ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية مختلفة أن لقاءً علنياً سيُعقَد بين رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينت، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في شرم الشيخ، بعد القمة الثلاثية المقرّر عقدها اليوم الخميس في القاهرة، التي تجمع بين كلّ من السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وأبرزت الإذاعة الإسرائيلية، وقناة البث العامة "كان"، أمس واليوم، أنّ اللقاء سيكون علنياً، خلافاً للقاءات السرية التي أجراها رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو في الماضي.
وأشار موقع الإذاعة الإسرائيلية إلى أنّ اللقاء يأتي أيضاً في ظل محاولات التوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة، وفي ضوء تقديم حكومة الاحتلال عدة تسهيلات في القطاع، آخرها أمس، بسماحها بتوسيع مجال الصيد البحري إلى 15 ميلاً، وزيادة عدد التجار ورجال الأعمال من القطاع الذين يحملون تصاريح للدخول إلى إسرائيل.
ولفتت الإذاعة إلى أنّ الجانبين المصري والإسرائيلي اتفقا خلال التحضيرات للقاء المرتقب على أن يُبحَث أيضاً موضوع الأسرى والجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى "حماس".
وأشارت المراسلة السياسية لقناة "كان"، غيلي كوهين، إلى أنّ الحرص على عقد اللقاء علناً، "يأتي في إطار حرص السيسي على تغيير نمط اللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين بحيث تجري بشكل علني".
وبحسب كوهين، فإنّ التسهيلات الاقتصادية التي قدمتها إسرائيل أخيراً إلى قطاع غزة تندرج في إطار التمهيد للقاء.
وفي السياق، رأى "معهد السياسة والاستراتيجية" التابع لمركز الأبحاث الإسرائيلي "هرتسليا"، أنّ دعوة السيسي بينت لزيارة مصر "ترتبط بمحاولات النظام المصري لمواجهة الانتقادات الواسعة داخل أميركا إزاء قمع العاملين في مجال حقوق الإنسان والمنظمات الأهلية في مصر".
وفي تقدير موقف، لفت المعهد إلى أنّ توقيت الزيارة "لم يكن صدفة، وارتبط بالزيارة التي قام بها بينت للولايات المتحدة"، وخشية نظام السيسي من تبني إدارة بايدن سياسة متشددة تجاهه.
وفي السياق، ذكرت صحيفة "هآرتس"، أنّ الخط السياسي لبينت إزاء السلطة الفلسطينية واضح، ويقوم على عدم السماح بإجراء مفاوضات معها، ورفض أي لقاء مع رئيسها محمود عباس، ومقابل ذلك السماح بتعزيزها اقتصادياً.
وأشارت الصحيفة إلى أن الناطق بلسان بينت، متان سيدي، سارع إلى تكذيب ما نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، التي ادعت أن بينت كان يخطط للمشاركة في اللقاء الذي سيجمع السيسي وملك الأردن وعباس، حيث شدد سيدي على أنه "لا توجد ضمن مخططات بينت المشاركة في أي لقاء مع عباس".
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرَّب من بينت، قوله إنّ كلاً من الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة، تعتقد أنْ ليس بالإمكان المضي قدماً في تحرك سياسي بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، ذكرت القناة أنّ المبعوث القطري محمد العمادي، سيصل اليوم الخميس إلى قطاع غزة، بهدف التمهيد لتوزيع المنحة القطرية على العوائل المعوزة في قطاع غزة.
ولفتت القناة إلى أنّ الفصائل الفلسطينية تواصل فعاليات "الإرباك الليلي" على طول الحدود مع القطاع، لأن التسهيلات التي أدخلتها إسرائيل لم تتضمن إدخال مواد البناء التي يمكن استخدامها في مشاريع إعادة إعمار ما دُمِّر خلال الحرب الأخيرة، فضلاً عن عدم حلّ مشكلة تأمين رواتب موظفي حكومة غزة.