- يشهد السباق الانتخابي تنافسًا بين مرشحين بارزين، بما في ذلك عبد العالي حساني وجيلالي سفيان، مما يعكس تنوع الخيارات السياسية أمام الناخبين الجزائريين.
- تستعد الأحزاب لاستخدام فترة الحملة الدعائية المدتها 21 يومًا لتعزيز خطابها السياسي وقواعدها الحزبية، في ظل تغيرات وطنية ودولية، مؤكدة على ضرورة تحقيق تحول ديمقراطي يلبي تطلعات المجتمع.
بدأت خريطة مرشّحي الانتخابات الرئاسية الجزائرية، المقررة في 7 سبتمبر/ أيلول 2024، تتوضّح أكثر فأكثر، بعد إعلان مزيد من الشخصيات السياسية ترشّحها للانتخابات، وحسم بعض الأحزاب مواقفها من المشاركة فيها، ما يسمح برسم معالم خريطة انتخابية تضم ستة أسماء.
وصوتت اللجنة المركزية لحزب العمال بالإجماع، أمس الأحد، على لائحة قرّرت مشاركة الحزب في الانتخابات وتقديم مرشّحه فيها على أساس برنامجه وأهدافه الخاصة، بعد مقاطعة سياسية كان قد اتخذها الحزب في ثلاثة استحقاقات انتخابية سابقة بعد الحراك الشعبي: الاستفتاء على الدستور نهاية 2020، والانتخابات النيابية عام 2021، والانتخابات المحلية في العام نفسه. وبرّر الحزب تغيير موقفه من المسار الانتخابي بـ"التطورات والقضايا الوطنية والدولية والإقليمية" التي تتزامن مع الرئاسيات المقبلة، وواجب الحزب في "تحمّل مسؤوليته السياسية الكاملة".
ويقدّم الحزب، في 11 مايو/ أيار المقبل، خلال دورة المجلس الوطني، مرشّحته للرئاسة، وهي الأمينة العامة لويزة حنون، التي سبق لها أنّ ترشّحت في ثلاث استحقاقات رئاسية: 2004، و2009، و2014، وأعلن الحزب، في بيان صدر الأحد، أنه سيناقش الشهر المقبل تفاصيل الحملة الانتخابية ومضمونها السياسي وعملية جمع التوقيعات، لكنه شدد "على"ضرورة توفير الظروف الملائمة لتعبّر كل مكوّنات المجتمع عن تطلّعاتها وآمالها وليمارس الشعب احتكامه الحر، ولبعث تحوّل ديمقراطي مؤسساتي للتحرّر من بقايا ورواسب نظام الحزب الواحد، التي ما زالت تعيق تشييد صرح ديمقراطي بمضمونه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي".
وحنون ثالث من أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة، بعد القاضية السابقة ورئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي زبيدة عسول، التي كانت أعلنت مبكراً الترشح، إذ تراهن على كتلة من نشطاء الحراك الشعبي والقوى التقدّمية لدعمها خلال جمع التوقيعات أو خلال كامل المسار الانتخابي، إضافة إلى المساعد السابق لوزير الخارجية ورئيس حزب التحالف الجمهوري بلقاسم ساحلي، الذي يستفيد من دعم تكتل سبعة أحزاب فتية. إضافة إلى الرئيس عبد المجيد تبّون.
ستة مرشّحين في الانتخابات الرئاسية
وسيعلن تبّون عن ترشّحه مباشرة بعد استدعائه الهيئة الناخبة رسمياً في 8 يونيو/حزيران المقبل، وستشهد خريطة الانتخابات الرئاسية في الفترة المقبلة بروز ثلاثة مرشحين آخرين، أولهم رئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني، إذ يجري الحزب في الوقت الحالي سلسلة لقاءات تشاورية مع القيادات المحلية للحزب والنخب السياسية المستقلة، قبل إعلان قرار تقديم مرشّح خلال اجتماع مجلس الشورى، وتدخل الحركة الانتخابات الرئاسية بمرشّحها للمرة الأولى منذ انتخابات عام 1995.
مرشّح آخر من المرجّح أن يخوض السباق الانتخابي هو رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان، الذي بدأ قبل مدة لقاءاتٍ حواريةً في الولايات، وكان قد انتقد قبل مدة قصيرة الحصيلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للرئيس عبد المجيد تبّون، وطالبه بعدم الترشح إلى ولاية رئاسية ثانية. إضافة إلى مرشّح سادس محتمل هو رئيس حزب صوت الشعب لمين عصماني، ممثلاً للتيار الوطني في الانتخابات المقبلة. ويعتمد عصماني، في حال حُسم الموقف لصالح ترشّحه، على كتلة من المنتخبين أعضاء المجالس المحلية لجمع 600 توقيع مطلوبة للترشّح، من دون الاضطرار إلى جمع 50 ألف توقيع من الناخبين.
ويدخل في حسابات قادة الأحزاب المرشّحين للانتخابات الرئاسية المقبلة استغلال الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية، التي تدوم 21 يوماً، لنشر خطابهم السياسي، وتنشيط قواعدهم الحزبية وتعزيز هياكلها، واستقطاب النخب المحلية، تحسباً للانتخابات النيابية التي قد تجرى في الربيع لقادم، بحسب أوساط سياسية، وهي انتخابات تتعزّز معطياتها مع الحاجة إلى استبدال برلمان جديد، يستوعب متغيرات المواقف في الساحة السياسية الجزائرية، بالبرلمان الحالي، الذي تشكّل في ظرف أزمة الحراك الشعبي، خاصة بعد مراجعة قوى وأحزاب سياسية مواقفها من المسار الانتخابي بعد مقاطعته بعد 2019.