قطر ترد على اتهامات الاحتلال: إسرائيل الإرهابيّ الأوّل

10 سبتمبر 2014
الدوحة لا تنكر وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطينيّ(ثار غانم/Getty)
+ الخط -

يقلل مسؤول قطري من الاتهامات الإسرائيلية المتكررة لبلاده بدعم الإرهاب، معتبراً أنّ هذه الافتراءات لا تقنع أحداً. ويشير في حديث لـ"العربي الجديد"، أمس الثلاثاء، أنّ أكثر دولة تمارس الإرهاب هي إسرائيل، وهي الإرهابي الأول في العالم.

وكان وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعالون، قد اتهم قطر وتركيا وإيران بدعم ما وصفه الإرهاب، الأمر الذي اعتبرته المصادر القطرية يكشف مأزقاً تعيشه حكومة الاحتلال بعد عدوانها الأخير على قطاع غزة وفشلها في تحقيق أهدافها.

ويلفت المسؤول القطري، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أنّ حكومة بلاده لا تخفي دعمها للشعب الفلسطيني، ولا تنكر وقوفها الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة، وتقديمها الدعم السياسي والمساعدات المالية لإعادة إعمار ما دمرته الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة. وهي مساعدات معلنة ومعروفة، وقدّمت تحت أسماع حكومة الاحتلال. ويضيف أنّ دولة قطر قادرة، بدبلوماسيتها ومواقفها السياسية، على مواجهة الافتراءات الإسرائيلية في المحافل الدولية والتصدي لها.

يذكر أنّ مسلسل الاتهامات الإسرائيلية لقطر لم ينقطع منذ بدء الحرب على قطاع غزة، فقد سبق لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في أثناء العدوان، أن اتهم قطر بأنّها الممول الأوّل والرئيسي لحركة "حماس"، وقال إنّها تستضيف رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، وأنّها "تساعد حماس، لكنّها لا تمارس ما لديها من نفوذ على حماس"، حسب قوله. وجاءت تصريحات نتنياهو تلك بعد أيام من اتهامات مماثلة ضد قطر، أطلقها كل من: وزير خارجية الاحتلال أفغيدور ليبرمان، ووزير الاقتصاد نفتالي بينت، والرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، وزعموا فيها أن الدوحة تمول الإرهاب في غزة، بسبب دعمها حركة "حماس".

ويعبّر المسؤول القطري عن استغرابه لمسلسل الاتهامات والادعاءات الإسرائيلية. وقال إنّ دعم بلاده المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني في قطاع غزة "ليس سراً لا تعرفه حكومة الاحتلال، وهو شرف وواجب لا تنفيه دولة قطر، فالدعم القطري للشعب الفلسطيني في غزة معروف، وهو ليس موجهاً لحركة حماس، بل للشعب الفلسطيني ولجميع الفصائل الفلسطينية".

وسبق لأمير قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أنّ زار قبل عامين قطاع غزة، أعلن فيها عن تبرع قطر بمبلغ 450 مليون دولار لإعادة إعمار القطاع الذي دمره الاحتلال في اعتداءاته المتواصلة على الشعب الفلسطيني في غزة.

وبحسب محللين سياسيين، فإنّ سرّ الهجوم الإسرائيلي المتكرر على دولة قطر يعود إلى موقفها  المطالب بضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة نهائياً وإقامة ميناء بحري فضلاً عن إعادة فتح مطار غزة لاستقبال المساعدات الدولية لإعادة إعمار القطاع. وهو ما سعت وتسعى الدوحة إلى تحقيقه في جهودها واتصالاتها الدبلوماسية، ما يُغضب رئيس حكومة الاحتلال الذي كان قد اعتبر علاقة الاحتلال "المميزة" مع بعض دول المنطقة "إنجازاً" سياسياً للعدوان الذي شنته قواته ضد غزّة. وقال إنّ هذه العلاقة "تفسح المجال أمام احتمالات جديدة". ولم يسمّ هذه الدول، إلا أنّ هجومه مباشرة، على دولة قطر واتهامها "بتمويل الإرهاب" ودعم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من دون ممارسة الضغوط المطلوبة عليها يشير بوضوح إلى غضبٍ شديد تكنّه حكومة الاحتلال لقطر، نتيجة سياستها المستقلة والواضحة والتي لم تمالئ العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة.

وكان وزير الخارجية القطري، خالد العطية، قد رد في السابع والعشرين من يوليو/تموز الماضي، بعنف على التصريحات الإسرائيلية التي اتهمت بلاده "بتمويل الإرهاب في دعم حركة حماس". وقال إنّ الوزيريْن ليبرمان وبينت، هما الإرهابيان، وآخر من يحق لهم الحديث عن الإرهاب "لأنّهما من صانعيه وممارسيه".

ولفت إلى "أنّ التوصل إلى اتفاق عادل ودائم وسلمي من أجل مستقبل فلسطين، يشكّل مسألة محورية من أجل السلام والاستقرار في المنطقة"، مؤكداً "تصميم دولة قطر على لعب دورها من خلال العمل على ضمان مستقبلٍ، يسود فيه الاستقرار والأمن والازدهار في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط والعالم".

وقد رفض وزراء خارجية دول الخليج الست، في أغسطس/آب الماضي بشدة اتهامات "إسرائيل الواهية" بشأن زعمها دعم دول أخرى الإرهاب، في إشارة إلى قطر على خلفية دعمها قطاع غزة ومواقف الفصائل الفلسطينية. واعتبر الوزراء، في بيان بعد اجتماعٍ في جدة، الاتهامات الإسرائيلية بأنّها "محاولة يائسة لصرف النظر عن انتهاكات إسرائيل المتواصلة أبسط حقوق الشعب الفلسطيني، في وقت تمعن في ممارسة إرهاب الدولة، بصورة بشعة، غير عابئة بالقانون الدولي والرأي العام الدولي".

ورفضت وزارة الخارجية الأميركية، في التاسع عشر من أغسطس/آب الماضي، اتهامات وجهها السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة رون بروسر، إلى دولة قطر بدعم الإرهاب، إبان العدوان على غزة. وقالت إنّ الدوحة تلعب "دوراً بناءً" في المفاوضات الهادفة إلى وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل. وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماريا هارف إلى أنّ "القطريين شركاء أساسيين لنا فيما نقوم به، وقد أكدنا على ذلك طوال الفترة السابقة".

المساهمون