"كاحول لفان" يتفكك ويصارع للبقاء بالكنيست

01 يناير 2021
قوة حزب غانتس تتراجع بسرعة (Getty)
+ الخط -

تحول حزب "كاحول لفان" بقيادة الجنرال بني غانتس، في ظرف أقل من أسبوعين فقط، من تحالف يحمل مشروع "أمل" بالتغيير والتخلص من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أو على الأقل تسريع زوال حكمه، إلى سفينة يسارع كل من عليها للقفز منها وهي في طريقها للغرق، لا سيما بعدما دق ثلاثة من نواب التحالف المسمار الأخير في نعش "حكومة الطوارئ الوطنية" تحت القيادة المشتركة لغانتس ونتنياهو قبل أسبوع، وحالوا دون تمديد عمر الحكومة وبالتالي حل الكنيست ليل 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وقد أظهرت الاستطلاعات الإسرائيلية المتواترة، خلال الأيام الأخيرة، استمرار تراجع قوة "كاحول لفان" من 10 مقاعد قبل أسبوعين إلى 4 مقاعد، وحتى المزاحمة لاجتياز نسبة الحسم مع تشكيك بقدرته على البقاء في الخريطة الحزبية، وفق استطلاع نشر صباح اليوم الجمعة في موقع صحيفة "معاريف". ويفرض قانون الانتخابات الإسرائيلي على أي حزب حصد 3.25 بالمئة أو أكثر من أصوات المقترعين لدخول الكنيست.

وبين الاستطلاع أن حزب "كاحول لفان" الذي وصل إلى أوج قوته في الانتخابات التي جرت مطلع مارس/ آذار الماضي، حيث حاز من خلال التحالف مع "ييش عتيد" على 35 مقعدا، لن يجتاز نسبة الحسم.

وتراجعت قوة الحزب وشعبيته خلال الأشهر القليلة منذ انضمامه إلى الحكومة برئاسة نتنياهو، وحتى بدء الانشقاقات والتصدعات في الأيام العشرة الأخيرة، حيث تراجعت قوة الحزب بداية من 15 مقعدا أخذها معه من التحالف مع "ييش عتيد" إلى حكومة نتنياهو، إلى 10 مقاعد في الأسبوع الماضي، ثم تراجع إلى 7 ثم 4 مقاعد وصولا إلى عدم اجتياز نسبة الحسم في استطلاع اليوم.

وقد زاد من سرعة وتيرة تفكك الحزب انشقاق وانسحاب عدد من الوجوه البارزة فيه، وعلى رأسهم وزير العدل أفي نيسنكورن، وقبله استقالة وزير السياحة أسف زمير، وأخيرا في اليومين الماضيين إعلان الجنرال غابي أشكنازي رسميا عن قراره النهائي باعتزال الحياة السياسية وعدم المشاركة لا في المعركة الانتخابية الحالية، ولا في التنافس على مقعد في الكنيست. كما زاد من خلط الأوراق إعلان رئيس بلدية تل أبيب رون حولدائي، أخيراً، تأسيس حزب جديد أطلق عليه اسم "الإسرائيليون" وتوقعت له الاستطلاعات، بما في ذلك استطلاع اليوم، الحصول على 8 مقاعد بالكنيست لو جرت الانتخابات في ظل الظروف الراهنة.

ومقابل تفكك "كاحول لفان"، لا يظهر استطلاع "معاريف" أي تنامٍ في قوة الأحزاب المنافسة لـ"الليكود" بقيادة نتنياهو، بل يمنحه الاستطلاع 29 مقعدا، ويكرسه باعتباره الحزب الأكبر في إسرائيل، لكن من دون قدرة على تشكيل حكومة جديدة وفق توزيع الكراسي بين معسكر نتنياهو الذي يعتمد بالأساس على حزبي الحريديم "شاس" و"يهدوت هتوراة". ويحصل الحزبان سوية، وفق الاستطلاع، على 16 مقعدا، ما يقلص عدد مقاعد معسكر نتنياهو إلى 45 مقعدا، بينما يحصل حزب "يمينا" بقيادة نفتالي بينت على 13، أي أنه حتى في حال انضمامه لمعسكر نتنياهو فلن يكون الأخير قادرا على تشكيل حكومة جديدة.

إلى ذلك يتضح أن حزب "أمل جديد" بقيادة غدعون ساعر يتراجع إلى 17 مقعدا ويظل ثاني حزب من حيث قوته، ثم حزب "ييش عتيد" بقيادة يئير لبيد الذي يحصد 14 مقعدا، ويحصل حزب "يسرائيل بيتينو" بقيادة أفيغدور ليبرمان على 7 مقاعد. 
وفي اليسار يحصل حزب "ميرتس" على 5 مقاعد فقط، أما القائمة المشتركة للأحزاب العربية فتحصل فقط على 11 مقعدا، فيما يختفي "حزب العمل" من الخريطة الحزبية.

ووفق هذه النتائج فإن أحزاب الوسط واليمين المناهضة لنتنياهو، في حال انضم إليها حزب "يمينا"، تحصل على 59 مقعدا، أي أن هذا التكتل أيضا لن يكون قادرا على تشكيل حكومة بدون انضمام حزب "ميرتس" اليساري له.