كشفت مصادر سياسية عراقية مطلعة في العاصمة بغداد، اليوم الثلاثاء، أن زعيم "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، يوجد منذ الإثنين في بغداد، بزيارة هي الأولى له بعد تشكيل الحكومة الجديدة، برئاسة محمد شياع السوداني، وبعد ساعات من قصف إيراني جديد استهدف مناطق داخل العمق العراقي في إقليم كردستان واستهدف مواقع لجماعات كردية إيرانية معارضة أسفر عن قتلى وجرحى بينهم عراقيون.
وقاد الجنرال الإيراني خلال الأزمة السياسية في العراق، والتي استمرت لأكثر من عام، العديد من الوساطات لحل الخلاف ما بين زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، والإطار التنسيقي المدعوم من طهران، لتشكيل حكومة توافقية تجمع الصدر مع قادة الإطار، وهو ما رفضه الصدر وقرر بعدها سحب كتلته البرلمانية و"اعتزال العمل السياسي".
وقالت مصادر عراقية مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، وصل، في ساعة متأخرة من ليلة أمس للعاصمة بغداد، وعقد مساء أمس وصباح اليوم الثلاثاء، عدة اجتماعات مغلقة أبرزها مع السوداني ورئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد.
وبحسب المصادر فقد ناقش قاآني عدداً من القضايا السياسية والأمنية، وأكد دعم طهران الكامل للحكومة الجديدة على الأصعدة كافة.
كما كشفت المصادر أن "قاآني ناقش مع السوداني ورشيد القصف الإيراني على مناطق إقليم كردستان وتأكيد ضرورة منع استخدام الأراضي العراقية منطلقاً للهجمات على إيران، كما نوقشت قضية استهداف الصهاريج النفطية الإيرانية قبل أيام على الحدود العراقية – السورية، وجرى تأكيد ضرورة التنسيق الأمني المشترك لتأمين وصول هذه الدفعات إلى لبنان".
قاآني ناقش أيضاً مع أطراف عراقية ملف "الوجود الأميركي في العراق على اعتباره تهديدا للأمن القومي الإيراني"، بحسب المصادر.
كذلك عقد "قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، اجتماعات منفصلة مع عدد من قادة قوى الإطار التنسيقي وقادة الفصائل المسلحة الحليفة لطهران، منذ بدء زيارته أمس.
وفي الشأن، رأى الخبير في الشأن السياسي العراقي، أحمد الشريفي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، زيارة المسؤول العسكري الإيراني إلى بغداد، بأنها تأكيد استمرارية طهران في التعامل مع العراق من منطلق النفوذ.
وأضاف أن "وصول قاآني يؤكد أيضاً أن إيران تواصل العمل على توسيع نفوذها في العراق وتعويض ما فقدته خلال الفترة الماضية بسبب عوامل كثيرة سواء داخلية وخارجية".
وبين الشريفي أن "وجود قاآني في العراق بعد تشكيل الحكومة يؤكد ان دور إيران في العراق لا يقتصر على حل الأزمات السياسية التي تشهدها البلاد فحسب، بل هذا الدور يتعدى قضية الوساطة، ويصل إلى حد التدخل في بعض القرارات في بعض الأحيان على مختلف الأصعدة"، وفقاً لقوله.
وتوقع في هذا السياق، أن "النفوذ الإيراني خلال الفترة المقبلة، سيكون هو الأقوى على مستوى النفوذ الآخر، (الأميركي) وهذا النفوذ سيعاود فرض سيطرته وقوته من جديد على الكثير من الملفات العراقية، خصوصاً باستغلال حكومة السوداني، التي جاءت بها قوى لها علاقات قوية مع طهران منذ سنين طويلة".