الأزمة اللبنانية الخليجية... باريس وواشنطن تدعوان للتهدئة وإبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة

05 نوفمبر 2021
تسبّبت تصريحات وزير الإعلام اللبناني بأزمة مع دول الخليج (حسين بيضون)
+ الخط -

تستمرّ الأزمة المستجدة بين لبنان وبعض دول الخليج، مع عدم وجود مؤشرات على إمكان حلّها قريباً، في وقت تشدد قوى دولية على ضرورة إبعاد لبنان عن الأزمات، والحفاظ على القنوات الدبلوماسية مع الخليج.

ونادت فرنسا، الخميس، بضرورة إبعاد لبنان عن الأزمات الإقليمية الأوسع، وبأن تضطلع الأطراف الرئيسية في المنطقة بدورها في حمل بيروت على تنفيذ الإصلاحات وإخراجها من المأزق الذي تراوح فيه.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر، إنها على اتصال بجميع الأطراف، وحثّت المسؤولين اللبنانيين والقوى الإقليمية على تهدئة الوضع.

وأضافت المتحدثة، للصحافيين في إفادة يومية، وفق ما نقلته "رويترز"، أنّ "النأي بلبنان عن الأزمات الإقليمية أمر في غاية الأهمية.. وفي هذا الإطار، لا بد أن يتمكن لبنان من التعويل على كل شركائه في المنطقة لمساعدته على الخروج من الأزمة".

ونشأت أزمة دبلوماسية بين عدد من الدول الخليجية ولبنان، إثر تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول الأزمة اليمنية. واعتبر قرداحي، في تصريح لبرنامج تلفزيوني، أنّ قتال الحوثيين ضد السعودية "دفاع عن النفس"، الأمر الذي دفع الحكومة اللبنانية إلى التنصّل من تلك التصريحات، والتأكيد أنها كانت سابقة لتولّيه المنصب. وإثر التصريحات، اتخذ كلٌّ من السعودية والبحرين والكويت والإمارات إجراءات دبلوماسيّة بحق لبنان، أبرزها سحب سفرائها من بيروت.

لبنان في عنق الزجاجة.. هل يستقيل قرداحي بعد التصعيد الخليجي؟

تفهّم أميركي لمخاوف الرياض: لإبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة

وكانت الولايات المتحدة، أعربت، الأربعاء، عن أملها في أن تستعيد المملكة العربية السعودية وحلفاؤها من الدول الخليجية العلاقات مع لبنان، فيما عبّرت عن تفهمها لمخاوف الرياض.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، للصحافيين: "موقفنا هو أنّ القنوات الدبلوماسية يجب أن تظل مفتوحة إذا أردنا السعي لتحسين الظروف الإنسانية للشعب اللبناني".

وقال برايس إنّ الولايات المتحدة ليس لديها موقف بشأن ما إذا كان ينبغي أن يبقى قرداحي في منصبه، لكنها عبرت عن تفهمها للمخاوف السعودية. وأضاف أن "الفكرة التي تقول إن الحوثيين لا يمثلون قوة مزعزعة للاستقرار وقوة تسببت في معاناة إضافية لشعب اليمن هي فكرة لا ندعمها".

وأتى التصريح بعد يوم من لقاء عُقد بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، على هامش قمة المناخ للأمم المتحدة (كوب 26) في غلاسكو؛ إذ قال بلينكن إنّ الولايات المتحدة يمكن أن تقدّم الدعم للبنان في سعيه للخروج من أزمة اقتصادية تاريخية، وفي الوقت الذي يكافح فيه ميقاتي لتحقيق الاستقرار السياسي بعد فراغ في السلطة التنفيذية لأكثر من عام.

ومع تمسّك قرداحي بموقفه ومنصبه، أعلن ميقاتي، أمس الخميس، بعد اجتماع مع رئيس الجمهورية ميشال عون، أنه اتفق مع الأخير على "خارطة طريق" لحل الأزمة مع دول الخليج، من دون أن يتحدث عن تفاصيلها، رامياً الكرة بملعب قرداحي لاتخاذ قرار الاستقالة، بدعوته إياه إلى "تحكيم ضميره" و"تغليب المصلحة الوطنية على الخطابات الشعبوية".

أما "حزب الله" فحمّل على لسان كتلته النيابية، السعودية مسؤولية افتعال الأزمة الأخيرة مع لبنان، وأدان ما أسماها "الإملاءات الخارجية في عمل الحكومة". وقالت الكتلة بعد اجتماعها، أمس الخميس، إنّ "في هذه الإملاءات اتجاهاً لطعن الكرامة الوطنية من جهة أو لتهديد استقرار البلاد والإطاحة بالانتخابات النيابية من جهة أخرى، فضلاً عن كونها لن تعالج الأزمة المفتعلة، بل ربما تزيد من تفاقمها".

المساهمون