رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن حركة "طالبان" الأفغانية اعتبرت نفسها "متحررة" من الالتزام بتشكيل حكومة وفاق وطني، بسبب تأخر انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.
وقال لافروف، في مقابلة مع قناة "روسيا 24" الحكومية الروسية، اليوم الاثنين: "بحسب تقديرات بعض المحللين السياسيين الأميركيين، فإن ذلك حدث بسبب تجاوز واشنطن الفترة المتفق عليها لسحب القوات. اعتبرت (طالبان) نفسها متحررة من التزامات تشكيل حكومة وفاق وطني".
وأكد لافروف أن موسكو كانت تدرك أن الوضع في أفغانستان "يسير نحو هذا المآل، طالما يحاول الأميركيون إنجاز الاتفاقات بين الأفغان بهذا الشكل"، مضيفاً: "كان يتم عمل ذلك من دون مهارة عالية. لا أخفي تقديري".
وشكك في جدوى الاتفاقات التي جرى التوصل إليها بين "طالبان" وأميركا في الدوحة، في بداية عام 2020، من دون مشاركة الرئيس السابق أشرف غني، قائلاً إنها "أثارت، من جانب، أملاً في أن (طالبان) قبلت الاتفاقات، ولكن كانت هناك من جانب آخر تقديرات مشككة كثيرة، لأن (طالبان) وافقت على إقامة هيئات مشتركة للسلطة مقابل السحب الكامل لجميع القوات الأجنبية بحلول تاريخ محدد، وهو 1 مايو/أيار من العام الجاري".
وتابع: "كان الرئيس السابق غني غاضباً من ذلك بشدة، لأنه كان يدرك أنه في حال الوفاء بالاتفاق، فإنه سيضطر لتقاسم السلطة. وفي جميع السيناريوهات ما كان له أن يبقى الشخص الأول في الحكومة الأفغانية الجديدة، ولذلك كان يبذل قصارى جهده لفرملة هذه العملية. نتيجة لذلك، تأخر الأميركيون".
وكانت موسكو قد استضافت، في النصف الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أول جولة من المحادثات الأفغانية في ما يعرف بـ"إطار موسكو"، بعد سيطرة "طالبان" على السلطة في منتصف أغسطس/آب الماضي.