طالبت قيادات أوروبية، قيادة حركة (حماس)، بزيارة عاصمة أوروبية رئيسية، للإعلان عن مبادرة للشروع في إعمار قطاع غزة، والموافقة على مطالب المقاومة الفلسطينية.
وقال قيادي كبير في حركة "حماس" رفض الكشف عن اسمه لوكالة "الأناضول" اليوم الأربعاء، "ألّح الأوروبيون على قيادة حركة حماس خلال الفترة الماضية، زيارة أكبر العواصم الأوروبية (من دون الإشارة إلى اسمها) لعقد اجتماع علني، يحضره رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ومندوب كبير عن الاتحاد الأوروبي، ووزراء خارجية أوروبيون".
وتمتنع القيادات الأوروبية عن لقاءات علنية مع حركة "حماس"، والتي كانت تصنف في أوروبا، حتى قبل أشهر، بحركة إرهابية.
وأضاف المصدر أن "الأوروبيين عرضوا علينا رسمياً، إمكانية العمل على إعلان مشترك، حول إعادة إعمار غزة، والإعلان عن هدنة لمدة ستة أشهر بشكل أولي، ثم تمديدها عقب ذلك للوصول إلى سقف بسنوات".
وأوضح المصدر أنه "في هذه المرحلة، يوجد جهد أوروبي كبير، بدعم إسرائيلي على ما يبدو، لاحتواء أي انفجار جديد لغزة في ظل الظرف الراهن".
وكانت صحيفة "هآرتس" قد نقلت في وقت سابق، عن مصدر عسكري إسرائيلي أن "هناك توصية من قبل ضباط في الجيش للحكومة الإسرائيلية، تقضي بضرورة إعمار غزة، والتخفيف عن السكان، عبر السماح لهم بالسفر والعمل في إسرائيل، خشية انفجار الأمور".
وتابع المصدر الحمساوي أن "الوسطاء أبدوا استعدادهم، تجاوز شروط الرباعية الداعية للاعتراف بإسرائيل، والاعتراف بكافة الاتفاقات والقرارات الدولية".
كما قدموا مبادرة تتضمن: "فتح علاقات علنية مع حركة حماس، بالإضافة إلى عرض آلية لإعادة إعمار غزة، وحل مشكلة الرواتب لموظفي حكومة غزة المقطوعة رواتبهم، بالإضافة للحديث عن ميناء، ومطار، ومحطات تحلية، وخط غاز لمحطة الكهرباء، ومحطات شمسية ضخمة لإنتاج الطاقة".
وأشار المصدر إلى أن "هذه المبادرة حُملت إلينا، وقالوا إنها حملت للإسرائيليين"، مرجحاً أن "يكون بلير قد توافق على هذه العناوين مع دولة الاحتلال"، مؤكداً أن قيادة الحركة ردت على المبادرة رسمياً بثلاث نقاط:
أولاً: إن أمام الوسطاء شهرين، للبدء في حل مشاكل غزة، وإحداث تغيّر جوهري، من ناحية كسر الحصار والإعمار والرواتب... إلخ.
ثانياً: في حال حدوث تغيّر ملموس على الأرض، ستفكر الحركة في اللقاء، مع الأوروبيين بترتيب مسبق يحدد شكل وأسس ومكان اللقاء.
ثالثاً: إن أي ربط سياسي بين هذه الخطوات وبين اللقاء، والجهود المبذولة، مرفوض سلفاً، والحديث ينحصر الآن فقط في تثبيت وقف إطلاق النار، مقابل خطوات يمكن بعدها بحث الإجراء التالي، إن كان هدنة، أم تهدئة، أو وقف إطلاق نار.
وعلل المصدر الكبير في "حماس" الحراك السياسي باتجاه غزة بتقلب المنطقة على صفيح ساخن، بالإضافة إلى الأوضاع الأمنية المحيطة بإسرائيل، عدا عن فشل سياسة إسرائيل بعد الحرب، والقاضية بترك غزة تغرق في مشاكلها لتنفجر في وجه "حماس".
اقرأ أيضاً: مشعل: إسرائيل طلبت إفراجنا عن أسيرين وجثتين