لبنان يرد على مزاعم الاحتلال بشأن "تهريب" أسلحة عبر معبر المصنع مع سورية: يخضع للرقابة
وزير النقل اللبناني: جميع المعابر وأولها المصنع تخضع للرقابة
زعم جيش الاحتلال محاولة حزب الله استخدام معبر المصنع لنقل أسلحة
ردّ لبنان، اليوم الخميس، على مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن ادعائه تهريب حزب الله أسلحة عبر معبر المصنع مع سورية، مشدداً على أنّ المعبر يخضع للرقابة. وشدد وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال، علي حمية، على أنّ جميع المعابر الحدودية، وأولها المصنع، تخضع للرقابة والتدقيق من قبل أجهزة الدولة ووزارة الأشغال العامة والنقل والجمارك والأمن العام والجيش اللبناني، و"بالتالي هي معابر رسمية وتخضع لرقابة الدولة اللبنانية".
وأوضح، في مؤتمر صحافي، أنّه "بالنسبة إلى الشاحنات التي تمرّ عبر المصنع فإنها تتقدم عبر الجمارك وهي جهاز إداري للتشييك على كلّ البضائع وتخضع كسائر المناطق للفحوصات من قبل الوزارات المعنية والجهات المختصّة، وعندما تنال الموافقات من الإدارات المعنية وتستوفي الشروط القانونية وفقاً للجمارك، يعود الموضوع للأمن العام الموجود على سائر المعابر والمرافق البحرية والبرية وأولها المصنع، ثم هناك وجود للجيش اللبناني بعد الأمن العام، وبالتالي تمر بمسار يخضع كله لرقابة الدولة".
وفي وقت سابق اليوم الخميس، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي "محاولة حزب الله استخدام معبر المصنع المدني الحدودي بين سورية ولبنان لنقل وسائل قتالية إلى داخل لبنان"، داعياً الدولة اللبنانية لـ"إجراء تفتيش صارم للشاحنات المارة عن طريق المعابر المدنية، وإعادة الشاحنات والمركبات التي تحتوي على الوسائل القتالية إلى سورية".
وجاءت مزاعم الاحتلال في بيان لجيشه ذكر فيه أنه "منذ استهداف محاور التهريب الحدودية عند الحدود السورية اللبنانية، يوم الخميس الماضي، أصبح معبر المصنع الحدودي المعبر الرئيسي الذي ينقل حزب الله من خلاله الوسائل القتالية، حيث يعتبر معبر المصنع معبراً مدنياً يقع بين سورية ولبنان ويخضع لسيطرة الدولة اللبنانية. يذكر أن المعابر الحدودية الخاصة بحزب الله، والتي عادة كان يستخدمها الحزب... لتهريب الأسلحة دمّرت، حيث وحسب تقديراتنا، يحاول حزب الله ترميمها"، بحسب البيان.
وادّعى جيش الاحتلال أيضاً أنه "في المقابل حاول حزب الله على مدار الأسبوع الأخير، ومن خلال الوحدة 4400 التابعة له، تنفيذ عمليات نقل وتهريب وسائل قتالية حساسة، منها وسائل قتالية برية ووسائل قتالية مخصصة لجبهة جنوب لبنان عبر معبر المصنع"، مشيراً إلى أنه قصف قبل أربعة أيام "شاحنة محمّلة بأسلحة حاول حزب الله تهريبها إلى لبنان، حيث تظهر الصور انفجارات قوية بعد القصف دلت على وجود أسلحة هناك"، زاعماً أنّ "حزب الله يحاول استغلال الغطاء المدني لنقل الوسائل القتالية الواردة من إيران عبر سورية، مختبئاً بين المدنيين السوريين واللبنانيين"، على حدّ وصف البيان.
وتابع البيان: "لقد حوّل حزب الله عمليات نقل الوسائل القتالية إلى معبر مدني مما يعرّض مواطني دولة لبنان ومصالحهم للخطر. الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن معابرها الحدودية الرسمية وهي قادرة على أن تمنع حزب الله من المرور من هذه المعابر"، داعياً دولة لبنان إلى "إجراء تفتيش صارم للشاحنات المارة عن طريق المعابر المدنية وإعادة الشاحنات والمركبات التي تحتوي على الوسائل القتالية إلى سورية"، متوعّداً بأنه "لن يسمح بتهريب هذه الوسائل القتالية، ولن يتردد في التحرك إذا اضطر لذلك، على غرار ما قام به طيلة هذه الحرب".
ستة معابر حدودية
وهناك ستة معابر حدودية شرعية تربط بين سورية ولبنان، أربعة منها في ريف محافظة حمص هي معبر الدبوسية الواقع بين قرية الدبوسية في ريف حمص الغربي وقرية العبودية في لبنان، الذي يستخدم لنقل البضائع والمسافرين، ومعبر جوسية الذي يصل سورية ولبنان من جهة جوسية التابعة لمدينة القصير ومدينة القاع على الطرف اللبناني، ويستخدم لنقل البضائع ومعبر تلكلخ الواقع بين قرية تلكلخ في ريف محافظة حمص الغربي ومنطقة وادي خالد من الجهة اللبنانية، ومعبر مطربا بريف حمص الغربي.
كما يوجد معبر واحد في ريف محافظة طرطوس هو معبر العريضة الواقع يقع بين محافظة طرطوس، وقرية العريضة اللبنانية - السورية، ومعبر في ريف محافظة دمشق وهو معبر جديدة يابوس الواقع بين بلدة جديدة يابوس في ريف محافظة دمشق الغربي ويقابلها من الطرف اللبناني بلدة المصنع في محافظة البقاع، ويعتبر هذا المعبر من أهم المعابر التجارية.
أما المعابر غير الشرعية، فيوجد العشرات منها على طول الحدود بين سورية ولبنان، وغالبا ما تُستخدم لتهريب البضائع والأشخاص وتعتبر مشكلة مزمنة تؤثر على الاقتصاد والأمن في كلا البلدين.
ويقول الناشط أبو يوسف الحمادة من ريف دمشق الغربي القريب من الحدود مع لبنان أن التهديد الإسرائيلي باستهداف المعابر يشكل خطراً جسمياً على حركة المدنيين النشطة في هذه الفترة بسبب الحرب في لبنان. وأضاف لـ"العربي الجديد" أنه لا يمكن التأكد من المزاعم الإسرائيلية باستخدام تلك المعابر لتهريب معدات عسكرية، لكن عادة لا تستخدم المعابر الرسمية لهذه الأغراض، مشيراً إلى أنه لدى حزب الله الكثير من الطرق عبر الجبال والممرات الوعرة عبر الحدود لنقل الأسلحة، مستبعداً أن يلجأ إلى المعابر الرسمية الموضوعة تحت مراقبة إسرائيلية لصيقة. ورأى الحمادة ان إسرائيل في حربها ضد حزب الله لا تكترث لحياة المدنيين، ومن غير المستبعد تالياً أن تقدم على استهداف المعابر حتى لو أدى ذلك الى وقوع خسائر بين المدنيين.
ويرى وائل علوان، باحث في مركز "جسور للدراسات"، في حديث مع "العربي الجديد" أن "إسرائيل ستلاحق ما تعتقد أن حزب الله سيلجأ إليه"، مؤكداً أنه "هناك معابر غير شرعية كان يستخدمها حزب الله بشكل واسع لدخول وخروج القيادات والعناصر والمجموعات والأسلحة والذخائر من لبنان إلى سورية والعكس"، مُشيراً إلى أن "هذه المعابر واضحة ومكشوفة".
ولفت علوان، إلى أن "حزب الله بات اليوم يعاني من الخلل الأمني الذي أصابه، لاسيما عملية تفجير البيجر، ومن بعدها اغتيال قيادات الصف الأول في الحزب، ولذلك بات لديه هواجس أمنية عالية جداً جداً، والتي باتت بالنسبة له فوبيا الاختراق الأمني، لذلك لن يستخدم الحزب المعابر الاعتيادية لنقل الأسلحة والعناصر، خاصةً أن هناك حركة نقل بين سورية ولبنان وهذه الحركة كانت مستهدفة من قبل إسرائيل وهي المعابر غير الشرعية التي كان يستخدمها الحزب". وأشار علوان إلى أن "إسرائيل تعتقد أن الحزب سيلجأ إلى تمرير الأسلحة وتمرير العناصر بين اللاجئين والمدنيين وهي تهدد بذلك"، منوهاً إلى أنه "وحتى إن صح ما تدعيه إسرائيل بأن الحزب يستخدم القوافل المدنية في أغراض عسكرية، فان ذلك لا يبرر استهداف المعابر، حيث هناك خطر مؤكد على المدنيين"، موضحاً، أن "هناك آلاف المدنيين اللبنانيين والسوريين الذين فروا من الحرب في لبنان إلى سورية".
وتشهد المعابر الحدودية بين البلدين ازدحاماً بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان ما دفع بأعداد كبيرة من اللبنانيين والسوريين المتواجدين في لبنان للعبور إلى الأاراضي السورية، ونقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري عن مصدر في إدارة الهجرة والجوازات، أنه بلغ عدد الوافدين اللبنانيين إلى سورية نحو 72 ألفاً وعدد العائدين السوريين نحو 197 ألفاً منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحالي على لبنان.