصة إكس، إن "الهجمات المعادية للسامية على مشجعي كرة القدم الإسرائيليين في أمستردام هي هجمات خسيسة وتذكّرنا بلحظات مظلمة في التاريخ عندما تعرّض اليهود للاضطهاد".
حتى وهو في الرمق الأخير من عمر حكمه، يدافع عن إسرائيل وناسها، وكأن أحداث شغب في مباراة كرة قدم قضية دولية تستدعي تدخّل الشرطي الدولي، الذي فشل في كل مساعيه، وخرج هو وحزبه مهزومين، تطاردهما لعنة غزة التي طاولت كثيرين غيره هذا العام في عدد من العواصم الأخرى. والسؤال، ماذا ربحنا من الديمقراطيين ولماذا نأسف عليهم، وهل سيكون القادم أسوأ وأتعس مما عشنا معهم؟

الأسبوع الماضي، كشف تقرير رسمي فلسطيني أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أسقطت على قطاع غزة أكثر من 85 ألف طن من القنابل والمتفجرات منذ بداية حربها على القطاع. وتشير الأرقام إلى أنه سقط على كل متر مربع من مساحة قطاع غزة البالغة 365 كيلومتراً ما يقرب من 233 كيلوغراماً من المتفجرات. وبحسب تقرير صادر عن سلطة جودة البيئة الفلسطينية، فإن كمية المتفجرات التي ألقيت على غزة تتجاوز ما تم إسقاطه في الحرب العالمية الثانية.

كل هذا "الخير" جاءنا من الديمقراطيين، أحباء الحياة، المدافعين عن حقوق الإنسان وعن الإنسانية، كل الكوارث جرت بمباركتهم ودعمهم الواضح والصريح للكيان الصهيوني، ولم ترفّ لهم عين وهم يبررون قتل المدنيين من الأطفال والنساء. وعندما يزيد الضغط الداخلي عليهم، يلقون ببعض الجمل الفارغة عن الإعانات الإنسانية لغزة، بينما تزيد المجاعة فيها وتستفحل الأمراض في المدينة. ماذا ربحنا من الديمقراطيين؟ لا شيء غير الأوهام بأنهم سينتصرون للحرية وللديمقراطية، حتى بعيداً عن فلسطين، ولكن الحقيقة أن مصالحهم، مبدأهم الأصلي، أفسد هذه الشعارات ولم نر منهم خيراً في أي مكان، فلماذا نأسف عليهم، وماذا سيحدث أكثر مما حدث؟

المساهمون