قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل للصحافيين، الاثنين، إنّ وزراء من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، لن يعقدوا اجتماعاً مع إيران على هامش الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم هذا الأسبوع، وهو الأمر الذي أكده المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، قائلاً إنّ عقد هذا الاجتماع "ليس على أجندتنا".
كان الدبلوماسيون يخططون مبدئياً لعقد اجتماع على المستوى الوزاري لأطراف الاتفاق النووي المبرم عام 2015 يوم الأربعاء على هامش الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال بوريل الذي يعمل منسّقاً للاتفاق النووي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة "يحدث ذلك في بعض السنوات .. ولا يحدث في بعض السنوات. الأمر ليس مدرجاً على جدول الأعمال". وأضاف، بحسب ما أوردته "رويترز"، أنّ "المهم ليس في عقد هذا الاجتماع الوزاري بل رغبة جميع الأطراف في استئناف المفاوضات في فيينا"، مشيراً إلى أنه سيلتقي بنظيره الإيراني الجديد حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الثلاثاء.
وقال بوريل إنه سيحثّ حسين أمير عبد اللهيان على استئناف المحادثات في أقرب وقت ممكن. وتابع "بعد الانتخابات طلبت الرئاسة الجديدة التأجيل من أجل إجراء تقييم شامل للمفاوضات وفهم أفضل لكل ما يتعلق بهذا الملف الحساس للغاية.. لقد مضى الصيف بالفعل ونتوقع استئناف المحادثات قريباً في فيينا".
يأتي ذلك بعدما ذكر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في وقت سابق الاثنين، أنّ القوى العالمية وإيران ستجتمع على الأرجح على هامش الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.
وقال لودريان، في مؤتمر صحافي، إنّ الاجتماع الذي سيضم كل الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 باستثناء الولايات المتحدة التي انسحبت منه، سيهدف إلى بناء "قوة دفع إيجابية" لاستئناف المفاوضات بعد توقفها في يونيو/حزيران الماضي.
وأضاف "نحن بحاجة إلى استغلال هذا الأسبوع لاستئناف هذه المحادثات. يجب أن تقبل إيران العودة في أسرع وقت ممكن من خلال تعيين ممثلين لها في المفاوضات".
لكن الرد جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، الذي قال إنّ عقد هذا الاجتماع "ليس على أجندتنا".
وفي تصريحات أوردها التلفزيون الإيراني، قال خطيب زادة إنه "سبق أن أعلن وزراء خارجية عن رغبتهم في عقد هذا اللقاء"، مؤكداً أن "لا اجتماع مشتركاً" حول الاتفاق النووي على هامش اجتماعات الجمعة العامة للأمم المتحدة في نيويورك والتي يشارك فيها عبد اللهيان على رأس وفد إيراني.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أنّ عبد اللهيان سيعقد لقاءات ثنائية ومنفصلة مع وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتفاق النووي وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا و"سيناقش الاتفاق النووي" معهم.
من جهته، نشر عبد اللهيان تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" كتب فيها أنه خلال زيارته لنيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومكوثه فيها لأربعة أيام، سيجري لقاءات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ورئيس الجمعية العامة عبدالله شاهد، وبوريل ولودريان ووزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس.
Arrived in NY to take part in the 76th #UNGA. A busy week ahead w around 50 planned meetings & events, incl. separate bilats w UNSG, President of UNGA, EU FP High Rep., and my counterparts from different countries.
— H.Amirabdollahian امیرعبداللهیان (@Amirabdolahian) September 20, 2021
Will outline our balanced, active, and smart foreign policy.
وكشف التلفزيون الإيراني، السبت، عن احتمال عقد وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتفاق النووي اجتماعاً على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
والدول الأعضاء الباقية بالاتفاق النووي المعروفة بمجموعة 4+1 هي الصين وروسيا وإيران وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، بعد الانسحاب الأميركي منه.
وكانت المفاوضات قد تعثرت في يونيو/حزيران الماضي، بعد طلب طهران وقفها بحجة انتقال السلطة التنفيذية من الرئيس السابق حسن روحاني إلى الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي.
وسبق أن كشفت مصادر إيرانية عن أنّ انسدادات تواجه المفاوضات، على خلفية ربط واشنطن الاتفاق في فيينا بموافقة إيران على مواصلة المفاوضات حول برنامجها الصاروخي وسياساتها الإقليمية، وهو ما ترفضه طهران.
وخاضت إيران والولايات المتحدة ستّ جولات من مباحثات فيينا بشكل غير مباشر، بمشاركة أطراف الاتفاق (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) منذ إبريل/نيسان الماضي، والجولة السابعة تواجه حالة غموض، ولم يتم تحديد موعدها بعد. وتهدف المفاوضات إلى إحياء الاتفاق النووي عبر عودة واشنطن إليه من خلال رفع العقوبات المفروضة على إيران، مقابل عودة الأخيرة إلى التزاماتها النووية.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قد أكد، الجمعة، خلال لقائه رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، على هامش قمة شنغهاي في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، أنّ بلاده تبحث عن "مفاوضات مثمرة"، مضيفاً: "لا نريد التفاوض لأجل التفاوض". وشدد رئيسي على القول: "نريد مفاوضات تؤدي إلى نتيجة وحلّ القضية".