لبنان يتحرّك أممياً بعد موجتي التفجيرات ويتخذ تدابير حمائية من أجهزة الاتصال

19 سبتمبر 2024
وزير الخارجية اللبناني خلال مؤتمر صحافي في بيروت، 12 سبتمبر 2024 (جوزيف عيد/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **رفع مستوى التأهب في لبنان:** بعد موجة التفجيرات التي استهدفت أجهزة اتصال حزب الله، رفع لبنان مستوى التأهب إلى أعلى درجاته القصوى، مما أسفر عن سقوط أكثر من 30 شهيداً وجرح ما يزيد عن 3 آلاف شخص. تكثف لجنة الطوارئ اجتماعاتها لعرض السيناريوهات المحتملة.

- **تحركات دبلوماسية واتصالات دولية:** توجه وزير الخارجية عبد الله بو حبيب إلى نيويورك للمشاركة في جلسة طارئة لمجلس الأمن، بينما تكثف الحكومة اللبنانية اتصالاتها الدولية لحث المجتمع الدولي على الضغط على إسرائيل.

- **تدابير وقائية وخشية شعبية:** انعكست الخشية من أجهزة الاتصال على المواطنين، حيث اتخذت بعض السوبرماركت تدابير لحماية مراكزها، ووجهت المديرية العامة للطيران المدني تعميماً لمنع نقل أجهزة Pager أو Walkie Talkie على متن الطائرات.

يعقد مجلس الأمن ستعقد بعد ظهر الجمعة اجتماعا لبحث الوضع في لبنان

حراك لبناني على المستوى الدولي للضغط على إسرائيل لوقف العدوان

مصدر مقرب من ميقاتي: لبنان لم يتلقَّ تطمينات دولية بعدم حصول حرب

يترقّب لبنان إطلالة أمين عام حزب الله للحديث حول موجتي التفجيرات

رفع لبنان مستوى التأهب إلى أعلى درجاته القصوى، بعد موجة التفجيرات التي طاولت أجهزة اتصال حزب الله واعتُبرت من أكبر الخروقات وأخطر مراحل الصراع منذ بدء الحرب على الجبهة اللبنانية الجنوبية في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في وقت تشهد الساحة السياسية حراكاً واسعاً في محاولة لمنع توسع الحرب في البلاد، تزامنًا مع تكثيف لجنة الطوارئ من اجتماعاتها لعرض السيناريوهات المحتملة في حال توسّع الاعتداءات، بما في ذلك الجهوزية على المستوى الصحي وإيواء النازحين وتأمين المواد والسلع الأساسية.

وأسفرت موجتا التفجير، يومي الثلاثاء والأربعاء، عن سقوط أكثر من 30 شهيداً وجرح ما يزيد عن 3 آلاف شخص، في عمليات متزامنة في عددٍ كبير من المناطق اللبنانية، في البقاع وبعلبك الهرمل، والجنوب، والضاحية الجنوبية لبيروت، علماً أنّ الأرقام مرجحة للارتفاع.

وتوجّه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، اليوم الخميس، إلى نيويورك، للمشاركة في جلسة طارئة لمجلس الأمن ستعقد بعد ظهر غد الجمعة لبحث الوضع في لبنان، بناءً على طلب الجانب اللبناني، بواسطة الجزائر، العضو غير الدائم في مجلس الأمن وممثل المجموعة العربية، وذلك على إثر الاعتداءات التي طاولت مناطق لبنانية عدة، ولا سيما الضاحية الجنوبية لبيروت، والجنوب، والبقاع، وبعلبك الهرمل.

اتصالات على أعلى المستويات لوقف العدوان

وقال مصدر مقرّب من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاتصالات لا تزال على أعلى المستويات، لحث المجتمع الدولي على ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة ولبنان"، لافتاً إلى أن "لبنان طلب انعقاد مجلس الأمن بجلسة مخصصة له، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، واستهدافاته التي تطاول مدنيين ومسعفين وعناصر من الدفاع المدني، ولم يعد يكتفي بالشكاوى الأممية".

وأشار إلى أن "لبنان لا يريد الحرب، ويكثف اتصالاته للضغط الجدي على إسرائيل لوقف اعتداءاته، لكن في الوقت نفسه هو معتدى عليه، وما حصل في اليومين الماضيين خطير جداً، ويطاول السيادة اللبنانية وكل القوانين الإنسانية والدولية، وعلى العالم أن يرى ذلك". ولفت المصدر إلى أن "رئيس مجلس الوزراء يجري اجتماعات مكثفة منها بعيدة عن الإعلام، ويقوم باتصالات لبحث التطورات ومناقشتها، ويتابع مع لجنة الطوارئ عملها الذي كثف في الفترة الماضية لمواجهة كل السيناريوهات، على أمل أن لا نصل إلى السيناريو الأسوأ، أي الحرب الشاملة"، مشيراً إلى أن "لبنان لم يتلقَّ تطمينات دولية بعدم حصول حرب، وهو أصلاً لا يثق في الإسرائيلي الذي يرتكب مجازر في غزة وفي لبنان، ولا شيء يردعه، لكن تلقّى رسائل تنبّه من خطورة التصعيد وضرورة التهدئة".

بدوره، قال مصدر في السفارة الأميركية في بيروت لـ"العربي الجديد"، إن "الولايات المتحدة تجمع معلومات حول ما حصل من تفجيرات، وهي تواصل حثّ الأطراف على ضرورة التهدئة وتحذرهم من تداعيات التصعيد"، مشيراً إلى أن "واشنطن تنظر بقلق إلى التطورات الأخيرة، وستواصل جهودها مع شركائها في إطار قيام حل دبلوماسي ينهي الصراع".

ترقّب كلمة أمين عام حزب الله

ويترقّب لبنان، اليوم الخميس، إطلالة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله للحديث حول آخر التطورات، ولا سيما منها التفجيرات التي طاولت أجهزة الاتصال التابعة للحزب، والتي استهدفت في المرة الأولى أجهزة "بيجر" والثانية أجهزة اتصال لاسلكي ثنائي الاتجاه، يحمل العلامة التجارية للشركة اليابانية "آيكوم".

في الإطار، يقول مصدر في حزب الله لـ"العربي الجديد"، إن "التحقيقات مستمرة من جانب الحزب في سلسلة التفجيرات التي حصلت في اليومين الماضيين وشحنات أجهزة الاتصالات التي استوردت قبل فترة، وهناك إجراءات وتدابير اتخذها الحزب بعد هذه التطورات للحماية". ويشير المصدر إلى أن "حزب الله مستمر في عملياته العسكرية دعماً لغزة ورداً على الاعتداءات على القرى والبلدات والاغتيالات، أما الردّ على التفجيرات الأخيرة سيكون مستقلاً وقاسياً جداً، وفي كل الأحوال الكلام اليوم كله سيقوله نصر الله".

وعمد الجيش اللبناني، أمس، إلى تفجير أجهزة لا سلكية تحسّباً من انفجارها في عددٍ من المناطق اللبنانية، في حين تردّدت معلومات عن أن العديد من عناصر حزب الله عمدوا إلى رمي أجهزتهم أو تفجيرها. كما أصدرت قطاعات عدة خصوصاً منها الصحية الاستشفائية تعليمات إلى العاملين فيها، خصوصاً الأطباء، بالتخلي عن أجهزتهم اللاسلكية الشبيهة.

خشية شعبية من أجهزة الاتصال وتدابير وقائية

وانعكست الخشية من أجهزة الاتصال على المواطنين المدنيين الذين انشغلوا في اليومين الماضيين بالبحث عن كيفية حصول التفجير وحماية هواتفهم وأجهزتهم، خصوصاً في ظلّ انتشار العديد من المعلومات المغلوطة وغير الدقيقة التي زادت من البلبلة والمخاوف. كذلك، علم "العربي الجديد"، أن بعض السوبرماركت اتخذت تدابير لحماية مراكزها، منها منع المواطنين من إدخال هواتفهم وتركها إما في السيارة أو في صندوق مستقل في ظل المخاوف من تفجّرها، ومنعهم من إدخال أي جهاز لاسلكي.

كما وجهت المديرية العامة للطيران المدني تعميماً إلى كل شركات الطيران العاملة في مطار رفيق الحريري - بيروت حول منع نقل أي جهاز Pager أو Walkie Talkie على متن الطائرة.

وطلبت المديرية بموجب التعميم من كل شركات الطيران العاملة في مطار رفيق الحريري - بيروت، إبلاغ "جميع الركاب المغادرين عبر المطار بأنه وحتى إشعار آخر يمنع نقل أي جهاز Pager أو Walkie Talkie على متن الطائرة، سواء داخل حقيبة السفر أو حقيبة اليد، وكذلك بواسطة الشحن الجوي، وإلا ستتم مصادرة تلك الأجهزة من الوحدات الأمنية المختصة في المطار".

وأوضحت وزارة الاتصالات اللبنانية في بيان، أن "أجهزة Icom V82 التي تم تفجيرها الأربعاء، لم يتم شراؤها عن طريق الوكيل، ولم يتم ترخيصها من قبل وزارة الاتصالات. علماً أن الترخيص يتم بعد أخذ موافقة الأجهزة الأمنية"، في حين أعلنت هيئة الاتصالات "أوجيرو"، أنها لم تُسجّل أي خرق على الشبكة الوطنية من قبل الاحتلال الإسرائيلي أو أي جهة أخرى.