تتجه أنظار العالم إلى قمة الدول الصناعية السبع، التي ستنطلق أعمالها يوم غد الأحد وتستمر حتى الثلاثاء المقبل في قصر الماو جنوبي ولاية بافاريا الألمانية وعلى ارتفاع 1000 متر بالقرب من الحدود مع النمسا، حيث سيناقش رؤساء دول وحكومات دول المجموعة المؤلفة من ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة واليابان وكندا وبريطانيا وإيطاليا القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وسيكون الاجتياح الروسي لأوكرانيا بلا شك أحد أهم الموضوعات الرئيسية.
ومع اكتمال الاستعدادات، سيصل رؤساء قادة أقوى اقتصادات العالم تباعاً، وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي جو بايدن المتوقع وصوله مساء اليوم السبت، على أن يشارك أيضاً في القمة وبدعوة من ألمانيا، خمس دول صاحبة اقتصادات ناشئة هي الأرجنتين والهند وإندونيسيا والسنغال وجنوب أفريقيا.
ويشارك أيضاً الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر خاصية الفيديو، فضلاً عن حضور منظمات دولية بينها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة العمل الدولية والوكالة الدولية للطاقة وغيرها.
وصاغ المستشار الألماني أولاف شولتز جدول أعمال الاجتماع في الماو، مبيناً أنه يريد العمل مع الشركاء في دول السبع لإيجاد حلول لأزمة الطاقة والغذاء وارتفاع التضخم. وبعدما كان في الأصل الهم الأساسي لبرلين التركيز على إعادة الهيكلة المستدامة للاقتصاد العالمي والتعددية، تعتزم الرئاسة الألمانية للمجموعة الآن وبعد الحرب الروسية في أوكرانيا تنسيق الإجراءات بين الشركاء، بينها العقوبات على موسكو والمساعدات المالية والدعم العسكري لكييف وجميع الأسس للتعامل مع الأزمة، بينها "خطة مارشال".
منذ بداية العام الحالي تم تقديم 20 مليار دولار إلى كييف لتعزيز الردع ضد موسكو.
ومن أجل الحفاظ على الضغط السياسي والاقتصادي على روسيا والتخفيف من العواقب الإنسانية، أبرز الموقع الإلكتروني الخاص بمجموعة السبع بقيادة ألمانيا، أن برلين أطلقت العديد من المبادرات خلال فترة رئاستها للقمة منذ بداية العام 2022 وتريد تحقيق نتائج في القمة الحالية؛ وأهمها تشكيل تحالف من أجل الأمن الغذائي العالمي، وخلق ميثاق من أجل مكافحة الأوبئة في المستقبل، وتفاهم بين الديمقراطيات للدفاع عن المجتمعات المفتوحة، إلى جانب تشكيل ناد للمناخ يشجع على التعاون في أعمال صديقة للبيئة.
حزمة إنقاذ فورية
ومع انتقال أزمة الغذاء العالمية المتزايدة إلى بؤرة اهتمام مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، وسط الارتفاع الهائل في الأسعار نتيجة لعدة عوامل، في مقدمتها منع روسيا الصادرات الزراعية من أوكرانيا وتقليص حجم الصادرات الغذائية الروسية إلى الأسواق العالمية، والذي ساهم في ارتفاع تكاليف الإنتاج، طالب الأمين العام لمنظمة "فيلت هونغر هيلفه" ماتياس موج، في لقاء مع صحيفة "نويه أوسنابروك"، اليوم السبت، قادة مجموعة السبع بوضع حزمة إنقاذ فورية لمكافحة أزمة الجوع العالمية بحلول العام 2030.
وأشار موج إلى أنه فقط ومع مبلغ سنوي إضافي لا يقل عن 13 مليار يورو يمكن أن تصبح قمة السبع شريان حياة لملايين الأشخاص المعرضين لخطر المجاعة في الأسابيع والأشهر المقبلة، وبعدما أضحى الوضع أكثر دراماتيكية مما كان عليه منذ عقود.
وكانت أجهزة الشرطة الألمانية ولإرساء تدابير حفظ الأمن والنظام للقمة، أعادت فرض ضوابط على الحدود الداخلية منذ 13 يونيو/حزيران الحالي وحتى 3 يوليو/تموز المقبل، مع نشرها لحوالي 18 ألف عنصر في المنطقة المحيطة لمكان انعقاد الاجتماع، وتقوم طائرات الهليكوبتر بدوريات منتظمة عند الحدود، وسط تدابير مشددة في الشوارع ومحطات القطارات، ناهيك عن تقييد مجالات الطيران وحظر الطائرات الشراعية وبدون طيار اعتباراً من بعد ظهر اليوم السبت.
من جهة ثانية، بدأ المعارضون للقمة في تنظيم أنفسهم وافتتحوا، أمس الجمعة، مخيماً للاحتجاج سيضم 750 مشاركاً، فضلاً عن تسجيل حوالي 20 حدثاً لتنظيم التظاهرات خلال القمة، بينها تظاهرة يوم غد الأحد تضم 3000 شخص، فضلاً عن خروج تظاهرة رئيسية اليوم السبت، في شوارع ميونخ دعت إليها 15 جمعية مناهضة للعولمة مع منظمات أخرى للدفاع عن البيئة وحماية المناخ.
وبحسب دعوة المشاركين فإن ذلك يعود لكون دول السبع مسؤولة عن حقيقة أن الأزمات الاجتماعية والبيئية العالمية أصبحت أكثر دراماتيكية.