استمع إلى الملخص
- غادرت زورابيشفيلي قصر الرئاسة، داعية إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، بينما هدد رئيس الوزراء بسجنها إذا لم تسلم السلطة لكافيلاشفيلي.
- كافيلاشفيلي، الذي بدأ مسيرته السياسية بعد اعتزال كرة القدم، انتخب رئيسًا بعد تصويت هيئة الناخبين، وسط جدل حول توجهاته السياسية وعلاقاته مع روسيا.
أدى الرئيس الجورجي المنتخب، بطل كرة القدم السابق، ميخائيل كافيلاشفيلي (53 عاماً)، اليوم الأحد، اليمين الدستورية أمام البرلمان على وقع احتجاجات مناهضة لتوجهاته نحو مزيد من التطبيع للعلاقات مع روسيا ورفض الرئيسة المنتهية ولايتها الموالية لأوروبا سالومي زورابيشفيلي الاعتراف بنتائج الانتخابات.
زواربيشفيلي تغادر قصر الرئاسة
وحتى اللحظات الأخيرة، ظل اللغز الرئيسي هو ما إذا كانت زواربيشفيلي ستقبل بالتنحي عن منصبها الذي شغلته منذ عام 2018. واتهمت الرئيسة المنتهية ولايتها حزب الحلم الجورجي الحاكم الفائز في الانتخابات التشريعية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي رشح كافيلاشفيلي للرئاسة، بتزوير نتائج التصويت. ورأت أن الطريقة الوحيدة لتجاوز الأزمة الراهنة هي حل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية جديدة.
ومع ذلك، غادرت زورابيشفيلي في نهاية المطاف قصر الرئاسة متوجهة بالحديث إلى المشاركين في تظاهرة للمعارضة الداعمة لها أمام القصر، قائلة: "سأخرج إلى هنا، وسأكون معكم. سأجلب معي الشرعية والعلم وما تثقون به". وأضافت: "قبل ست سنوات، أديت قسم الولاء للدستور، ولكن الأهم الولاء للبلاد ولكم، ولذلك أنا هنا اليوم، وهذا الولاء ثابت لن يتغير سواء أكنت بالقصر أم خارجه".
من جهته، توعد رئيس الوزراء الجورجي إراكلي كوباخيدزه، في وقت سابق، بسجن زورابيشفيلي ما لم تسلم زمام الرئاسة لكافيلاشفيلي قائلا: "علينا أن نحذر سالومي زورابيشفيلي من أن هذا سيكون مشهدا سيئا للغاية أن نضطر لأن نخرجها من المقر بالقوة، وننقلها إلى مؤسسة إصلاحية".
وكانت هيئة الناخبين في جورجيا قد صوتت في 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري بأغلبية 224 صوتا لصالح تعيين كافيلاشفيلي رئيسا للبلاد، وذلك في أول انتخابات رئاسية غير مباشرة بواسطة هيئة مكونة من 300 عضو نصفهم من نواب البرلمان والنصف الثاني من موفدي الأقاليم، علما أن جورجيا انتقلت في عام 2017 من نظام الحكم المختلط إلى آخر برلماني لا يمنح الرئيس صلاحيات واسعة.
نبذة عن كافيلاشفيلي
يعرف عن كافيلاشفيلي أنه قطع مسيرة حافلة في ملاعب كرة القدم مهاجماً في المنتخب الجورجي، وفاز مرارا ببطولات جورجيا ضمن فريق نادي دينامو في تبليسي. وبعد اعتزاله كرة القدم، انخرط كافيلاشفيلي في العمل السياسي، وانتخب عام 2016 نائبا في البرلمان عن "الحلم الجورجي" المعروف بمواقفه الداعية إلى تطبيع العلاقات مع روسيا، ولكنه غادر الحزب الحاكم في عام 2022، ليصبح مؤسسا مشاركا لحركة قوة الشعب التي انضمت إلى الأغلبية البرلمانية وتطورت إلى حزب سياسي متكامل شغل كافيلاشفيلي منصب أمينه العام.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خاض كافيلاشفيلي سباق الانتخابات التشريعية ضمن قائمة "الحلم الجورجي" التي ضمت أيضا مرشحين عن قوة الشعب. وعرفت "قوة الشعب" بإدلائها بتصريحات معادية للغرب، وأعدت في العام الماضي مشروع قانون "العملاء للخارج" الذي يعدّ نسخة جورجية من قانون مماثل في روسيا من جهة وضع وصم العمالة على الكيانات والشخصيات السياسية والإعلامية والفنية المعارضة لسياسات الدولة، وأسفر تبنيه في العام المنتهي عن تعليق مفاوضات انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي. وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قرر "الحلم الجورجي" ترشيح كافيلاشفيلي للرئاسة في غياب أي مرشح آخر، ما ضمن له الفوز.