لبنان: خشية من انهيار اتفاق مخيم عين الحلوة في مرحلته الثانية

26 سبتمبر 2023
تسببت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة بدمار في المنازل والممتلكات (العربي الجديد)
+ الخط -

لا يزال الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان يثير القلق رغم الهدوء السائد منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 14 سبتمبر/أيلول الجاري، بعد جولتي اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل نحو 30 شخصاً وجرح أكثر من 200 ونزوح مئات العائلات، إلى جانب تسجيل أضرار مادية جسيمة، طاولت أيضاً منطقة صيدا.

وتزداد الخشية من تجدّد الاقتتال مع مرور الوقت وعدم تسليم المطلوبين في جريمة اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء أشرف العرموشي ورفاقه والناشط الإسلامي عبد الرحمن فرهود، إلى القضاء اللبناني، خصوصاً أن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، والمشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، تحدث عن سقف زمني ليس طويلاً لتنفيذ مقرّرات الاتفاق الذي تم التوصّل إليه بين القوى الفلسطينية خلال اجتماعاتها مع القيادات اللبنانية، بمساعٍ من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.

وجاء اتفاق وقف إطلاق النار بعد لقاءات عقدتها قيادات لبنانية، سياسية وأمنية مع مسؤولين فلسطينيين، أبرزهم عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق، وعضو مركزية فتح عزام الأحمد.

موقف
التحديثات الحية

الخطوة الثانية هي الأهمّ

وقال قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في مخيم عين الحلوة، اللواء محمود العجوري، لـ"العربي الجديد"، إن عناصر القوة باشرت أمس الاثنين انتشارها كمرحلة أولى في إطار الجهود التي تُبذل لتثبيت وقف إطلاق النار وذلك في نقطتين أساسيتين، شهدتا اشتباكات متبادلة بين حركة "فتح" والجماعات الإسلامية المتشددة، حيث جرى تثبيتهما بنحو 45 ضابطا وعسكريا، تمهيدا لتحديد نقاط الانتشار الأخرى.

ويفترض خلال المرحلة الثانية وفق العجوري، انسحاب المسلّحين من المدارس وإخلاؤها، وإزالة المتاريس وذلك تمهيداً لعودة النازحين.

وأشار العجوري، إلى أن "الأطراف الفلسطينية ملتزمة بقرار هيئة العمل المشترك الفلسطيني، وهمّها الأساسي الحفاظ على أمن واستقرار المخيم، والذي على أساسه تعمل القوى الفلسطينية، علماً، أن الوضع الراهن الهادئ لا يعني أن ملف المطلوبين أُقفل، بل لا يزال مفتوحاً حتى تسليمهم إلى السلطات اللبنانية".

وحول المهلة الزمنية التي تحدث عنها الأحمد، وما يُحكى في الأوساط الفلسطينية، عن أنها تنتهي في أواخر سبتمبر/أيلول، لفت العجوري، إلى أن "لا مهلة زمنية معيّنة لتسليم المطلوبين الثمانية، وهذه المسألة تبقى عند القيادة السياسية ونحن نلتزم بها".

من جهته، قال المسؤول الإعلامي في حركة "فتح" يوسف الزريعي، لـ"العربي الجديد"، إن المرحلة الأولى من الاتفاق بدأت أمس بانتشار عناصر القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة، في نقطتين أساسيتين، الأولى البراق الفاصلة بين حي الصفصاف والبركسات، وتلك الفاصلة بين حي الطيرة والرأس الأحمر، وقد شهدت النقطتان أعنف الاشتباكات.

وأشار الزريعي إلى أن الالتزام بوقف إطلاق النار مستمرّ على أساس تطبيق بنود الاتفاق، لافتا إلى أنه من المفترض أن يُبحث غداً الأربعاء في إعادة ترتيب الخطوة الثانية المتمثلة بسحب المسلحين من مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ليصار بعدها إلى تسليم المطلوبين.

ولفت الزريعي إلى أن سحب المسلحين من المدارس يُعدّ بمثابة امتحان قد يكون الأهم على مستوى الاتفاق خصوصاً أنه يعتبر تمهيداً لتسليم المطلوبين، مشيراً إلى مخاوف من فشل الخطوة الثانية، وتالياً انعكاساتها. وقال: "من هنا نأمل أن تسير بالشكل المطلوب من دون عقبات".

وحول تداعيات احتمال رفض إخلاء المدارس من المسلّحين، وعدم تسليم المطلوبين، قال الزريعي، إن "عزام الأحمد، تحدث عن مهلة زمنية، وضرورة إتمام الاتفاق قبل نهاية الشهر، وقد بتنا على مسافة أيام من انتهائه، لكن يبقى الأمر متروكا لهيئة العمل الفلسطيني المشترك، لتقرير الخطوات اللاحقة وما تراه مناسباً".

تأخير العام الدراسي لـ10 آلاف طالب في صيدا

بدورها، قالت هدى السمرة، المتحدثة باسم أونروا في لبنان، لـ"العربي الجديد"، إنه "بسبب احتلال المدارس الثمانية في مخيم عين الحلوة والأضرار التي لحقت بها واستخدام بعضها خارج المخيم لإيواء العائلات النازحة، سيتم تأخير بدء العام الدراسي لـ10 آلاف طالب في صيدا".

وأضافت لـ"العربي الجديد": "أونروا تعمل بنشاط لإيجاد حلول بديلة، ونأمل أن يؤدي تحقيق الاستقرار في المخيم إلى تمكيننا من استيعاب جميع الأطفال البالغ عددهم 6 آلاف طفل في مدارس أونروا القريبة من المخيم بشكل مؤقت"، مشددة على أن أونروا ستظل تبحث عن الحلول البديلة والترتيبات الكفيلة بالحفاظ على حق هؤلاء الطلاب بالتعليم وذلك من خلال تقييم الواقع على الأرض.

ولفتت إلى أن "أونروا استأنفت إزالة النفايات من المخيم قبل أيام، وتنتظر ثبات الوضع الأمني لاستئناف باقي الخدمات التي ما تزال معلَّقة".

كذلك، أشارت السمرة إلى أن "أونروا تأوي حالياً حوالي 800 نازح في أربعة مراكز إيواء في مدارسها وفي معهد سبلين للتدريب التابع لها، مبينة أن هناك عائلات عادت وأخرى لا تزال نازحة.

وكان مدير مستشفى الهمشري في صيدا، الدكتور رياض أبو العينين، أعلن في وقتٍ سابقٍ، أن عدد القتلى بلغ منذ بدء أولى جولات القتال في 30 يوليو/تموز الماضي حتى 14 سبتمبر/أيلول الجاري، 30 قتيلا من الذين استقبلت جثثهم مستشفى الهمشري، بينما بلغ مجموع الجرحى 205، 100 منهم أصيبوا خلال الجولة التي شهدها المخيم، في الأسبوع الأخير، علماً أن هذه الأرقام لا تتضمن تلك التي استقبلتها مستشفيات أخرى.