قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الثلاثاء، إنّ قطر تعتقد أن نزع فتيل الصراع الرئيسي في غزة سيوقف التصعيد على جبهات أخرى، مشدداً على أن مطالبة إسرائيل بالموافقة على مسار إلزامي ومحدد لحل الدولتين هو مفتاح الاستقرار السياسي في المستقبل.
وأكد رئيس الوزراء القطري، في كلمة له بمنتدى دافوس في سويسرا، أنّ الفلسطينيين "هم من يجب أن يقرروا ما إذا كانت حماس ستواصل لعب دور سياسي في المستقبل".
واستغرب الوزير القطري في معرض حديثه عدم وقف إطلاق النار في غزة بعد مرور أكثر من 100 يوم على الحرب قائلاً: "للمرة الأولى نرى خلافاً وجدالاً حول الدعوة إلى وقف إطلاق النار".
وشدد على أنّ "الوضع في الضفة الغربية لا يقل سوءاً عن غزة، ولا نرى رد فعل حقيقياً من المجتمع الدولي".
وذكّر وفق ما نقلت "الأناضول" أنّ "العرب طرحوا حلولاً ومبادرات والإسرائيليون رفضوها ويجب عدم ترك ذلك دون حل".
وشدد على ضرورة "معالجة كيفية إنهاء الحرب (في غزة) سريعاً وإطلاق الرهائن والمعتقلين الفلسطينيين".
قطر: الخيار العسكري لن يحل أزمة البحر الأحمر
وبخصوص التصعيد في البحر الأحمر، أوضح رئيس الوزراء القطري أنّ الضربات العسكرية الأميركية والبريطانية في اليمن لن تحتوي هجمات الحوثيين دون جهود دبلوماسية، معتبراً أنّ تصعيد الصراع في البحر الأحمر هو الأخطر لأنه يؤثر على التجارة الدولية.
وأضاف: "شحنات الغاز المُسال ستتأثر بانعدام الأمن في البحر الأحمر".
وحذر من أنّ "الوضع الإقليمي الحالي وصفة للتصعيد في كل مكان"، مشدداً على أنّ "الخيار العسكري لن يحل الأزمة (..) وقطر تفضل الدبلوماسية كحل".
وأشار إلى أنّ "إيران ودول الخليج جيران وهناك تفاهم على كيفية إيجاد مصالح مشتركة بالحوار".
قطر تؤكد استمرار جهود الوساطة
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، الثلاثاء، في الإفادة الصحافية الدورية، إنّ قطر تعمل على جهود الوساطة في غزة ليس فقط مع أطراف النزاع بل مع الدول الفاعلة، مضيفاً "نأمل التقدم في المفاوضات خلال الأيام المقبلة بشأن غزة".
وأوضح أنّه لم يتم إدخال الأدوية سواء للأسرى الإسرائيليين أو المستشفيات في غزة حتى الآن، والجهود القطرية مستمرة.
وعن حديث رئيس الوزراء القطري عن طرح العرب مبادرات، أوضح الأنصار أنّ الحديث هو عن المبادرات العربية على مدى سنوات الصراع وليس فقط بالضرورة عن غزة.
وشدد على أن "التوترات الإقليمية هي فروعات للتوتر الأصلي في غزة ونزع فتيلها يؤدي حتماً للجم التصعيد في المنطقة".
وبشأن التصعيد في البحر الأحمر، أكد أنه "لا يمكن فصل مشكلة البحر الأحمر عما يحصل في غزة والحلول العسكرية لن تأتي بنتيجة إذا لم ترفق بمساع دبلوماسية".
وقال رداً على سؤال "العربي الجديد"، إنّ لا يمكنه التعليق أو تأكيد المعلومات التي تتحدث عن استئناف الناقلات القطرية الإبحار في البحر الأحمر.
ويوم السبت، قالت القناة 12 الإسرائيلية، إنّ لجنة الصليب الأحمر الدولي ستستكمل نقل أدوية إلى الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس في غزة خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، بينما قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان بمؤتمر صحافي من العاصمة اللبنانية بيروت، السبت، إنّ الحركة حريصة على علاج الأسرى الإسرائيليين، ولكن بما سيتوفر من دواء يصل إلى قطاع غزة.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، عن التوصل إلى اتفاق مع دولة قطر بشأن إدخال أدوية إلى قطاع غزة، بما في ذلك أدوية للأسرى الإسرائيليين.
ولعبت دولة قطر دوراً محورياً في جهود الوصول إلى هدنة إنسانية تخفف من الأزمة غير المسبوقة في القطاع المحاصر، وكذا في الوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.
وأسفرت جهود الوساطة لدولة قطر عن صفقة تبادل أسرى، وهدنة استمرت لأيام في قطاع غزة، قبل أن يعاود جيش الاحتلال غاراته المكثفة على القطاع.