أعلنت "كتائب شهداء الأقصى" الذراع العسكرية لحركة "فتح"، مساء اليوم الثلاثاء، عن النفير العام في الضفة الغربية، رداً على استشهاد القيادي الفتحاوي الأسير ناصر أبو حميد نتيجة الإهمال الطبي ومعاناته مع مرض السرطان.
وأكدت "الكتائب"، خلال مسيرة نظمتها رفقة القوى الوطنية والإسلامية، في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، أن النفير العام جاء رداً على ارتقاء أبو حميد، مشددة على أنها "لن تصمت على هذه الجريمة، وأن الضفة الغربية ستشتعل هذه الليلة"، داعية "كتائب الأقصى" في قطاع غزة إلى النفير العام كذلك.
وقالت الكتائب: "ناصر هو أحد مؤسسي الكتائب، واستشهد نتيجة الإهمال الطبي"، مضيفة "نؤكد للشعب الفلسطيني وأم ناصر أن دماءه لن تذهب هدرًا".
عباس: جريمة حرب مكتملة الأركان
من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء الثلاثاء، إن "عملية اغتيال الأسير المريض بالسرطان القيادي الفتحاوي ناصر أبو حميد هي جريمة حرب مكتملة الأركان، فهو أسير أصيب بمرض السرطان القاتل، تركته سلطات الاحتلال الإسرائيلي يصارع المرض في زنزانته، ومنعوا والدته أم ناصر المناضلة الصابرة، القابضة على الجمر، وجميع أفراد أسرته من زيارته طوال سنوات مرضه".
وشدد عباس، في كلمة له بداية اجتماع حول التحرك الدولي لمواجهة الممارسات الاستعمارية والعنصرية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، أن "حياة ناصر أبو حميد تلخص واقع الظلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني الذي طال أمده. استشهد عن عمر يناهز الخمسين عاماً، قضى منها أكثر من 30 عاماً في الأسر، ليصبح الشهيد رقم 233، الذي استشهد في معتقلات الاحتلال منذ العام 1967، إننا نحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن قتل الشهيد ناصر أبو حميد، هذه الحكومة التي صمت آذانها عن النداءات للإفراج عنه وهو يصارع المرض".
يُذكر أن الشهيد أبو حميد كان محكوماً بالسجن المؤبد سبع مرات و50 عاماً، وتعرض للاعتقال الأول قبل انتفاضة الحجارة عام 1987، وأمضى أربعة أشهر حينها، وأُعيد اعتقاله مجدداً وحُكم عليه بالسجن لعامين ونصف العام، وأُفرج عنه ليعاد اعتقاله للمرة الثالثة عام 1990، ويحكم عليه بالسجن المؤبد، بعد ذلك أمضى أبو حميد أربع سنوات من حكمه قبل أن يتم الإفراج عنه مع فوج الأسرى الذين تم الإفراج عنهم في إطار المفاوضات، إلا أن الاحتلال أعاد اعتقاله لاحقاً وحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة.
من جانب آخر، واصلت مجموعات "عرين الأسود" استهدافها لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، حيث أعلنت، في بيان لها مساء اليوم، عن تنفيذ عملية إطلاق نار باتجاه حاجز عورتا ومعسكر حوارة المقامين جنوب نابلس.
وقالت "العرين": "إنه جرى إطلاق وابل مبارك من الرصاص تجاه قِطعان الخرفان (المستوطنين) ومن رافقهم من جنود الاحتلال الساعة السادسة و21 دقيقة من مساء اليوم، على حاجز عورتا ومعسكر حوارة، وبفضل الله أوقعنا الإصابات في صفوفهم".
وكانت "عرين الأسود" قد أعلنت في وقت سابق من اليوم استهدافها مستوطنة "براخا" المقامة على أراضي نابلس بعبوة ناسفة وبوابل من الرصاص، وكذلك استهداف حواجز ومواقع للاحتلال جنوبي نابلس بثلاث عمليات إطلاق نار.
بدورها، أعلنت "كتيبة نابلس" الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، مساء اليوم، عن تمكن مقاتليها من استهداف قوات الاحتلال على حاجز "بيت فوريك" العسكري المقام جنوب نابلس بصليات كثيفة من الرصاص، مؤكدة أن عناصرها انسحبت بسلام.
على صعيد آخر، اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، في بلدة بيتونيا غرب مدينة رام الله وسط الضفة، دون وقوع إصابات.
وأصيب فتى فلسطيني بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط برأسه، مساء اليوم الثلاثاء، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة أبو ديس شرق القدس المحتلة، ونقل إثرها إلى المستشفى، ووصفت حالته بالمستقرة، فيما أطلق جنود الاحتلال الرصاص المعدني من مسافة قريبة تجاه الفتى، وحاولوا اعتقاله، واعتدوا على والديه اللذين منعا الجنود من اعتقاله.
إلى ذلك، أصيب 3 فلسطينيين بجروح بالرصاص الحي بالأطراف السفلية وبالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، مساء اليوم، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل، ومخيم العروب، وبلدة بيت أمر شمال الخليل جنوب الضفة، تزامنًا مع دعوات لمسيرات منددة بجريمة الاحتلال بحق الشهيد ناصر أبو حميد.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، طفلين فلسطينيين بعد احتجازهما في منطقة باب العامود بالقدس، وفق ما أكدته مصادر صحافية.
كما أضاءت سلطات الاحتلال مساء اليوم، سور القدس التاريخي بعبارات وصور تهويدية في ثالث أيام ما يسمى "عيد الأنوار- الحاكوناة" اليهودي.
وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، بلدة عزون شرق قلقيلية شمال الضفة بالبوابة الحديدية المقامة على مدخلها الرئيسي، ومدخل آخر فرعي، ومنعت المواطنين من دخولها أو الخروج منها.
في شأن آخر، انتزع فلسطينيان قراراً من محكمة الاحتلال الإسرائيلي، بوقف الاستيلاء على أرضهما، في بلدة الخضر جنوب بيت لحم جنوب الضفة، وفق تصريحات لمدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم، حسن بريجية.