ارتفع منسوب التحذير في بريطانيا من مشاركة الجنود في صد الغزو الروسي لأوكرانيا، وسط مخاوف من أن تزعم موسكو، إذا تم اعتقال أحدهم، أن لندن دخلت الحرب ضد روسيا.
وكانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس قد أعلنت، في 28 فبراير/شباط الماضي، أنها تدعم البريطانيين الذين قد يرغبون بالذهاب إلى أوكرانيا للانضمام إلى "الفيلق الدولي"، واعتبرت أن الأمر متروك للناس "لاتخاذ قرارهم بأنفسهم"، مضيفة أنها "معركة من أجل الديمقراطية"، وقالت: "شعب أوكرانيا يقاتل من أجل الحرية والديمقراطية".
أكد الجيش البريطاني أن "عدداً صغيراً" من الجنود يُعتقد أنهم سافروا إلى أوكرانيا
وسارعت الحكومة إلى النأي بنفسها عن تعليقات تراس. وأكد متحدث باسم رئيس الحكومة بوريس جونسون، وقتها، أن السلطات تنصح بشدة بعدم السفر إلى أوكرانيا. وأصر وزير الدفاع بن والاس على أن البريطانيين يجب ألا يسافروا للقتال، لأنه "لا يريد أن يرى البريطانيين يقتلون".
عدد صغير من الجنود البريطانيين سافروا لأوكرانيا
وناشد متحدث باسم الجيش البريطاني، في تصريح لشبكة "سي أن أن" الأميركية اليوم الخميس، ما وصفه بـ"عدد صغير" من الجنود الذين يُعتقد أنهم سافروا إلى أوكرانيا للعودة فوراً إلى المملكة المتحدة، وقال: "نحن على علم بوجود عدد صغير من الجنود الذين خالفوا الأوامر وغابوا دون إذن، وربما سافروا إلى أوكرانيا بصفة شخصية. نحن نشجعهم وبقوة على العودة إلى المملكة المتحدة".
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان، أنه "يُحظر على جميع المنتسبين (للقوات البريطانية) السفر إلى أوكرانيا حتى إشعار آخر. وينطبق هذا، سواء كانوا في إجازة أم لا. وسيواجه الأفراد الذين يسافرون إلى أوكرانيا عواقب تأديبية وإدارية".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد دعا، في تصريحات منذ بداية الغزو الروسي لبلاده في 24 فبراير/شباط الماضي، "مواطني العالم" للدفاع عن أوكرانيا، في حين أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها أنشأت "الفيلق الدولي" لمواجهة الهجوم الروسي.
20 ألفاً يرغبون بقتال روسيا
ونقلت "سي أن أن"، اليوم الخميس، عن قائد مديرية المخابرات في وزارة الدفاع الأوكرانية الجنرال كيريلو بودانوف قوله إن "أكثر من 20 ألف متطوع ومقاتل قديم من 52 دولة أعربوا عن رغبتهم في الانضمام" للقتال ضد روسيا.
وكانت صحيفة "الصن" البريطانية قد ذكرت، في تقرير نشر أمس الأربعاء، أن عنصراً (19 سنة) من الحرس الملكي البريطاني ترك موقعه في ويندسور للذهاب إلى أوكرانيا لقتال القوات الروسية.
وأوضحت أنه ترك رسالة إلى أهله، قبل أن يحجز تذكرة ذهاب للسفر إلى أوروبا الشرقية. وأشارت إلى أن القوات البريطانية تحاول اعتراضه، وسط مخاوف من أن تزعم روسيا أن بريطانيا دخلت الحرب إذا تم إلقاء القبض عليه.
وأشارت الصحيفة إلى مخاوف من قيام أربعة جنود بريطانيين بترك مراكزهم والسفر إلى أوكرانيا، وذكرت أن ضباطاً بريطانيين يخشون من أن يكون العدد أكبر من هذا، إذ إن هناك عناصر من الاحتياط وآخرين في إجازة، لم يتم الإبلاغ عن عدم عودتهم إلى مراكزهم.
"الصن": عنصر في الحرس الملكي ترك موقعه للذهاب إلى أوكرانيا
وأوضحت أنه حتى الآن، فإن هناك عسكريين سابقين في الجيش البريطاني توجهوا إلى خط الجبهة في أوكرانيا. وأكدت صحيفة "الصن" أن رئاسة الأركان والشرطة ووزارة الخارجية البريطانية تحاول الوصول إلى الجنود، قبل انضمامهم إلى "الفيلق الدولي" في مدينة لفيف الأوكرانية.
الانتقال إلى هولندا فأوكرانيا
وقال مصدر مقرب من الجندي للصحيفة إنه غادر مركزه في وندسور، حيث يحرس الملكة في القلعة القريبة، وأشار إلى أنه ترك رسالة إلى أهله، وحجز تذكرة سفر إلى بولندا، بهدف الدخول إلى أوكرانيا من هناك.
وأوضحت الصحيفة أن أصدقاءه يعتقدون أنه استطاع الانضمام إلى "الفيلق الدولي"، بعدما نشر صورة لحذائه العسكري على موقع "سناب شات"، وأشارت إلى وجود تقارير عن سفر أكثر من 150 من المظليين البريطانيين السابقين، الذين قاتلوا في أفغانستان، إلى أوكرانيا.
(العربي الجديد، قنا)