قضايا مجتمعية تحيي الجدل حول خلافات شيخ الأزهر والقيادة السياسية

15 ديسمبر 2021
تسعى مؤسسة الرئاسة لإقصاء الطيب من منصبه (هوراسيو فيلالوبوس/Getty)
+ الخط -

قالت مصادر مصرية خاصة، إن الجدل بشأن شيخ الأزهر، أحمد الطيب، تجدد مرة أخرى داخل الدوائر القريبة من مؤسسة رئاسة الجمهورية، في سياق يتصل بالمناورات الهادفة لإيجاد طريقة لإقصائه من منصبه على وقع العلاقة التي يشوبها التوتر الذي تتراوح وتيرته صعوداً وهبوطاً، بين الطيب والرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عام 2014.

توجيه الأذرع الإعلامية ضد شيخ الأزهر

وأشارت المصادر في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إلى الجدل الذي دار أخيراً حول عدد من القضايا المجتمعية الشائكة، ومنها ما أثير بشأن قضايا الزواج الثاني، والمثلية الجنسية، والإلحاد، وقضايا أخرى كانت محور حديث مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المنابر الإعلامية داخل مصر وخارجها.

واعتبرت بعض الأجهزة القريبة من دوائر صناعة القرار السياسي، أن الجدل بشأن هذه القضايا فرصة سانحة لتوجيه الأذرع الإعلامية، والتي تسيطر عليها أجهزة سيادية، لإبراز مواقف الأزهر في هذه القضايا، ثم إثارة الجدل عن طريق دعاة مقربين من السلطة، حول هذه المواقف.

وجدت دوائر صناعة القرار فرصة لإثارة الجدل حول مواقف الأزهر

وأوضحت المصادر أن هذه الرؤية تغلبت على اتجاه آخر داخل الدوائر السياسية، كان يرى أن إبراز موقف الأزهر وشيخه، سيساهم أكثر في زيادة شعبية أحمد الطيب، باعتبار أن هذا الموقف يقترب أكثر من المزاج الشعبي، وينسجم مع آراء الشريحة الأكبر من المصريين، والمسلمين في خارج البلاد، خصوصاً أن الآراء المقابلة تصدر عن شخصيات لا تتمتع بقبول واحترام كافيين لدى الناس.

وقالت مصادر مقربة من مشيخة الأزهر، في أحاديث خاصة، إن شيخ الأزهر أحمد الطيب لم يغيّر مواقفه، ولم يسعَ للإثارة من جديد بشأن عدد من القضايا، لكنه حين سأل الناس عن رأي الأزهر وموقفه من هذه القضايا، لم يكن أمامه سوى تبيان هذه المواقف، من دون النظر إلى اعتبارات أخرى، حتى لو كانت تتعارض مع المواقف الرسمية، أو كان القصد منها ما تتصوره دوائر معينة أنه توريط للأزهر وشيخه.

تقارير عربية
التحديثات الحية

تطوير الأزهر لدوره

وأضافت المصادر نفسها، أن الأزهر باعتباره جامعا وجامعة ومؤسسة دينية مهمة ليس في مصر فقط، بل في الشرق الأوسط ودول العالم الإسلامي، طوّر من دوره الدعوي والتربوي وحتى السياسي، على مدار السنوات الماضية. فقد استحدث مرصداً إعلامياً، وجريدة ناطقة باسمه، ومركزاً لمكافحة التطرف، وآخراً للفتاوى الإلكترونية، ليكملوا عمل مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء، وباقي لجان وروافد المؤسسة الدينية الأكبر على مستوى العالم.

وبحسب المصادر نفسها، فإن هذا الدور الهام والحيوي لمؤسسة الأزهر، جعلها محط الأنظار في الكثير من الأمور الحياتية العامة والخاصة التي تشغل الرأي العام في مصر خصوصاً والدول العربية عموما.

ويأتي ذلك بالتزامن مع نشاط صفحات الأزهر الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وانخراطها في الكثير من المواضيع الجدلية والنقاشات المجتمعية والسياسية والفكرية، وليس الدينية فقط.

مصادر: الطيب لم يسع للإثارة من جديد بشأن عدد من القضايا

وتضمن بيان مقتضب صادر السبت الماضي، عن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بشأن الإلحاد تذكير بالآية 40 من سورة فصلت: "إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ".

وألحق البيان الآية بتفسير يقول "تخبرنا هذه الآية الكريمة أن الله تعالى يعلم حقيقة الذين حادوا عن الحق، وأعرضوا عن آيات ربهم، وفسروها وفق أمزجتهم وأهوائهم، وتنازعوا فيها، وألقوا الشبهات حولها. كما تخبر أن خواتيم هؤلاء الناس ليست كخواتيم أهل الهداية، وجزاءهم ليس كجزائهم، فالفريق الأول له العقوبة، والثاني يأتون آمنين يوم القيامة".

وقبل ذلك بأيام، أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بياناً طويلاً ينتقد فيه انتشار دعوات الحريات الجنسية.

المساهمون