استمع إلى الملخص
- التقى لازاريني مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، حيث تم بحث أهمية استمرار عمل أونروا في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين.
- نفذت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان اعتصاماً أمام مكتب أونروا في بيروت، مطالبين بتحسين خدمات الوكالة، وأكد حزب الله على جاهزيته لمواجهة أي تهديدات إسرائيلية.
شدّد المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني من بيروت، على ضرورة أن "نكون دائماً متحضّرين للأسوأ"، منبّهاً من أن "الوضع بالفعل مثيرٌ للقلق". ويجول لازاريني على المسؤولين اللبنانيين في زيارة إلى العاصمة بيروت انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، وتستمرّ يومين لمناقشة التطورات في المنطقة، ولا سيما الحرب الإسرائيلية على غزة، والمواجهات العسكرية الدائرة على جبهة لبنان الجنوبية، والتي تتخذ في الفترة الأخيرة مساراً تصاعدياً، يُنذر بتوسّع رقعة المعركة، خصوصاً مع تراجع مؤشرات التوصّل إلى حلّ دبلوماسي سياسي لوقف إطلاق النار.
وتأتي جولة لازاريني في لبنان على وقع ارتفاع لغة التحذيرات الدولية من سيناريو الحرب الشاملة، وانعكاساته الكارثية على المنطقة، خصوصاً مع تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وفشل الحراك الدولي في تهدئة الجبهات، وآخرها، زيارة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، والتي خرجت عنها أجواء سلبية، في ظلّ إصرار المسؤولين الإسرائيليين على أنّ "الطريقة الوحيدة المتبقية من أجل إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، ستكون من خلال عملية عسكرية".
وقال لازاريني، بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، صباح اليوم الثلاثاء: "ناقشنا في عمق الأوضاع في المنطقة، والأزمة الدراماتيكية في غزة وفي الضفة الغربية، وأيضاً النزاع الذي يتوسّع هنا في لبنان، وناقشنا أيضاً أثر هذا التوتر بين إسرائيل ولبنان، ونعرف أنّ عدداً كبيراً من السكان نزح سواء في شمال إسرائيل أو في جنوب لبنان"، مشدداً على "أننا دائماً يجب أن نكون متحضّرين للأسوأ، مع أننا كلنا أمل ألا يحصل هذا الأسوأ، فالوضع بالفعل مثير للقلق". وأشار إلى "أننا ناقشنا وتحدثنا عن وضع وكالة أونروا التي تواجه هجمات دائمة، إذ هناك دعوات لتفكيكها، وحتى هناك ضغوط تمارس من قبل الكنيست الإسرائيلي بهذا الاتجاه، ويكاد لا يمرّ يوم من دون أن تُستهدف منشآت أونروا أو موظفوها أيضاً داخل غزة".
لبنان يستبعد الاجتياح البري الإسرائيلي
في الإطار، قال مصدرٌ مقرّبٌ من بري لـ"العربي الجديد"، إنّ "اللقاء تناول الأوضاع في المنطقة وغزة والجنوب اللبناني، وأوضاع وكالة أونروا، مع التشديد على ضرورة استمرار عملها في لبنان"، مشيراً إلى أنّ "هناك دعوات دولية للتهدئة ووقف إطلاق النار، لكن المساعي ليست جدية بالشكل المناسب لحصول ذلك، وكان هناك تأكيد من بري على أن لبنان لا يريد الحرب، لكنه في الوقت نفسه سيقوم بكل ما يلزم للدفاع عن أراضيه بوجه العدو، وهو قادرٌ على ذلك".
وأضاف المصدر: "تلقينا بعض الأنباء عن زيارة هوكشتاين ولقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين، التي يبدو أنها لم تخرج بأجواء إيجابية، وسبق للمبعوث الأميركي أن زار بيروت أكثر من مرة، وسمع الكلام نفسه بأولوية وقف العدوان على غزة، وتطبيق القرارات الدولية على رأسها القرار 1701"، مشيراً إلى أنّه "رغم التهديدات الإسرائيلية الأخيرة التي مرّت عليها قرابة السنة، بيد أننا لا نزال نستبعد الهجوم البري الواسع، خصوصاً أن العدو يعلم تماماً أن لبنان ليس غزة، وسلوك هكذا خيار سيكون مكلفاً عليه".
وتضمّنت جولة لازاريني لقاءه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إذ جرى عرضٌ لأوضاع الوكالة والمساعدات التي تقدّمها للاجئين الفلسطينيين.
إستقبل رئيس الحكومة #نجيب_ميقاتي المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين-للأونروا فيليب لازاريني. وشارك في اللقاء مديرة شؤون الأونروا في #لبنان دوروثي كلاوس ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني الدكتور باسل الحسن.
— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) September 17, 2024
وجرى عرض لاوضاع الوكالة والمساعدات… pic.twitter.com/fUmNM43Kn4
كذلك، استقبل وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب لازاريني، وعرض معه لـ"واقع الوكالة الأممية والتحديات المالية التي تواجه دورها في تلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والمنطقة، وخصوصاً في ظل محاولات إسرائيل المستمرة لتقويض عملها"، بحسب بيان للخارجية. وشدد بو حبيب على "أهمية استمرار أونروا بمهامها وبالخدمات التي تقدّمها، ولا سيما في مجالي التعليم والصحة، لأن ذلك يُعدّ استثماراً في مستقبل أفضل للاجئين الفلسطينيين"، معتبراً أنّ "غياب أونروا يعني عملياً دفع هؤلاء نحو التطرف والعنف، بدل السعي إلى تحقيق طموحاتهم وأحلامهم بحياة كريمة".
إلى ذلك، قال بو حبيب إنه "بحث اليوم مع بري التصعيد الإسرائيلي والتهديدات والتسريبات الإسرائيلية الأخيرة حول نية إسرائيل القيام بعملية عسكرية واسعة على لبنان، وقد توافقنا بأنّ هذه التصريحات والتهديدات لا تفيد أجواء التهدئة وخفض التصعيد التي نعمل عليها، كما أنها تزيد الأمور تعقيداً لجهة إمكانية عودة المهجرين والنازحين على جانبي الحدود إلى قراهم". وأضاف بو حبيب: "يبقى الطريق الأفضل لتحقيق العودة وإعادة الهدوء والاستقرار إلى الجنوب هي من خلال تطبيق القرار 1701 والمساعي الدبلوماسية التي تقوم بها بعض الدول".
وبالتزامن مع جولة لازاريني، نفذت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان اعتصاماً أمام المكتب الرئيسي لوكالة أونروا في بيروت، رفضاً للإجراءات التي تتخذها الوكالة بحق الموظفين، ولمطالبتها بتحسين خدماتها وتقديماتها بمختلف أنواعها، خصوصاً الصحية منها والتربوية والإغاثية.
حزب الله: كل التهديدات والتهويل علينا بالحرب لن تخيفنا
وضمن مواقف حزب الله اليوم، أكد نائب رئيس مجلسه التنفيذي علي دعموش أنّ "كل التهديدات والتهويل علينا بالحرب لن تخيفنا، ونحن لا نخشى الحرب، وأي حماقة يمكن أن يرتكبها هذا العدو سيتحمّل كل المسؤولية عنها، علماً أنهم يقولون عن أي حرب مع لبنان إنها لن تكون نزهة، وهناك تحذيرات للصهاينة من أن أي حرب مع لبنان ستكون كارثة على الكيان". وجدّد دعموش تأكيده أنّ "المقاومة في لبنان على أتم الجهوزية والاستعداد لمواجهة أي حماقة يمكن أن يرتكبها العدو الصهيوني في حق بلدنا وأهلنا، ولن يخرج من أي حرب إلا مهزوماً بإذن الله تعالى"، مشدداً على "أننا لن نقف مكتوفي الأيدي، وسنستخدم كل ما يمكن أن يجعلنا قادرين على مواجهة هذا العدو والتغلب عليه، وتحقيق نصر جديد".