استمع إلى الملخص
- **ردود الفعل والإدانات الدولية**: أدانت تركيا وفلسطين مقتل عائشة نور، ودعتا المجتمع الدولي للتحرك لحماية الفلسطينيين. الولايات المتحدة تسعى للحصول على معلومات حول مقتل مواطنتها.
- **موقف جيش الاحتلال ومحاولات التبرير**: حاول جيش الاحتلال تبرير الجريمة مدعياً أن عائشة كانت "محرضة رئيسية"، بينما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية إصابتها بجروح خطيرة في الرأس.
استشهدت متضامنة أميركية من أصل تركي تدعى عائشة نور ايجي، وتبلغ من العمر 27 عاماً، ظهر اليوم الجمعة، بعد إصابتها برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال وجودها بجانب مواجهات اندلعت عقب مسيرة سلمية رافضة لإقامة بؤرة استيطانية على أراضي جبل صبيح في بلدة بيتا، جنوبي نابلس، شمالي الضفة الغربية.
وأكد محافظ نابلس غسان دغلس، في حديث مع "العربي الجديد"، استشهاد المتضامنة الأميركية من أصل تركي بعدما أعدمتها قوات الاحتلال، مشيراً إلى أنها "وصلت إلى المستشفى وقد استشهدت"، في حين يتم العمل بالتنسيق لتسليم جثمانها.
وأكد دغلس أن هناك "تعليمات واضحة بالقتل" أعطيت لجيش الاحتلال، ما أدى إلى استشهاد المتضامنة الأجنبية التي كانت تشارك في مسيرة سلمية، مشدداً على أن استشهادها هو "جريمة جديدة" تضاف إلى سلسلة الجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال. وأشار إلى أن ما يجري في غزة يمثل حرب إبادة، فيما تشهد الضفة الغربية حرباً تستهدف كل شيء، "تأكل الأخضر واليابس، ولا تميز بين طفل أو مسن، ولا ترحم أي جنسية"، داعياً المجتمع الدولي إلى "تحمّل مسؤولياته أمام تصاعد الجرائم الإسرائيلية، كما دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تحمّل مسؤولياته، وعدم إرسال الدعم إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي".
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن متضامنة أجنبية وصلت إلى مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس، مصابة بجروح خطيرة برصاص الاحتلال في الرأس، مع علامات موت دماغي، من بلدة بيتا، وقد أعلنت الطواقم الطبية وفاتها بعد محاولات الإنعاش، وتقديم العلاج لها.
من جهته، أصدر جيش الاحتلال بياناً حاول فيه كعادته تبرير جريمته، قائلاً إنه "خلال نشاط لقوات الأمن بالقرب من قرية بيتا اليوم، ردّت القوة بإطلاق نار نحو محرض رئيسي قام بإلقاء الحجارة نحو القوات وشكل تهديداً عليها"، مضيفاً أنه "يتم فحص التقارير عن مقتل مواطنة أجنبية في المنطقة".
وأعلنت الولايات المتحدة أنها تسعى "بشكل عاجل" للحصول على معلومات عن مقتل مواطنة أميركية في الضفة الغربية المحتلة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: "نقدم أعمق تعازينا لعائلتها وأحبائها. نحن نجمع بشكل عاجل المزيد من المعلومات عن ظروف وفاتها وسيكون لدينا المزيد لنقوله عندما نعرف المزيد". وحدد هوية المرأة على أنها عائشة نور إزغي ووصف مقتلها بأنه "مأسوي"، من دون تحديد المسؤولية في ذلك على الفور.
إدانات لمقتل الناشطة الأميركية
ودانت أنقرة مقتل المواطنة التركية الأميركية على يد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إنها تلقت ببالغ الحزن نبأ مقتل الناشطة عائشة نور في محافظة نابلس بالضفة الغربية، على يد "جنود الاحتلال الإسرائيلي". وأعربت عن إدانتها "جريمة القتل التي ارتكبتها حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو".
وقالت الوزارة إن إسرائيل تعمل لإسكات وترهيب "كلّ من يهب لنجدة الفلسطينيين، ويكافح ضد الإبادة الجماعية"، مؤكدة أن سياسة العنف هذه لن تجدي نفعاً، وأن "المؤسسات الإسرائيلية ومن يقدمون لها الدعم غير المشروط، سيحاسبون بالتأكيد أمام المحاكم الدولية".
من جهتها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات، "جريمة الإعدام البشعة" التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، بحق المتضامنة الأميركية من أصول تركية، بإطلاق الرصاص الحي صوبها وإصابتها بالرأس في بلدة بيتا جنوب نابلس. واعتبرت الخارجية في بيان، أن هذه الجريمة جزء لا يتجزأ من جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، بما فيها جريمة الإبادة الجماعية والتهجير، واستهداف من يتضامن مع قضيته وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة.
وحمّلت الوزارة، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة التي تثبت من جديد مخططاتها المسبقة لتصعيد وتفجير الأوضاع في ساحة الصراع، للتغطية على مشاريعها الاستعمارية التهويدية العنصرية في الأرض الفلسطينية المحتلة. وطالبت وزارة الخارجية، المجتمع الدولي ومنظماته الأممية والإنسانية والحقوقية، بسرعة التحرك لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له.
إلى ذلك، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، في تصريح صحافي، إن "الاحتلال الاسرائيلي يقتل متضامنة أميركية مناهضة للاحتلال والاستيطان. تعازينا الحارة لأسرتها وأصدقائها، جريمة أخرى تضاف إلى سلسلة الجرائم التي ترتكب يومياً من قبل قوات الاحتلال، والتي تتطلب محاسبة مرتكبيها في المحاكم الدولية".
بدورها، دانت حركة حماس الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال باستهدافه للمتضامنة الأميركية برصاصة مباشرة في الرأس، ما أدى إلى استشهادها، معتبرة في تصريح صحافي "هذه الجريمة البشعة امتداداً لجرائم الاحتلال المتعمدة بحق المتضامنين الأجانب مع شعبنا الفلسطيني، والتي راح ضحيتها العشرات منهم"، داعية المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وكل مؤسساتها السياسية والإنسانية والحقوقية والقضائية، إلى "العمل فوراً للجم حكومة الاحتلال، ومحاسبتها على سلوكها الفاشي المتنكّر لكافة القوانين الدولية، كما دعت الإدارة الأميركية إلى مراجعة سياستها المنحازة والداعمة لجرائم ومجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، والتي أدت اليوم إلى مقتل مواطنة أميركية برصاص جيشه المجرم".
وكان الكاتب مجدي حمايل، وهو من بيتا جنوبي نابلس، أوضح لـ"العربي الجديد" أن مواجهات اندلعت بين أهالي بلدة بيتا جنوب نابلس، وقوات الاحتلال في محيط منطقة جبل صبيح من أراضي البلدة عقب صلاة الجمعة، رفضاً لإقامة بؤرة أفيتار الاستيطانية على الجبل. وكانت المتضامنة الأميركية بجانب المواجهات، فأطلق عليها أحد جنود الاحتلال الرصاص بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابتها بالرأس بجروح خطيرة أدت إلى استشهادها، كما سُجلت إصابة أخرى بشظايا بالرصاص الحي لأحد الشبان، نُقل أيضاً إلى المستشفى لتلقي العلاج.