أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الثلاثاء، "أننا في الوقت الحالي في مكان أفضل مما كنا عليه قبل بضعة أسابيع"، بشأن التوصل إلى صفقة في قطاع غزة.
وقال بن عبد الرحمن في حديث إلى شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، مساء الثلاثاء: "عقدنا اجتماعاً في نهاية الأسبوع الماضي، حيث ناقشنا مقترحاً لإطار عمل يكون منطلقاً للمفاوضات"، معبّراً عن اعتقاده بأنهم تمكنوا من التوصل إلى اتفاق مع الإسرائيليين لانطلاق المفاوضات، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يزال أولياً ويحتاج لتطوير والتفاوض بشأن تفاصيله مع حركة حماس بغية التوصل إلى اتفاق نهائي.
وإذ أكد أنهم يحاولون دائماً أن يكونوا متفائلين، قال: "لا نريد الإفراط في الوعود، والمسار لا يزال في أوله ويحتاج لوقت لتطويره".
وأوضح رئيس الوزراء القطري أن عدد المحتجزين الذين سيتمّ إطلاق سراحهم لم يتمّ تحديده، لكن من حيث الفئات تجري مناقشات لاحتمال إطلاق النساء وكبار السنّ ومن يعانون من مشكلات صحية.
ورداً على سؤال عن وجهة نظر قطر بشأن عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكد آل ثاني أن أي فظائع تُرتكب بحق المدنيين مدانة، سواء كانوا إسرائيليين أو فلسطينيين. وأضاف: "البشر هم بشر، وقد قلنا ذلك مراراً وتكراراً. ما حدث في السابع من أكتوبر، والحرب التي تلته، يحوّل المنطقة بأكملها إلى وضع ملتهب، وهذا أمر نحتاج لاحتوائه".
وإذ شدد على أن التركيز يجب أن يكون منصباً على إنهاء الحرب في غزة وإعادة المحتجزين لعائلاتهم وإيجاد طريقة لعدم حدوث صراع من هذا النوع مجدداً، أكد أن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل إلا عبر طريقة واحدة وهي طاولة المفاوضات، قائلاً: "العمل العسكري لن يحقق النتيجة التي نريدها".
والأحد، عُقدت في باريس محادثات بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ومسؤولين كبار من مصر وقطر ودولة الاحتلال الإسرائيلي، بحثت اتفاق هدنة في غزة، وفق ما أفادت مصادر مقربة من المشاركين في هذه اللقاءات.
وفي ما يتصل بالخطوط العريضة للاتفاق الذي يُبحَث في باريس، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى هدنة أولى تستمر ثلاثين يوماً، ويُفترَض أن تتيح الإفراج عن النساء والرهائن الأكبر سناً والمصابين. وأضافت الصحيفة الأميركية أنه خلال هذه الفترة تجري الأطراف مفاوضات تتناول تفاصيل مرحلة ثانية يتوقع أن تستمر أيضاً ثلاثين يوماً، سعياً للإفراج عن الرجال والجنود.
وفي معرض حديثه عن الوضع في المنطقة، رفض آل ثاني توجيه اللوم لإيران على تمويلها جماعات مسلّحة في المنطقة مثل "حماس" وحركة "أنصار الله" (الحوثيين)، مركزاً على ضرورة إيجاد حلّ ينهي الوضع القائم في قطاع غزة قبل تمدّد الحرب في المنطقة.
وأكد أن أحد مبادئ السياسة الخارجية القطرية هو إيجاد طريقة للتوسّط في الصراعات واحتوائها وليس تصعيدها، قائلاً: "جزء من عقيدتنا في السياسة الخارجية هو التمكّن من الحديث مع الجميع لردم الفجوات".
وأشار المسؤول القطري إلى أنه منذ بدء الحرب في غزة وبلاده تشعر بقلق بالغ بشأن الوضع في المنطقة، لأنها تدرك حجم القضية الفلسطينية هناك، معبّراً عن تخوفه ومسؤولين قطريين آخرين من امتداد الصراع إلى كلّ أنحاء المنطقة، حيث توجد قوى أخرى قد تحاول استغلال الوضع وتصعيده.