كرّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الإثنين، تأكيده ضرورة أن يتّحد الزعماء السياسيون في لبنان في ظل الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد، مشدداً على أن اللبنانيين هم الذين عليهم أن يجدوا حلاً لأزماتهم، ولكن على المجتمع الدولي أيضاً أن يعزز دعمه للبنان والجيش اللبناني.
وعقد غوتيريس ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، اليوم، مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد لقائهما صباحاً، الذي تناول الوضع الحكومي والأزمات المالية والاقتصادية والمعيشية، وكذلك ملف ترسيم الحدود البحرية جنوباً بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي، وانتهاكات العدو المستمرة للأجواء اللبنانية.
في هذا السياق، شدد غوتيريس على الجهود المبذولة بالقول "لن ندخر جهداً لتسهيل المفاوضات بين الطرفين، للوصول إلى حلّ سريع لترسيم الحدود البحرية حتى يتسنى للبنان الاستفادة من الثروات الموجودة".
وعُقدت خمس جولات من المحادثات بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي حول ترسيم الحدود البحرية جنوباً قبل أن تتوقف في الرابع من مايو/أيار الماضي، وقد أفضت الجولة الخامسة إلى طلب الوسيط الأميركي أن يكون التفاوض محصوراً فقط بين الخط الإسرائيلي والخط اللبناني المودعين لدى الأمم المتحدة، ويعني ذلك أن يشمل التفاوض المساحة البالغة 860 كيلومتراً مربعاً، وذلك خلافاً للطرح اللبناني، وخصوصاً لمبدأ التفاوض من دون شروط مسبقة.
وأتت جولة كبير مستشاري وزارة الخارجية الأميركية لأمن الطاقة، والوسيط الأميركي الجديد في عملية التفاوض آموس هوكستاين، في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لتكسر الجمود السائد في الملف، بيد أنها لم تساهم حتى الساعة في تسجيل تطورات، خصوصاً على صعيد استئناف المفاوضات.
وتوقف الأمين العام للأمم المتحدة عند وجود "يونيفيل" في لبنان، وضرورة وضع حدّ للانتهاكات ووقف العنف، لافتاً إلى أن رئيس البرلمان أطلعه على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للأجواء الجوية اللبنانية، وضرورة احترام القرارات الدولية.
كما أكد غوتيريس أن "الأمم المتحدة تريد أن تبذل جهداً لتعبئة المجتمع الدولي من أجل دعم لبنان في المسار الإنمائي والإنساني، وإعادة هيكلة الظروف الاقتصادية والمالية".
وعرّج الأمين العام على الجولة التي قام بها صباحاً إلى مرفأ بيروت، مؤكداً التضامن مع أسر ضحايا الانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس/آب 2020 الذين يريدون الحقيقة والمساءلة.
وقال غوتيريس: "أدرك المعاناة... ورغبة الشعب في تحقيق المحاسبة الحقيقية، وأود أن أعبر عن تضامني مع جميع ضحايا تلك المأساة".
وإذ أكد أن إجراء تحقيق نزيه وشفاف في هذا الحدث المأساوي أمر بالغ الأهمية لضمان العدالة، شدد على أن اللبنانيين يستحقون معرفة الحقيقة.
In Lebanon today, I paid tribute to victims of last year's devastating Beirut Port blast, which took the lives of more than 200 people.
— António Guterres (@antonioguterres) December 20, 2021
An impartial & transparent investigation into this tragic event is crucial to ensure justice.
The Lebanese people deserve the truth. pic.twitter.com/KRua8gka06
بري: هناك مماطلة مستمرة في ترسيم الحدود
من جهته، قال رئيس البرلمان نبيه بري إن "الإسرائيليين لا يريدون دوراً للأمم المتحدة في أي مهمة تتعلق بالجنوب اللبناني ولبنان، خصوصاً الحدود البحرية، وهذه المواضيع تكلمنا عنها، علماً أنه في موضوع الحدود البحرية، كنا قد تحدثنا أن تكون المفاوضات بعهدة ورعاية الأمم المتحدة وتحت علمها، وبمشاركة الأميركيين، ومع ذلك هناك مماطلة مستمرة، ما يؤثر على اقتصادنا ووضعنا".
وشدد بري على أن "أهلنا في الجنوب هم والجيش اللبناني ويونيفيل يد واحدة في سبيل الأمن في المنطقة، وإذا كان هناك من اضطرابات في أي مكان، فالمسؤولية تقع على إسرائيل الموجودة في أرضنا ولسنا المسؤولين عنها"، لافتاً إلى أن "هناك كلّ يوم خرقاً إسرائيلياً للأجواء اللبنانية، وأحياناً يستعملون أجواءنا لضرب سورية".
ميقاتي: لبنان يمرّ بأسوأ أزمة في تاريخه
إلى ذلك، عقد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اجتماعاً موسعاً مع غوتيريس، أكد خلاله التزام لبنان بالمضي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية اللبنانية بشكل يحفظ حقوق لبنان كاملة، كما التزام سياسة النأي بالنفس عن أي خلاف بين الدول العربية.
وشدّد ميقاتي على أن لبنان يمرّ بأسوأ أزمة في تاريخه ويحتاج إلى مساعدات عاجلة في مجالات عديدة، مع إيلاء أهمية خاصة لتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية.