لجنة تقصي الحقائق الأممية تؤكد وقوع مجازر في ترهونة الليبية تزامناً مع اكتشاف مقابر جماعية جديدة

04 أكتوبر 2021
تم العثور على أكثر من 220 جثة في مقابر ترهونة (ندى حرب/Getty)
+ الخط -

أكد رئيس بعثة تقصي الحقائق الأممية في ليبيا، محمد أوجار، وقوع مجازر جماعية بحق المدنيين في مدينة ترهونة، شرق جنوب طرابلس. وتزامن إعلان الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين الحكومية مع العثور على مقبرة جماعية جديدة في ترهونة تضم 10 جثث.

وقال أوجار، خلال مؤتمر صحافي إثر انتهاء زيارة البعثة لليبيا، اليوم الإثنين، إن لجنته تمكّنت من "جمع أدلة على وقوع مجازر جماعية بحق المدنيين في ترهونة بين عام 2016 وحتى 2020"، مؤكداً أن لجنته لا تستطيع إعلان أسماء المتورطين في تلك المجازر "حتى الآن".

وقال: "ركّزنا في أعمالنا على طرابلس وضواحيها في الزيارة الحالية، وفي الزيارة المقبلة سنزور بنغازي والمناطق المجاورة لها لاستكمال أعمالنا"، مشيراً إلى أن لجنته لم تتمكن من الوصول إلى مناطق جنوبي ليبيا بسبب "صعوبات جمة" لم يوضحها.

وذكر أوجار أن لجنته توصلت إلى أدلة حول وقوع انتهاكات كبيرة بحق المدنيين؛ وقال إن "أطراف الصراع جندت أطفالاً سوريين أثناء فترات النزاع"، واستدرك بالقول "إن كثافة الوجود الأمني في بعض المناطق أعاق وصول اللجنة أثناء جمع الأدلة إلى الشهود، الذين امتنع بعضهم عن الإدلاء بشهاداتهم بسبب خوفهم".

وتوقع أوجار أن يتم تمديد فترة عمل البعثة، وقال: "فترة عملنا كانت قصيرة، وطالبنا بزيادة التفويض الدولي لاستكمال التقصي والبحث عن الأدلة".

وأنشأ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعثة لتقصي الحقائق في ليبيا في 22 يونيو/حزيران من العام الماضي، لـ"توثيق الانتهاكات والتجاوزات المزعومة للقانون الدولي ولحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي من قبل جميع الأطراف في ليبيا، منذ بداية عام 2016"، وبدأت البعثة أعمالها في ليبيا مطلع أغسطس/آب في العام ذاته.

وكان أوجار قد أعلن، في تصريحات سابقة، أن بعثته سترفع تقاريرها إلى مجلس حقوق الإنسان، في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مشيراً إلى أن بعثة تقصي الحقائق تمكنت من جمع قدر كبير من المعلومات رغم التحديات، بما في ذلك ضيق الوقت والقيود المفروضة على السفر بسبب جائحة كورونا.

وبالتزامن، أعلنت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، اليوم الإثنين، عن عثور فرقها على مقبرتين جماعيتين، بالقرب من مكب القمامة العام في مدينة ترهونة، وتم انتشال عشر جثث منهما.

وقالت الهيئة، في منشور على صفحتها الرسمية، إن فرقها اكتشفت مقبرتين، انتشلت من إحداهما أربع جثث ومن الأخرى ست جثث، مؤكدة أنها لا تزال تواصل أعمالها للبحث عن المزيد من المقابر التي قد تحوي جثث مفقودين تم الإبلاغ عنهم من قبل ذويهم.

وكانت الهيئة قد أعلنت، قبل أسبوعين، عن العثور على مقبرة في ترهونة، تضم خمس جثث مجهولة الهوية، مشيرة إلى أن فرقها بدأت العمل للتعرف على هوية أصحابها.

ووفقاً لبيانات الهيئة؛ تم العثور على أكثر من 220 جثة في مقابر ترهونة، من أصل أكثر من 350 مفقوداً من المدينة تم الإبلاغ عنهم من قبل ذويهم.

وبعد هزيمة مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، جنوب طرابلس، وفرارها إلى شرقي البلاد، عثر أهالي المدينة على جثث في مقابر جماعية بالمدينة، قبل أن تكلف السلطات في طرابلس هيئة متخصصة للبحث عن المفقودين والكشف عن المقابر الجماعية التي أقامتها مليشيات حفتر على أطراف المدينة، وفي جنوب طرابلس.

المساهمون