استمع إلى الملخص
- زعم وزير الشتات الإسرائيلي أن معظم سوريا تحت سيطرة "القاعدة" و"داعش"، ودعا زعيم المعارضة إلى تحالف إقليمي مع السعودية لمواجهة عدم الاستقرار.
- تزايدت المخاوف من النفوذ التركي في سوريا بعد سقوط الأسد، مع احتمال تسلل المسلحين إلى الجولان وهجمات على قوات الأمم المتحدة.
نشر جيش الاحتلال قوات في المنطقة الفاصلة العازلة مع سورية
عمم حزب الليكود على أعضائه طلب عدم التعليق على الوضع
إذاعة جيش الاحتلال: أردوغان بات يمتلك فعلياً حدوداً مع إسرائيل
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قوات الاحتلال الإسرائيلية سيطرت على منطقة عازلة في مرتفعات الجولان في أعقاب إسقاط نظام بشار الأسد في سورية. ويأتي ذلك فيما تفاوتت ردود الفعل في إسرائيل إزاء التطورات في سورية، خاصة بعد فشل التوقعات بإمكانية صموده، لكن معظمها يشير إلى حالة من القلق، في حين عمم حزب الليكود بياناً على أعضائه طالباً منهم عدم التعليق على الوضع، باستثناء القول: "نحن نتابع من كثب ما يحدث على الحدود السورية".
ويأتي ذلك في وقت قال فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأحد، إنه نشر قوات في المنطقة الفاصلة العازلة مع سورية وفي عدة نقاط دفاعية لـ"ضمان أمن" الجولان المحتل. وجاء في بيان: "في ضوء الأحداث في سورية، وبناء على تقييم الوضع وإمكانية دخول مسلحين إلى المنطقة الفاصلة العازلة، قام الجيش الإسرائيلي بنشر قوات في المنطقة الفاصلة العازلة وفي عدة نقاط دفاعية ضرورية، وذلك لضمان أمن سكان بلدات هضبة الجولان ومواطني دولة إسرائيل. نؤكد أن الجيش الإسرائيلي لا يتدخل في الأحداث الواقعة في سورية، وسيواصل العمل وفق ما تقتضيه الضرورة للحفاظ على المنطقة الفاصلة العازلة وحماية دولة إسرائيل ومواطنيها". وفي السياق، قال موقع والاه العبري إن الجانب الإسرائيلي أبلغ مقاتلي المعارضة السورية بعدم الاقتراب من الحدود، وحذر بأه سيرد بقوة إذا انتهكوا اتفاق فصل القوات.
كما أعلن جيش الاحتلال في بيان لاحق، فرض منطقة عسكرية مغلقة ابتداء من اليوم في عدة مناطق زراعية في هضبة الجولان السوري المحتل، مع تقييد دخول المزارعين إلى أراضيهم، إضافة إلى تعليق الدراسة الوجاهية والاستعاضة عنها بالتعليم عن بعد في أربع سلطات محلية درزية هي بقعاتا وعين قنية ومسعدة ومجدل شمس. وبعد ذلك، أعلن نتنياهو السيطرة على منطقة عازلة في مرتفعات الجولان المحتل.
من جانبه، زعم وزير الشتات الاسرائيلي عميحاي شيكلي أن معظم سورية باتت تحت سيطرة "القاعدة" و"داعش"، مشيرًا إلى أن التطورات في سورية بعيدة عن أن تكون سببًا للاحتفال في إسرائيل. وأضاف: "على الرغم من إعادة تسمية (هيئة تحرير الشام) وزعيمها (أحمد الشرع "أبو محمد الجولاني")، فإن معظم سورية الآن تحت سيطرة فروع تنظيم القاعدة وداعش... الأخبار الجيدة هي ازدياد قوة الأكراد وتوسيع سيطرتهم في شمال شرق البلاد. عملياً، يجب على إسرائيل تجديد سيطرتها على قمة جبل الشيخ وتثبيت خط دفاع جديد على أساس خط وقف إطلاق النار لعام 1974، ويجب عدم السماح للمسلحين بالتمركز بالقرب من بلداتنا (المستوطنات الإسرائيلية في الجولان)"، وفق تعبيره.
في المقابل، تطرق زعيم المعارضة يائير لبيد إلى سقوط نظام الأسد قائلاً: "أمام الأحداث في سورية، من المهم أكثر من أي وقت مضى إنشاء تحالف إقليمي قوي مع السعودية ودول اتفاقيات أبراهام، لمواجهة عدم الاستقرار الإقليمي معًا". وأضاف: "المحور الإيراني ضعف بشكل كبير، ويجب على إسرائيل السعي لتحقيق إنجاز دبلوماسي شامل يساعدها أيضاً في غزة والضفة الغربية".
كما علّق وزير التعليم يوآف كيش على إسقاط الأسد في سورية من زاوية أخرى، محاولاً استغلال الوضع والدفع باتجاه تأجيل شهادة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد غد الثلاثاء، بحجة عدم استقرار الوضع. وكتب كيش عبر حسابه على منصة إكس: "في ضوء التغيير الاستراتيجي في منطقتنا وعدم اليقين والتحديات العديدة التي تواجه رئيس الوزراء ودولة إسرائيل، أدعو القضاة والنيابة العامة إلى إعادة النظر في تأجيل مثول رئيس الوزراء أمام المحكمة مدة ثلاثة أشهر". وأضاف: "في ضوء التغييرات الدراماتيكية، فإن الإصرار على عقد الجلسة في هذه الفترة سيكون خطأ وغير موضوعي".
تخوف من ازدياد النفوذ التركي في سورية
يأتي ذلك على وقع تخوف أيضًا من ازدياد النفوذ التركي في سورية. في هذا السياق، كتب المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كادوش أن "سقوط نظام الأسد هو بالتأكيد أخبار سيئة للمحور الإيراني، الذي ينهار بعد ضعف كبير لحزب الله اللبناني والآن فقدان الحلقة السورية المهمة. ولكن ربما يكمن هنا القلق الإسرائيلي القادم"، مشيراً إلى ما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في يوليو/ تموز الماضي: "كما تدخّلنا في كاراباخ وليبيا، سنفعل الشيء نفسه لإسرائيل".
وأوضح كادوش: "قبل بضعة أشهر، جرى التعامل مع هذه التصريحات باستخفاف، ولكن اعتباراً من اليوم، أردوغان يمتلك فعلياً حدوداً مع إسرائيل. المتمردون السوريون، في جزء منهم، مدعومون بشكل كبير من تركيا ويعملون بتوجيه منها. أهم درس من 7 أكتوبر: التعامل بجدية مع أعدائنا، حتى عندما يبدو أنهم يحلمون أحلاماً غير واقعية"، في إشارة إلى هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 في محيط قطاع غزة.
من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة هآرتس العبرية عاموس هارئيل أن سقوط الأسد هو ضربة كبيرة للمحور الإيراني، لكنه قد يخلق صعوبات لإسرائيل. وتابع أنه "في معسكر المتمردين المنقسم، الذي أطاح أكبر قاتل جماعي في القرن الحادي والعشرين حتى الآن (على حد وصفه، علماً أن إسرائيل ترتكب إبادة أيضاً في غزة)، تعمل قوات مرتبطة بتنظيم القاعدة. في إسرائيل، هناك قلق من تسلل المسلحين بحماس إلى منطقة الجولان وكذلك من هجمات المتمردين على قوات المراقبة التابعة للأمم المتحدة".