كشفت وثائق رُفعت السرية عنها، الجمعة، أن أقدم محاولة معروفة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) الأميركية لاغتيال أحد قادة الثورة الكوبية، راوول كاسترو، تعود إلى 1960 عندما عرض عميل للوكالة عشرة آلاف دولار على طيار من أجل "ترتيب حادث" في طريق عودة كاسترو من براغ إلى هافانا.
وتفيد الوثائق التي نشرها أرشيف الأمن القومي بأن الطيار الذي يُدعى خوسيه راوول مارتينيز الذي جندته وكالة الاستخبارات المركزية، طلب في المقابل أن تتكفل الولايات المتحدة بالتعليم الجامعي لنجليه إذا مات في أثناء العملية، وقد وافقت وكالة الاستخبارات على ذلك، حسب وثائق معهد أبحاث أرشيف الأمن القومي الذي يتخذ من واشنطن مقراً له.
لكن بعدما أقلع مارتينيز إلى براغ، تلقى مكتب الـ"سي آي إيه" في هافانا أمراً بإلغاء المهمة من دون أن يتمكن من الاتصال بالطيار، وعند عودته، أشار الطيار إلى أنه "لم يتمكن من ترتيب الحادث الذي جرى البحث فيه".
وقال المحلل في أرشيف الأمن القومي بيتر كورنبلو، لوكالة "فرانس برس"، إن "هذه الوثائق تذكرنا بفصل مظلم ومشؤوم في العمليات الأميركية ضد الثورة الكوبية". وأضاف: "مع اقتراب نهاية حقبة كاسترو رسمياً، فإنه يبقى لدى السياسيين الأميركيين فرصة للتخلي عن هذا الماضي والمشاركة في مستقبل كوبا ما بعد كاسترو".
وتحدى فيدل كاسترو الذي تولى السلطة في 1959 أحد عشر رئيساً أميركياً، ونجا من العديد من المؤامرات لاغتياله (638 محاولة حسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية)، وكذلك من محاولة فاشلة لإنزال كوبيين في المنفى مدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية في خليج "الخنازير" في جنوب الجزيرة في نيسان/ إبريل 1961.
خلال أيام، لن يكون أي من أفراد عائلة كاسترو في السلطة في كوبا، إذ سينهي مؤتمر الحزب الشيوعي، الذي بدأ أمس الجمعة، ستة عقود من حكم الأخوين اللذين حل محلهما الآن جيل جديد.
وسيسمح تقاعد راوول، الذي سيبلغ قريباً 90 عاماً، وسلّم الشعلة للرئيس ميغيل دياز-كانيل (60 عاماً)، بطيّ صفحة تاريخية للجزيرة وسكانها الذين لم يعرفوا أي أسرة حاكمة أخرى غير عائلة الثائرين.
(فرانس برس)