لبنان: تفاؤل بتشكيل حكومة هذا الأسبوع ولمسات أخيرة لتوزيع الوزارات

01 سبتمبر 2021
أعرب الرئيس عون عن أمله في أن تشكَّل الحكومة هذا الأسبوع (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الأربعاء، أن عملية تشكيل الحكومة الجديدة "قطعت شوطاً كبيراً والكثير من العقبات قد ذُلِّلت"، وذلك خلال استقباله في قصر بعبدا الجمهوري وفد مجلس الشيوخ الأميركي برئاسة رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في المجلس السيناتور كريس مورفي.

وأعرب الرئيس عون عن أمله في أن تشكَّل الحكومة هذا الأسبوع، مشدداً على أن "من أبرز المهمات المطلوبة منها هي إجراء إصلاحات وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي"، في حين جدّد أعضاء الوفد، الذين حضرت معهم السفيرة الأميركية لدى بيروت دوروثي شيا، التزامهم الوقوف إلى جانب اللبنانيين عموماً ودعم الجيش اللبناني خصوصاً.

كذلك، أكد عون للوفد الأميركي أن "الانتخابات النيابية سوف تجرى في موعدها في ربيع 2022"، والتي من المرتقب إجراؤها في مايو/أيار المقبل في لبنان، في ظلّ ضغط دولي لعدم تأجيلها ومخاوف شعبية من تطييرها.

وعادت الأجواء الإيجابية لتتسرّب إلى العلن من أوساطٍ عدّة مقربة إلى رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال عون ودائرة "حزب الله" و"حركة أمل" (يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري)، ولا سيما بعد موقف بري، أمس الثلاثاء، الذي دعا فيه إلى تشكيل حكومة هذا الأسبوع، وسط تكثيف المشاورات والاتصالات التي دخل على خطها النائب علي حسن خليل موفداً من بري، إضافة إلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، خصوصاً مع ظهور بوادر "قطيعة" بين عون وميقاتي، وفي ظلّ ما يحكى عن مخاوف لدى الأحزاب التقليدية من تفلت الوضع أمنياً أكثر وأكثر.

وتعمم أوساط ميقاتي أن "الرئيس المكلف لن يعتذر، وسيواصل جهوده حتى ولادة الحكومة، ولا سيما بعد تذليل غالبية العقد والاتفاق شبه النهائي على خريطة الحقائب الوزارية وأسماء الوزراء"، علماً أن ميقاتي، الذي كلِّف في 26 يوليو/تموز الماضي، كان قد أكد أن مهلة التشكيل لن تكون مفتوحة، قبل أن يبتعد عن هذا المبدأ مكرراً سيناريو سلفه سعد الحريري.

تفاصيل صغيرة

ويكشف عضو كتلة "التنمية والتحرير" (تمثل حركة أمل برلمانياً)، النائب قاسم هاشم، لـ"العربي الجديد"، أن "العقد بمجملها جرت مناقشتها ومقاربتها، وبقيت بعض التفاصيل الصغيرة التي يتم العمل على تجاوزها، خصوصاً على صعيد وزارات العدل بشكل أساسي، والداخلية، الشؤون الاجتماعية والاقتصاد".

ويؤكد هاشم أن "الحكومة ستكون مؤلفة من 24 وزيراً، والاتصالات تكثفت في الساعات الماضية وستستمرّ، ولا بدّ أن تثمر بولادة الحكومة أو تقود في حال فشلها إلى مزيدٍ من التعقيدات، ولكن رغم الإيجابية والتقدم الحاصل، إلا أن التفاؤل يبقى حذراً وقد تتبدّل الأمور في اللحظة الأخيرة والتجارب على ذلك كثيرة".

ويلفت إلى أن "دعوة رئيس البرلمان نبيه بري لتشكيل حكومة هذا الأسبوع تنطلق من حرصه على ضرورة لملمة الوضع بعدما ساءت الظروف كثيراً وكادت تقود البلد إلى توترات أمنية، ولإدراكه أهمية وجود حكومة بالظروف الراهنة ولمعطياتٍ يملكها طبعاً من خلال تعاطيه المباشر لتقريب وجهات النظر ونتائج الاتصالات".

دعم أميركي

ويجول وفد مجلس الشيوخ الأميركي، اليوم الأربعاء، على مسؤولين لبنانيين سياسيين وأمنيين لعرض الأوضاع العامة في البلاد وتداعيات الأزمة الاقتصادية على الشعب اللبناني والمؤسسة العسكرية.

ويلفت مصدرٌ دبلوماسي أميركي، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، إلى أن "واشنطن لن تترك اللبنانيين والجيش اللبناني الذي يحتاج اليوم وأكثر من أي وقتٍ مضى للدعم في ظلّ الظروف القاسية التي يمرّ بها، وهي ستدعم الحكومة الجديدة تبعاً للمسار الإصلاحي الذي ستسلكه".

ويشدد المصدر على أنّ "المسؤولين الأميركيين يحثون القادة في لبنان على تشكيل حكومة بأسرع وقتٍ ووضع خلافاتهم وحساباتهم الخاصة الشخصية جانباً، كما يحمّلونهم مسؤولية معاناة الشعب اللبناني والانهيار الاقتصادي غير المسبوق".

 

المساهمون