لافروف: عودة سورية إلى الجامعة العربية تتخذ ديناميكية إيجابية

21 فبراير 2022
أكد لافروف على أهمية تقديم مساعدة دولية لدمشق لإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاع(Getty)
+ الخط -

شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة ترتيب حوار بناء بين الأطراف السورية خاصة في إطار اللجنة الدستورية، قائلا: "أولينا الاهتمام الأساسي لبحث مهمات تحقيق التسوية الشاملة للأوضاع حول سورية بناء على القاعدة المتينة المتمثلة في القرار (2254) لمجلس الأمن". وأشار لافروف إلى أن "عملية عودة سورية إلى الجامعة العربية تتخذ ديناميكية إيجابية".

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري، فيصل المقداد، عقب لقاء بينهما، اليوم الإثنين، في العاصمة الروسية موسكو.

وبحسب قناة روسيا اليوم، قال لافروف خلال المؤتمر: "إننا ننطلق من ضرورة ترتيب حوار بناء بين الأطراف السورية خاصة في إطار اللجنة الدستورية، والقيام بذلك بشكل ممنهج دون صرف الانتباه إلى التفاهات"، مضيفاً أن "التركيز على النقطة الأكثر أهمية والتي تكمن في حديث مباشر بين الأطراف السورية مع حضها على التوصل لتوافق بشأن قضية الإصلاح الدستوري دون التدخل من الخارج ودون تحديد أي أطر زمنية مصطنعة".

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أنه بحث مع نظيره السوري "الأوضاع الإنسانية الخطيرة جداً في سورية"، قائلاً: "نحن متفقون على أن الأهمية الأساسية تتمثل خلال المرحلة الراهنة في تقديم مساعدة دولية لدمشق لأغراض إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاع بما لا يشمل الرد في المجال الإنساني فحسب وإنما كذلك تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار المبكرة للبنية التحتية الاجتماعية الاقتصادية"، معتبراً أن ذلك "ما يقضي به القرار 2585 الذي أقره بالإجماع مجلس الأمن".

واستنكر لافروف "العقوبات غير القانونية أحادية الجانب على سورية، التي تم فرضها من قبل الغرب وتؤدي إلى مزيد من المعاناة بالنسبة للشعب السوري"، مضيفا "هذه الإجراءات التقييدية، وخاصة في زمن جائحة عدوى فيروس كورونا، غير طبيعية".

وتابع وزير الخارجية الروسي "نحن بالطبع أكدنا تصميمنا على مواصلة جهودنا وجهود من يلتزم بالموقف المشترك معنا لتعبئة دعم المجتمع الدولي لإعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم"، متهماً "الدول الغربية بعرقلة عملية إعادة اللاجئين".

وزعم لافروف أن "الجانب الروسي قلق من التهديد الإرهابي النابع عن مناطق البلاد التي لا تخضع لسيطرة الحكومة"، لافتاً إلى أن "الهجوم الجريء لمسلحي داعش على سجن الحسكة في يناير هذا العام أصبح مثالا واضحا لمدى تدهور الأوضاع في المجال الأمني في منطقة الضفة الشرقية لنهر الفرات".

وأشار لافروف إلى أن "بلاده تستنكر بشدة الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية"، محذراً أن "مثل هذه الإجراءات قد تؤدي لتصعيد حاد في المنطقة بأسرها".

بدوره، قال المقداد إن "الغارات الإسرائيلية التي تستهدف سورية ليس فقط تخالف قرارات مجلس الأمن، وإنما أيضا تؤدي إلى تفاقم الوضع في المنطقة"، معتبراً أن "الاعتداءات الإسرائيلية لا مبرر لها على الأرض"، محذراً من "مغبة استمرارها"، قائلاً لـ "إسرائيل كفى لأننا قادرون على أن نرد الصاع صاعين".

وتابع المقداد، خلال المؤتمر الصحافي "ناقشنا العقوبات التي يفرضها الغرب على سورية والتي تحرم المواطن السوري من خيرات بلده"، مضيفاً "نواجه احتلال تركيا لإدلب والدعم الذي تقدمه للجماعات الإرهابية". 

وكان المقداد قد وصل موسكو أمس الأحد، وأجرى اجتماعا مع رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، ليونيد سلوتسكي، في حين أعلنت الخارجية الروسية، قبل أمس السبت، عن عقد لقاءات مع وزير خارجية النظام في سورية فيصل المقداد، والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسن، في العاصمة موسكو خلال الأيام المقبلة.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف قد أكد، اليوم الإثنين، في تصريح لوكالة "نوفوستي" الروسية، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيشارك في الاجتماع الوزاري الثلاثي للدول الضامنة (إيران، وتركيا، وروسيا) بـ "صيغة أستانة" بشأن سورية في مدينة أنطاليا التركية، في 11- 13 آذار/ مارس المقبل.

"الائتلاف": تصريحات لافروف خروج عن السياق الدولي

من جهته، قال عبد المجيد بركات، وهو عضو "الهيئة السياسية" لدى "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، في حديث لـ "العربي الجديد"، إنه "لا يمكن وصف تصريحات لافروف إلا بأنها خروج عن السياق الدولي للحل، والخروج عن القرارات الدولية"، مؤكداً أن "كل القضايا التي طرحها من عودة اللاجئين، وإعادة إعمار، وعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، كُلها قضايا في الأساس منتج للعملية السياسية لا تسبق العملية السياسية".

وأضاف بركات: "عندما تُطبق العملية السياسية بشكلٍ كامل، وعندما يطبق القرار الدولي 2254 بشكلٍ كامل، ويكون هناك تقدم في العملية السياسية التي تُفضي في النهاية إلى التغيير السياسي في سورية، حينها يبدأ الحديث عن عودة اللاجئين وإعادة الإعمار وما إلى ذلك، وحتى إعادة العلاقات وإعادة سورية إلى جامعة الدول العربية".

واعتبر عضو الائتلاف أن "الحديث عن مخرجات قبل بدء العملية السياسية، هو خروج واضح عن السياق الدولي للحل"، مُشيراً إلى "محاولة ومماطلة وتعطيل لكافة الجهود الدولية التي تُبذل في سبيل تطبيق القرار الدولي".

وتابع بركات: "أكدنا نحن مراراً للمبعوث الدولي ولكل الدول الفاعلة في الملف السوري، أنه لا يوجد حل إنساني لقضايا سياسية. ما يتحدث عنه لافروف من رفع عقوبات، وإعادة إعمار، وعودة اللاجئين، وكل هذه القضايا مُهمة، ولكن لا يمكن أن يتم استغلالها من قبل النظام وروسيا وحلفائها من أجل تعطيل العملية السياسية"، مؤكداً أن "الحل في سورية هو حل سياسي، وكل ما عدا ذلك هي قضايا ناتجة عن إنجاز العملية السياسية".

المساهمون