استمع إلى الملخص
- تصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن بعد انسحاب الأخيرة من معاهدة الحد من الصواريخ النووية متوسطة المدى في 2019، وتخطيطها لنشر صواريخ طويلة المدى في ألمانيا بحلول 2026.
- المعاهدة الموقعة في 1987 بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي كانت تهدف للحد من الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، لكن انتهت بمبادرة من واشنطن.
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية نُشرت اليوم الأحد، إن بلاده ستتخلى عن مقترح لتعليق نشر صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى مع بدء الولايات المتحدة نشر مثل تلك الأسلحة، وأضاف: "نقوم بتقييم الوضع على أساس تحليل الإجراءات المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على الصعيد الاستراتيجي، وبالتالي، تطور التهديدات الناجمة عنها".
وتابع لافروف قائلاً: "اليوم، من الواضح، على سبيل المثال، أن مذكرة التعليق المؤقت لأنشطة نشر الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى لم تعد صالحة عملياً ويجب التخلي عنها"، موضحاً: "الولايات المتحدة تجاهلت بعجرفة تحذيرات روسيا والصين، وتحركت عملياً بالفعل لنشر صواريخ من هذا النوع في مناطق عدة من العالم". وانسحبت واشنطن من معاهدة تتعلق بالحد من نشر القوة النووية متوسطة المدى في 2019، وقالت روسيا منذ ذلك الحين إنها لن تنشر مثل تلك الأسلحة بشرط عدم قيام واشنطن بذلك.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر، في يوليو/تموز الماضي، الولايات المتحدة من أن روسيا ستتوقف عن تنفيذ وقف اختياري من جانب واحد لنشر أسلحة هجومية متوسطة وقصيرة المدى على خلفية خطط لنشر أنظمة صواريخ أميركية طويلة المدى عالية الدقة على أراضي ألمانيا اعتباراً من عام 2026، وأكد بوتين أن بلاده "ستكون في حلّ من الوقف الأحادي المفترض سابقاً لنشر الأسلحة الهجومية متوسطة وقصيرة المدى، بما في ذلك زيادة قدرات القوات الساحلية لبحريتنا". وتأجج التصعيد بين موسكو وواشنطن بعد الكشف عن اتفاق بين الولايات المتحدة وبرلين على نشر الصواريخ الأميركية في ألمانيا في عام 2026، "ذات مدى أطول بكثير" من تلك المنتشرة حالياً في جميع أنحاء أوروبا. وأوضح بيان صدر عن الطرفين أن عمليات نشر الصواريخ الأميركية في ألمانيا ستكون بمثابة تحضير "لنشر دائم لهذه القدرات في المستقبل"، وأن الأسلحة ستشمل في النهاية صواريخ "إس إم 6" غير النووية وصواريخ توماهوك كروز وأسلحة فرط صوتية متطورة.
وانسحبت الولايات المتحدة بقرار من إدارة دونالد ترامب السابقة من المعاهدة في الثاني من فبراير/ شباط 2019، وفي الثاني من أغسطس/ آب 2019، لم تعد معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى موجودة. وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن المسؤولية عن إنهاء الاتفاقية، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في الثاني من أغسطس 2019، أن معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى الموقعة بين روسيا والولايات المتحدة انتهت بمبادرة من واشنطن نفسها.
وكانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي أبرما معاهدة القوى النووية متوسطة المدى في نهاية عام 1987. وبموجب الاتفاقية، التزم الطرفان بالحدّ من الأنظمة الباليستية قصيرة المدى (من 500 إلى ألف كيلومتر)، ومتوسطة المدى (من ألف إلى 5.5 آلاف كيلومتر)، وبعدم إنتاج مثل هذه الأسلحة في المستقبل. وتحظر المعاهدة على الجانبين نشر منصات صواريخ قصيرة أو متوسطة المدى تطلق من البر في أوروبا. وتُلزم المعاهدة الولايات المتحدة وروسيا بتفكيك الصواريخ النووية والتقليدية قصيرة ومتوسطة المدى، ملغية فئة كاملة من الصواريخ يراوح مداها بين 500 و5 آلاف كيلومتر.
(رويترز، العربي الجديد)