لبنان: أعضاء مجلس شيوخ أميركيون يحذّرون من استيراد وقود إيراني

02 سبتمبر 2021
المشرعون الأميركيون تلقوا وعوداً بتشكيل الحكومة قبل نهاية الأسبوع (تويتر)
+ الخط -

قال وفد من أربعة أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي يوم الأربعاء، إن أميركا تتطلع لمساعدة لبنان في التغلب على نقص الوقود الذي أصاب البلاد بالشلل، محذرين في الوقت ذاته من أن استيراد النفط الإيراني قد تكون له "عواقب وخيمة".
ودفع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون من أجل تشكيل فوري لحكومة لبنانية يمكن أن تبدأ بإصلاحات عاجلة، كما تعهدوا بدعم الجيش اللبناني المدعوم من الولايات المتحدة.
وشهدت قوات الجيش اللبناني انخفاضاً في قيمة الرواتب أكثر من 90 بالمائة، وسط انهيار الليرة اللبنانية جراء الأزمة الاقتصادية التي بدأت منذ ما يقرب من عامين.

 

وقال السيناتور كريس ميرفي من ولاية كونيتيكت للصحافيين في ختام زيارة إلى لبنان استغرقت يومين، إن الخطوة الأولى لمساعدة الشعب اللبناني هي تشكيل الحكومة، مشيرًا أن "لا عذر في أن القادة السياسيين في لبنان، رفضوا اتخاذ الخيارات الصعبة من أجل تشكيل الحكومة (...) حكومة يمكنها التفاوض مع صندوق النقد الدولي (...) حكومة يمكنها تمثيل الشعب اللبناني في علاقاته مع دول أخرى مثل الولايات المتحدة".
وخلال زيارة شملت اجتماعات مع الرئيس اللبناني ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء المكلف، قال المشرعون الأميركيون إنهم تلقوا وعوداً بتشكيل حكومة جديدة قبل نهاية الأسبوع.
وتأتي زيارة لبنان بعد أسبوعين من إعلان زعيم جماعة "حزب الله" أن ناقلة وقود إيرانية أبحرت باتجاه لبنان، وستتبعها ناقلات أخرى للمساعدة في تخفيف أزمة الوقود.
وتنتهك عملية التسلم التي نظمها "حزب الله" العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، بعد أن انسحب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية والذي أبرم عام 2018.
من جانبه، انتقد السناتور ريتشارد بلومنتال من ولاية كونيتيكت "حزب الله" ووصفه بأنه "منظمة إرهابية سرطانية خبيثة"، مضيفًا أنهم سمعوا "بشكل مقلق للغاية عن التأثير الإيراني السيئ وخاصة فيما يخص الوقود".
وأضاف بلومنتال أنه لا يوجد سبب يدعو لبنان للاعتماد على إيران لأن هناك الكثير من "مصادر الوقود الأخرى، بلا عواقب خطيرة محتملة للاعتماد على النفط الإيراني".
ولا حكومة في لبنان تعمل بكامل طاقتها منذ 10 أغسطس/ آب 2020 عندما استقالت حكومة رئيس الوزراء حسان دياب، بعد أيام من انفجار هائل في ميناء بيروت أدى إلى مقتل 214 على الأقل وإصابة نحو 6000 وإلحاق أضرار بأحياء بأكملها.

 

وتمت تسمية ثلاثة سياسيين لتشكيل حكومة منذ ذلك الحين، لكن الخلافات السياسية بين الجماعات المتنافسة أجبرت اثنين منهم حتى الآن على التنحي. وتم تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة في أواخر يوليو/تموز لكنه لم ينجح حتى الآن.
ويغرق لبنان في أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، حيث وصفها البنك الدولي بأنها واحدة من أشد الأزمات التي يشهدها العالم منذ خمسينيات القرن الماضي، إذ انهارت العملة المحلية مع نضوب الاحتياطيات الأجنبية لمصرف لبنان المركزي، ما أدى إلى نقص حاد في الأدوية والوقود والغاز.
واقترحت الولايات المتحدة أن تساعد واشنطن لبنان في الحصول على الكهرباء من الأردن وتسهيل تدفق الغاز المصري عبر الأردن وسورية إلى شمال لبنان.
وقال ميرفي إن عبور الوقود من خلال سورية من المحتمل أن يخضع لعقوبات يفرضها الكونغرس، لكنهم يعملون على حل هذه العقبة من خلال بحث "ما إذا كان بإمكاننا المساعدة في تسهيل ذلك العبور دون تطبيق العقوبات الأميركية."
وتابع ميرفي "آمل أن نتمكن من إيجاد طريقة لإنجاز ذلك دون أن تنطوي عليها عقوبات أميركية"، مضيفاً أن هذه ليست سوى واحدة من عدة طرق "نعمل بجد (من خلالها) لمحاولة إيجاد حل لأزمة الوقود".
وقال بلومنتال إن أعضاء مجلس الشيوخ يستكشفون طرقاً محددة للغاية لرفع الرواتب الحالية للقوات اللبنانية إلى المستوى الذي كانت عليه قبل الأزمة و"ربما أعلى"، دون أن يوضح كيف، لكنه قال إنهم سيناقشون الأمر لدى عودتهم الى الولايات المتحدة مع لجنة الخدمات المسلحة بالكونغرس.
وتابع "القوات المسلحة في هذا البلد هي الصمغ الذي يربط البلاد ببعضها في كثير من النواحي".

 

(أسوشييتد برس)