لبنان يدخل أسبوعاً حاسماً.. ترقب لملفي الحكومة وترسيم الحدود

26 سبتمبر 2022
تتجه الأنظار إلى اللقاء الذي سيعقد بين الرئيس عون ونجيب ميقاتي (حسين بيضون)
+ الخط -

دخل لبنان أسبوعاً حاسماً في استحقاقين هما الأبرز على الساحة المحلية، الحكومة وترسيم الحدود البحرية جنوباً، مع تأكيد المعنيين حصول تقدّمٍ كبيرٍ على المستويين، عدا عن انتخابات رئاسة الجمهورية التي تبقى العنوان الأبرز، مع بدء العدِّ التنازلي لانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

حكومياً، تتجه الأنظار إلى اللقاء الذي سيعقد بين الرئيس عون ورئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، والذي كان وضعه الأخير في إطاره الحاسم قبل سفره خارج البلاد، مع تشديده على أنه لن يغادر قصر الرئاسة اللبنانية قبل تشكيل الحكومة.

ويبقى التفاؤل حذراً بولادة الحكومة يوم غدٍ الثلاثاء في حال عقد اللقاء الثنائي أو خلال الأسبوع الجاري، رغم كل التصريحات الإيجابية خصوصاً التي تصدر عن محيط الرئيس عون، الذي يبدو لافتاً إصراره الكبير على إتمام الاستحقاقين قبل انتهاء ولايته، "الحكومة وإلا الفوضى الدستورية" على حدّ تلويح أوساطه، وترسيم الحدود ليدخله ضمن "إنجازات" عهدٍ شهد أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ البلاد، وأكبر سرقة لأموال الشعب اللبناني.

عراقيل وزارية مرتقب حلّها لولادة الحكومة

وظهرت في الأيام القليلة الماضية عراقيل جديدة على خطّ تشكيل الحكومة، بعد حلّ العقد القديمة، فالإشكالية لم تعد تقتصر على وزارتي الاقتصاد والمهجرين، وإنما طاولت موقع نائب رئيس الوزراء سعادة الشامي، الذي يتمسك به ميقاتي، وبدأت تشمل أسماء وزارية حالية، وسط حديث عن احتمال كبير بأن تعود حكومة تصريف الأعمال مع تغيير أكثر من أربعة وزراء، علماً أن سيناريوهات كثيرة تطرح وزارياً، تحت مسميات عدة كالترميم، والتعويم، وصولاً إلى إبقائها كما هي، وكلها أعادت خلط الأوراق التي كانت رُتِّبت الأسبوع الماضي، وبُنِيَت على أساسها الأجواء السياسية الإيجابية.

وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإنّ رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل (صهر عون)، يطرح توزير النائب السابق إدي معلوف، الذي يُعدّ من المقرّبين جداً إليه، والمدافعين عن قراراته، في ظل الانقسام الحاد الذي تعاني منه صفوف التيار، وأدى إلى انشقاقات لافتة أخيراً واستقالات حزبية بالجُملة، وهو من الأسماء التي بدأت تتردّد حديثاً.

كذلك، يصرّ الرئيس عون ومن خلفه باسيل، على توزير معلوف، "الحزبي"، في حال تسمية الوزير السابق صالح الغريب (المحسوب على رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان)، لوزارة المهجرين، علماً أنه لوّح بعدم رغبته بالمشاركة في الحكومة، وتسمية النائب السابق ياسين جابر (من حركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري) لوزارة المال، باعتبار أن الاسمين نافران حزبياً، ولا شيء يمنع توزير معلوف بهذه الحال.

ولم ينفِ مصدرٌ في "التيار الوطني الحرّ" احتمال توزير معلوف، إذ يؤكد لـ"العربي الجديد" أن أسهم النائب السابق مرتفعة جداً إما لوزارة التنمية الإدارية أو الشباب والرياضة، مشيراً إلى أن وزيرة التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال نجلا الرياشي كانت عبّرت عن عدم رغبتها في العودة ضمن الحكومة الجديدة لأسباب شخصية.

وقال المصدر إنه "في حال بقي ميقاتي مصرّا على منح وزارة الاقتصاد لشخصية من الطائفة السنية من عكار شمال لبنان، فإن الرئيس عون سيحصل في المقابل على حقيبة وزارية يسمي لها وزيراً من الطائفة المسيحية"، مشيراً في كل الأحوال إلى أن اللقاء غداً وسيبنى على الشيء مقتضاه، لكن الشيطان دائماً ما يبقى في التفاصيل.

كذلك، لفت إلى أن الأجواء إيجابية جداً ومنسوب التفاؤل عالٍ عند الجميع، ومن المنتظر أن يزور ميقاتي الرئيس عون غداً الثلاثاء لحسم الأمور، وبأبعد تقدير الأسبوع الجاري، مشيراً إلى أن الحكومة الجديدة هي نفسها حكومة تصريف الأعمال مع بعض "التنقيحات" في أسماء معينة، كاشفاً عن أن هناك بحثاً جدياً لكن غير نهائي في احتمال تغيير وزير الخارجية عبد الله بو حبيب (من حصة الرئيس عون).

وكان عضو المجلس المركزي في "حزب الله" نبيل قاووق أكد أمس الأحد، أن "تشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات والأوصاف هو ضرورة، ولا يمكن معالجة الأزمات من دونها"، مشيراً إلى أننا في المقبل من الأيام سنشهد تشكيل هذه الحكومة، ما سيشيع مناخات إيجابية في كل البلد ويعزز الخطوات اللاحقة لأجل الخروج من الأزمات.

عرض خطي لترسيم الحدود قبل نهاية الأسبوع

على صعيد ملف الترسيم، عرض الرئيس عون اليوم مع نائب رئيس البرلمان إلياس بو صعب، في قصر بعبدا الرئاسي، نتائج الزيارة التي قام بها الأخير إلى نيويورك الأسبوع الماضي، واللقاءات التي عقدها هناك مع الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية عاموس هوكشتاين، حيث تم التأكيد على أن العرض الخطي الذي سيرسله الوسيط متوقع وصوله إلى بعبدا قبل نهاية الأسبوع الحالي، وذلك في وقتٍ يجري الحديث عن تسوية قوامها الأساسي الخط 23 الذي يتمسّك به لبنان، وينتظر حلّ كيفية الترسيم.

وخلال زيارته نيويورك بمناسبة خاصة، التقى بو صعب الوسيط الأميركي، وقد أثار الاجتماع بلبلة لبنانية باعتبار أنه تزامن مع وجود الوفد الرسمي اللبناني في نيويورك برئاسة ميقاتي، وهو من خارج عداده.

ولفت بو صعب، إلى أن علامات استفهام عدة توضحت، وننتظر الطرح الإسرائيلي الخطي، مشيراً إلى وجود تقدم كبير، وأن التفاوض أصبح في مرحلته الأخيرة، بينما أشار ميقاتي في حديث صحافي إلى أن تقدماً حصل على صعيد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، لكن لا تزال هناك تفاصيل ينبغي توضيحها، وبالتالي فإن الحلّ النهائي لم يُنجَز بعد، في حين أن الرئيس عون تحدث أكثر من مرة عن انفراجات في الملف، الذي أصبح في خواتيمه السعيدة، علماً أن نبرة الإيجابية تُسمَع أيضاً من قبل مسؤولين إسرائيليين ووسائل الإعلام الإسرائيلية.