وزير الخارجية القطري: لا ينبغي للشعب الأفغاني أن يعاني لأن "طالبان" مكروهة دولياً

17 فبراير 2022
الوزير القطري:لدينا علاقة أمنية قوية مع واشنطن وعلاقة اقتصادية متنامية مع بكين (فرانس برس)
+ الخط -

دعا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى "عودة الأصول المالية المجمدة إلى الشعب الأفغاني"، قائلاً: "لا نريد أن يعاني الشعب الأفغاني لمجرد أن طالبان مكروهة دولياً"، مضيفاً: "نحن نعمل عن كثب مع أوروبا والولايات المتحدة في هذا الشأن".

وقال الوزير القطري، في جلسة نقاشية بعنوان "دور قطر الإقليمي والدولي" في معهد "تشاتام هاوس" بلندن، أمس الأربعاء، إنّ قطر لا يمكنها النهوض بإصلاح الاقتصاد الأفغاني من جانب واحد، مؤكداً الحاجة الملحة إلى جهود دولية وتوافق في الآراء لرفع معاناة الأفغان في الوقت الحاضر، وتابع أنّ التعامل مع "طالبان" مهم، ولكن يجب أن يُنظر إليه على أنه عملية مرحلية ضرورية لمساعدة الشعب الأفغاني على تجاوز الأزمة ومكافحة الإرهاب.

ووصف الوزير القطري علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، بأنها "قوية للغاية"، وقال: "يجمع بين البلدين تعاون مشترك في مجال الدفاع"، مبيناً أن قطر استضافت الحوار مع "طالبان"، ودعمت عمليات الإجلاء من كابول. كما أنّ القواعد القطرية كانت بمثابة المركز الرئيس في الحملة ضد "داعش". وتابع: "العلاقة مع الولايات المتحدة مبنية على روابط مؤسسية قوية، بغض النظر عن الإدارة، وخلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عملنا عن كثب خلال أزمة مجلس التعاون الخليجي، ومفاوضات طالبان".

وأضاف أنّ "سياسة قطر الخارجية تقوم على مبدأ التعاون والسلام الدولي، ونحن نفعل ذلك من خلال المساعدات التنموية، وجهود مكافحة الإرهاب، والمساعدات الإنسانية على غرار التي قدمناها مؤخراً في أفغانستان". ولفت الى أن العالم بعد جائحة كوفيد 19 يحتاج الى إعداد ترتيب أولوياته "ضمن إطار أكثر تعاونية وشمولية".

وفي رده على سؤال حول العلاقات القطرية مع الصين ومقارنتها بالعلاقات مع واشنطن؛ قال إن "الصين واحدة من أكبر مستوردي الغاز القطري، ومنطقة الخليج لا تريد أن تختار بين الولايات المتحدة والصين، فلدينا علاقة أمنية قوية مع واشنطن وعلاقة اقتصادية متنامية مع بكين".

وحول أزمة الطاقة التي يمكن أن تشهدها أوروبا في حال اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، رد بالقول إنه مع أزمة الطاقة الحالية تعد قطر مُصدراً رئيساً للغاز الطبيعي المسال، وهي تتطلع إلى زيادة طاقتها الإنتاجية، وتعمل على بناء خطة طويلة الأجل لإمدادات إضافية من الغاز إلى أوروبا، ومن المستحيل ضمان أمن الطاقة بشكل كامل، وهذا الهدف سيتطلب تعاوناً مستمراً.

وعن عودة التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، لفت إلى أنه أثناء أزمة مجلس التعاون الخليجي، أصيبت المنظمة بالشلل، وقد تمت إضاعة عدد من إمكانيات التعاون وفرص العمل المشترك، موضحاً أن القادة في الخليج اليوم مدركون أهمية العمل المشترك والموقف الموحد، خاصة في ظل عدد من القضايا المهمة في ليبيا والعراق وسورية واليمن.

وتابع أنّ هناك استئنافاً للعمل الخليجي في عدد من القضايا، فالدوحة استضافت منذ يومين اجتماعاً بين مجموعة من ممثلي مجلس التعاون الخليجي ووفد من الحكومة الأفغانية، و"نحن نستأنف المحادثات التجارية، وهناك زخم لتعزيز دور مجلس التعاون الخليجي بعد سنوات من الأزمة لتحقيق مصالح الشعوب".

وأضاف: "من المؤسف أنه لا توجد قيادة عربية في مناطق الصراع في الشرق الأوسط، فنحن بحاجة إلى حوار شامل مع الدول غير العربية مثل إيران وتركيا، وفي العراق واليمن وفلسطين، ونحتاج إلى مراعاة المصالح العربية".

وعن تطورات القضية الفلسطينية قال: "في ما يتعلق بإسرائيل وفلسطين، الوساطة هي جوهر السياسة الخارجية لقطر، ونحن نساعد الشعب الفلسطيني، وخاصة في غزة، لكن المساعدات بمثابة مسكنات وليست الحل الجذري"، مضيفاً: "نحتاج أن يجلس الإسرائيليون إلى طاولة المفاوضات ويؤمنوا بحل الدولتين من خلال عملية سلام".

وأوضح وزير الخارجية القطري أن الدوحة لا تدعم "حماس"، "بل تدعم الشعب الفلسطيني، والعديد من الدول العربية لا تدرج الحركة كمنظمة إرهابية لأنهم تحت الاحتلال، ومكون من مكونات المجتمع الفلسطيني"، مشدداً على أن  قطر تدين كل الهجمات على المدنيين.

وحول رؤية قطر لعودة العلاقات مع النظام السوري، قال وزير الخارجية القطري: "نحن واضحون ومستمرون في موقفنا، عضوية سورية ما زالت معلقة من الجامعة العربية؛ لأن النظام يهاجم الشعب السوري ويقصف المدن، وسيكون من الخطأ تطبيع العلاقات مع النظام السوري دون حل سياسي".

وعبر الوزير عن تفهّمه خيارات الدول التي لها علاقات مع النظام السوري، مشدداً على أن موقف الدوحة يرى أنه يجب أن يكون هناك حل سياسي واضح، وخريطة طريق شاملة، للحد من الأزمة الإنسانية في سورية.

ورحب وزير الخارجية القطري بالجميع في مونديال قطر 2022، وقال: "يشرفنا استضافة أول بطولة كأس عالم في الشرق الأوسط وفي دولة عربية، نتطلع إلى الترحيب بكم جميعاً في نوفمبر/تشرين الثاني لتشجيع فرقكم".

المساهمون