أعرب نائب رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، قوباد الطالباني، اليوم الأحد، عن قلقه من مساعي إنهاء دور التحالف الدولي في البلاد، مؤكدا ضرورة بقائه في المرحلة الحالية، على اعتبار أن تنظيم "داعش"، "ما زال يشكل خطراً".
يأتي ذلك بعد يوم واحد من انطلاق أولى جولات الحوار الثنائي بين بغداد وواشنطن، بشأن إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، إذ تم الاتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة مهمة التحالف وإنهائها والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية.
وقال الطالباني، في استضافته بجلسة حوارية على هامش المؤتمر السنوي الثالث لممثليات حكومة الإقليم المنعقد في مدينة أربيل: "لسنا في مرحلة ما بعد داعش. التنظيم باق ويشكل تهديدا، ومعظم البلدان التي تمتلك تمثيلا في العراق وإقليم كردستان يوجد هذا الاعتقاد لديها".
وشدد على أن "داعش خطر حي يهدد العراق والإقليم، وأن هذا الأمر هو السبب في تواجد الدول التي لديها تمثيل عسكري في الإقليم والعراق، وأنه من المهم بقاء قوات التحالف الدولي خلال المرحلة الحالية، من أجل مواجهة الإرهاب في الدرجة الأساس".
وأضاف أن "حواراً جدياً بدأ بالفعل بين بغداد وواشنطن حول التواجد العسكري الأجنبي في البلاد"، مشيراً الى "ضرورة الانتباه الى خطر داعش، الذي يشكل تهديدا وخطرا على العراق والإقليم".
ولا تتطابق وجهات نظر الأطراف السياسية العراقية بشأن بقاء التحالف الدولي أو عدمه، إذ تسعى قوى "الإطار التنسيقي" القريبة من إيران الى إنهاء مهامه، في وقت تعرب قوى كردية وعربية سنية عن مخاوفها مما تصفه بـ"انسحاب سريع" و"غير مدروس".
من جانبه، قال وزير الخارجية الأسبق والقيادي في الحزب الديمقراطي الحاكم بإقليم كردستان، هوشيار زيباري، إن "اقليم كردستان بذل الجهود لكيلا يكون طرفا في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس"، وفقا لتعبيره.
وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية كردية عراقية، أن مشكلة منطقة الشرق الأوسط أن "المشاكل باتت عُقداً مرتبطة بعضها ببعض، وحقيقة نحن لا نريد أن نكون طرفا في الحرب بين حماس وإسرائيل، ولكن إذا ما نظرنا إلى المنطقة بشكل عام نجد أن هناك تحالفات تشكلت، فمنها محور المقاومة من طرف وجهات أخرى من طرف آخر".
وأضاف في معرض تعليقه على القصف الإيراني الأخير لأربيل أنه "بالنسبة لنا بذلنا الجهود لكيلا نكون طرفا في هذه المشكلة، وألّا تكون كردستان ساحة لتصفية الصراعات بين هذه البلدان".
وكانت الخارجية العراقية، قد أعلنت الخميس الماضي، التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، يقضي بتشكيل لجنة من أجل تقييم تهديد "داعش" وخطره بهدف صياغة جدول زمني محدد لمدة وجود التحالف الدولي في العراق، والمباشرة بخفض تدريجي مدروس على الأراضي العراقية، وصولاً إلى إنهاء المهمة العسكرية للتحالف ضد "داعش".
يأتي ذلك في وقت رفضت فيه ما تسمى بـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، التي تضم عددا من الفصائل المسلحة المقربة من طهران، إيقاف هجماتها ضد الوجود الأميركي في البلاد، على الرغم من المفاوضات التي تعتزم بغداد وواشنطن إجراءها لوضع جدول زمني لإنهاء عمل التحالف الدولي.