"كتيبة جنين" تتحدى نتنياهو بظهور مسلّح: نحن بخير ولن نلقي السلاح

09 سبتمبر 2024
عرض عسكري لكتيبة جنين بعد انسحاب جيش الاحتلال، 8 سبتمبر 2024 (إكس)
+ الخط -

بمشاركة أكثر من خمسين مقاوماً، نظمت "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي ليل الأحد، استعراضاً عسكرياً جاب شوارع وأزقة مخيم جنين شمال الضفة الغربية، تحدياً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أول ظهور علني عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على مدينة ومخيم جنين، الذي حمل اسم "المخيمات الصيفية" وأسفر عن استشهاد عدد من الفلسطينيين، من بينهم مقاومون، وإحداث دمار هائل في البنية التحتية.

وعقب ذلك، أدى المسلحون واجب العزاء بالشهداء الذين استشهدوا خلال العملية العسكرية في باحة نادي مخيم جنين بحضور ذويهم، قبل أن يلقي أحدهم كلمة أكد فيها أن "كتيبة جنين" بخير، وأن ادعاءات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة جيشه بالقضاء على الكتيبة كاذبة وباطلة، وهي محاولة لخداع الرأي العام الإسرائيلي. وأوضح أن الكتيبة بالتنسيق الكامل مع كل فصائل المقاومة في جنين، عملت على قلب رجل واحد، وصنعت المعجزات، ووجهت ضربات قاتلة لجيش الاحتلال الذي أقر بمقتل وإصابة عدد من جنوده، مشيراً إلى أنه يتحدى الاحتلال أن يكشف عن الخسائر الحقيقية التي لحقت به.

وأشار المتحدث باسم كتيبة جنين إلى أنهم على العهد الذي قطعوه على أنفسهم أمام الله والشعب الفلسطيني، ألا يلقوا السلاح حتى دحر الاحتلال الإسرائيلي، ليقاطعه الحضور بالهتافات والتكبير. وأدى المقاومون القسم وهم يرفعون السبابة إلى السماء، مؤكدين أنهم سيستمرون في مواجهة الاحتلال وحماية المخيم مهما بلغت التضحيات. وكان أحد قادة "كتيبة جنين"، ويدعى أبو عصام، قد أكد أن المقاومة في مدينة جنين ومخيمها، وبلداتها وقراها، ما زالت قوية، وقادرة مجدداً على صد العدوان الإسرائيلي في حال فكر الاحتلال بالعودة لاجتياح جنين، "الذي انسحب بعدما فشل في النيل من مقاومينا ومن صمود شعبنا، الذي أفشل مخطط التهجير".

وفي تصريحات للصحافيين عقب انسحاب الاحتلال الإسرائيلي، أوضح أبو عصام" أن "عناصر الكتيبة ومن ساندهم من بقية فصائل المقاومة، عملوا بروح وحدوية، واشتركوا في توجيه ضربات قاتلة للاحتلال، من خلال الاشتباكات المسلحة وتفجير العبوات ونصب الكمائن"، مشيراً إلى أن الاحتلال اعترف بضراوة المقاومة، وأقر بمقتل وإصابة عدد من جنوده، ولكنه سيعترف لاحقاً بحجم خسائره الكبيرة. ولفت إلى أن "جنين منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وتحديداً عقب معركة سيف القدس عام 2021، وهي تعيش معاناة مستمرة نتيجة الهجمات المتكررة من قوات الاحتلال".

وقال: "هم لم يتركونا حتى نعود إلى حياتنا الطبيعية، منذ ثلاث سنوات ونحن نعيش في هذه المعاناة، الآن يأتون ويرحلون ويفعلون ما يريدونه، وليست لدينا مشكلة في ذلك، منّا من يذهب شهيداً، ومنهم من يذهب إلى النار". وأكد أبو عصام أن كتيبة جنين تواصل العمل على الرغم من الظروف الصعبة، وقال: "نحن اليوم لا نستطيع مواجهتهم بشكل مباشر، بل نتعامل بأسلوب الكر والفر، حيث يصيد كل منا الآخر". وفي تعليقه على عملية الاحتلال الأخيرة في مخيم جنين، أشار إلى أن "هم آذونا، ونحن آذيناهم. فشلهم كان ذريعاً في ما فعلوه في الشوارع، وقد اعترفوا بما حدث لهم. أما نحن، فقد نجحنا في الكمين".

ولقي ظهور الكتيبة غضباً من طرف الإعلام الإسرائيلي، حيث حرّض مراسل القناة 14 على مخيم جنين في أعقاب نشر صورة المقاومين، وطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي بالعمل فوراً هذه الليلة. وقال: "هكذا ظهر النادي الإرهابي في جنين هذا المساء، حيث يفترض أننا نقوم بعملية المخيمات الصيفية أحيراً، لا توجد قوة جوية للقصف، ولا توجد قوات برية للدخول والقضاء عليهم". واستمر اجتياح مدينة ومخيم جنين عشرة أيام، استشهد خلالها 21 فلسطينياً، بينما دمّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشوارع والبنية التحتية، بالإضافة إلى منازل ومحال تجارية، وأحرقت أخرى.

المساهمون